برافو يا مُعتز..!!
فكرة مُدهِشة تُحدِث عن عبقرية سودانية خالصة لا مثيل لها..
سارع السيد وزير الموارد المائية والكهرباء بتطبيق تعريفة الكهرباء الجديدة قبل إيداع مشروع ميزانية 2018م منضدة البرلمان..
عارفين لييييه..؟
بمعرفة السبب يبطُل العجب وتزداد الدهشة والإعجاب بالفكرة ..
برافو عليك يا مُعتز..
تمّ تطبيقها على عجل قبل إعلان الميزانية حتى لا يلجأ مواطن السودان (المُرطِب) المُرتاح لشراء كهرباء مدعومة تكفيه لسنوات قادمات ..
(برر السيد وزير الموارد المائية والكهرباء معتز موسى تطبيق تعريفة الكهرباء الجديدة قبل إيداع مشروع ميزانية 2018م منضدة البرلمان للتخوف من لجوء المواطنين لشراء الكهرباء مدعومة لسنتين أو ثلاثة سنوات لتخزينها ، مما يجعل التعديلات الجديدة بلا معنى ، واعتبر موسى خلال رده على مسألة مستعجلة أثارها النائب محمـد علي نمر بشأن زيادة أسعار الكهرباء أنّ إجازة مشروع الموازنة التي اعتمدها مجلس الوزراء كان سيعصف بالتعريفة الجديدة للكهرباء..)
مُبرر مُقنِع مُمتاز يستحق التصفيق والإشادة وأن تُمنح لمن جاء به الأوسمة والنياشين ، مُبرر وفرت به الكهرباء مبالغ كبيرة كادت أن تضِل طريقها إلى عدادات المواطن الذي لا تكتمل رفاهيته إلا بها لولا أن قطع عليها السيد الوزير بفكرته المُدهشة الطريق ..
هل يعلم السيد الوزير أنّ المواطن يحمل قائمة طويلة جداً من الإحتياجات رُبما لم تكُن الكهرباء التي استعجل تطبيق تعرفتها أحد بنودها ، بيننا إن لم تكُن تعلم يا سعادة الوزير في أطراف الخرطوم من يعيشون في ظلام دامس بسبب الفقر وبسبب أنّ ما لديهم من مال يُصرف على أولويات أخرى أهمّ بكثير من خدمة الكهرباء التي تخشى عليها من أن يتخطّفها الناس بأسعارها القديمة وتذهب أموالها للمواطن (العادي) بدلاً من أن تذهب لمُقابلة مُخصصات ومزايا مُنتسبي الدولة (الكبار) وهُم بالطبع أولى بها من المواطن..
كثيراً ما ذكرنا لكُم أنّ المواطن البسيط المُتمتِع بخدمة الكهرباء أو غير المُتمتع لم يعُد بتلك السذاجة التي تفترضونها فيه بل أصبّح عميقاً يُحلل وفقاً لمُعطيات الواقع ما قد يحدُث غداً من أحداث ، بلا شك ليست في صالحه في ظل الأوضاع السياسية المُرتبكة والحالة الإقتصادية المُتردية ويُدرِك تماماً أنّ الغد لا يحمل له في أحشاءه ما يسُر ، هذا المواطن العميق الفقير لم يكُن يحتاج لكُل هذه العبقرية واللفة الطويلة به وهو يعلم أكثر من غيره بأنّ الزيادات قادمة وفي كُل إحتياجاته الضرورية والكمالية لا الكهرباء وحدها..
لماذا يا تُرى لم يسعى لشراء وتخزين ما هو أهمّ من الكهرباء..؟
بلادك التي تخشى من مواطنها أن يسبقك لشراء الكهرباء وتخزينها يُقر نائب رئيس برلمانها أنّ 75% من جُملة سُكانها فقراء وتُحدثنا أنت من واقع سجلاتك بأنّ نسبة 62% من سُكانها لا يتمتعون بخدمة الكهرباء ..
ليتك بحثت عن مُبررات أخرى (جادة) تُقنِع بها من سألوك ..
وكان الله في عون المواطن..
بلا أقنعة – زاهر بخيت الفكي
صحيفة الجريدة