أي حاجة ولا الوقود..!!
لم يجد عمك حاج الأمين مُساعِداً للبص الأوستن أبو (كنبتين) سوى ولده الزعور المسيكين والذي استغله بعض ضعاف النفوس من الركاب لعدم إلمامه بالحساب وظلّ كذلك عُرضة لاستغلال بعض من تعاقبوا على قيادة البص ، يتحرك البص في الصباح الباكر في رحلة واحدة يمُر فيها على عدد من القرى في طريقه للمدينة الريفية ويعود منها في المساء وكثيراً ما عاد الزعور بلا إيراد يُذكر ، ظل لسنوات طويلة مُساعداً لم يتعلم فيها الحساب ولا القيادة حتى تمّ بيع البص بعد وفاة والده الذي كان يرُد على من يُحدثونه بعدم جدوى الزعور في البص بأنّه شديد التفاؤل به وكُل هذه الأموال جاءت بعد مولده ولم يُكن قبلها صاحب مال ..
في أعتاب عقدِها الثالث تقف الإنقاذ وحال الناس فيها يُغني عن السؤال..
محطات الوقود تشهد ازدحاماً كبيراً نتيجة لشُح وقود لم تُوفره التطمينات ، زحام فاق ما (كان) يحدث قبل مجئ النظام لكثرة المركبات وتزايدها وتمدد العاصمة في سنوات الإنقاذ ، زحام أعادنا إلى المربع الأول مع توقع الناس لسيناريوهات رُبما أسوأ من هذه والمُصفى الرئيس ينتظر الصيانة أو الانفجار كما صرّح بعضهم ، عادت الصفوف وكأنّك يا أبوزيد لا غزيت ولا شُفت الغزو ، منظر رُبما لم تشهده حتى بُلدان الربيع العربي أيام الربيع وغليان شُعوبها ناهيك عن الدول الأخرى الكُبرى التي ظللنا نُناطح فيها بلا قرون..
هل يُعقل أن نشهد مثل هذه المناظر الكئيبة في محطاتنا في بلادٍ بها وزارة ضخمة للنفط تتبعها مؤسسات تُناطح بناياتها السحاب ويملأ وسائطنا الاعلامية مسؤوليها بكثرة تصريحاتهم ومؤسسات أخرى تتحدث عن التخطيط وغيره ولدينا برلمان يتجادل نوابه مع (خُبراء) الاقتصاد في رفع الدعم عن المحروقات (المافي) والمحطات تتكدس فيها المركبات وحال المواطن ومعاناته مع المواصلات التي تزحف في الصفوف أمر آخر لا يشعُر به أصحاب السيارات المظللة المُكيفة والتي لم يُعيق حركتها شُح الوقود..
متى يتعلم هؤلاء ومتى تصمت ألسنتهم عن التصريحات الجوفاء..
السُفن القادمة إلى ميناء بورتسودان أو الراسية أصلاً فيه لا تعني المواطن في شئ ولن تُحرِك مثل هذه التطمينات ماكينة مركبة أوقفها شُح الوقود ولماذا لم تحتفظ الدولة باحتياطي تتجاوز به مثل هذه الأزمات ، من لم يتعلم من أزماته غير جدير بالاستمرار في وظيفته وأزمة الوقود ليست أزمة عادية يُمكن أن يتجاوزها المواطن بسهولة وحياة الناس وحركتهم في زمانهم هذا تعتمد بكاملها على الوقود ، عقود مرت لم يتعلم منها من تولوا أمرنا شيئاً غير الأنانية وعدم المُبالاة بما قد يحدُث للغير ، ومن داخل الصف كان المقال وحالنا يُغني عن السؤال..
بالمناسبة يُحسب للزعور أنّه لم يتعلم (أيضاً) كيف يسرق مالا..
والله المُستعان..
بلا أقنعة – زاهر بخيت الفكي
صحيفة الجريدة