صلاح حبيب

“أردوغان” بالخرطوم


يبدأ الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان”، زيارة إلى البلاد يوم “الأحد” القادم، في أول زيارة له، بناءً على الدعوة التي قدمها له السيد الرئيس “عمر البشير” وتأخرت لأسباب متعلقة ببرنامج “أردوغان”، وتأتي زيارته للبلاد في إطار الإستراتيجية الاقتصادية بين البلدين، التي تعد واحدة من الهموم المشتركة، فالسيد الرئيس “أردوغان” ستصل طائرته مطار الخرطوم في الحادية عشرة من صبيحة (الأحد) القادم، ويصحب معه ما يقارب المائتين من رجال الأعمال الذين تقلهم طائرة خاصة ضمن وفده.

تعد زيارة الرئيس “أردوغان” ذات خصوصية، لما يجمع البلدين من وشائج الأخوة والعلاقات الاجتماعية، وتوجد بالبلاد العديد من الآثار العثمانية بمنطقة سواكن التي تعد واحدة من ضمن برامج زيارته لها في اليوم الثاني (الإثنين) الخامس والعشرين من ديسمبر الجاري، ووضع برنامج يليق بفخامته يمتد من الوصول بالمطار، ومن ثم اللقاء المغلق بين الرئيسين ومن ثم اللقاء الثنائي بينهما، فالزيارة تأتي ضمن برنامج “أردوغان” للمنطقة الأفريقية والتي خصص السودان من ضمن الدول التي سيزورها، ومنها سوف يغادر إلى انجمينا العاصمة التشادية، ولكن قبل أن يختتم زيارته سيقوم بتقديم محاضرة بقاعة الصداقة بالخرطوم، وتوقيع العديد من الاتفاقيات التي تصب معظمها في المجال الاقتصادي، ونحن نعلم أن تركيا كانت من الدول التي تعاني من المشكلة الاقتصادية، ولكن بفضل الجهود التي قام بها “أردوغان” أصبحت تركيا الدولة السادسة عشرة في العالم من حيث الاقتصاد، بعد أن كانت تحمل الرقم المائة وستة عشر، وتعمل الآن جاهدة أن تكون ضمن العشر دول نمواً اقتصادياً في العالم وهذا ليس ببعيد طالما هناك إرادة من القائد ومن الشعب، و”أردوغان” لا يقل أهمية من الرئيس الماليزي السابق “مهاتير محمد”، الذي نهض بماليزيا وجعلها من ضمن الدول المتقدمة اقتصادياً بل أصبحت مضرب المثل في العالم من حيث النهضة والتطور والتقدم، و”أردوغان” الذي جعل أيضاً تركيا من الدول المتقدمة والمتطورة خلال فترة وجيزة، سيستفيد السودان ورجال الأعمال السودانيين الذين سيلتقون برجال الأعمال الأتراك في اليوم الأول والثاني للزيارة، وربما يحصلون على الوصفة السحرية منهم وكيف نهضوا بتركيا خلال الفترة الوجيزة ونعلم أن الأتراك لهم وصفات في المجال الزراعي والآن هناك عدد كبير منهم يسبقون السيد الرئيس قبل زيارته للخرطوم، وقد عقدوا الاجتماعات المطولة حول كيفية الاستفادة من الجانب السوداني، وكيف يستفيد الجانب السوداني من الجانب التركي في العملية الزراعية، خاصة وأن الأرض التركية قد غطت تماماً بالخضرة، ولا توجد أي مساحة خالية لزراعتها أو إقامة مشاريع عليها ولذلك فإن السودان سيكون الوجهة الثانية للأتراك لقيام المشاريع الزراعية فيه، والسودان كان من الدول التي استعمرت إبان الحكم التركي، ولذلك هناك لغة مشتركة بين البلدين أو الشعبين وما أسماء (الأجزخانة والشفخانة والسلخانة والكرخانة) وغيرها من المفردات التركية، التي أصبحت ثمة تميز السودان والأتراك، وحتى على المستوى الثقافي فنجد أن المسلسلات التركية قد أخذت مساحة واسعة عند السودانيين، وصارت تتقدم على المسلسلات المصرية التي تراجعت بعد ظهور المسلسلات التركية (مهند ونور) وغيرهم من الأسماء التي حفظها الشعب السوداني بل ظل يتابع بشغف واهتمام كبيرين لها، فالسودان في حاجة إلى مثل تلك الدول التي يمكن الاستفادة منها اقتصاديا في ظل التراجع الذي يشهده اقتصادنا، ويمكن أن تكون زيارة “أردوغان” للبلاد فتحاً جديداً للاقتصاد السوداني، خاصة وأن رجال الأعمال الأتراك سيقدمون الكثير لنا في هذه الزيارة.

صلاح حبيب – لنا راي
صحيفة المجهر السياسي