آمنة الفضل

لافرق يذكر


* حكايات الأمس وغدا لا فرق بينهما سوى التوقيت ، لا أحد يشعر بقيمة الآخر وأحيانا يجهل البعض حتى قيمة أنفسهم ، من قال سوق الجواري أغلق أبوابه ، ومن أقسم على أن الموءودة قد خرجت من قبرها بحثا عن أكسجين ينظف شعبها الهوائية من ثقل التراب الذي ظل يسكن رئتيها دهورا..
* هل هنالك فرق بين الجوع والكره ، وهل يبدو التشابه واضحا بين الحب والشبع ، هل الدفاع عن النفس جريمة ، وهل المطالبة بالحقوق خروج عن القانون ، أسئلة عنيدة تصيبنا بالدوار و تفاصيل تزداد تعقيدا كلما شرعنا في فك عقدتها ، أسوار ترتفع وأخرى تسقط ، أصوات تعلو وثانية تخبو ، أشخاص أنانيون وهنالك أيضا من ادمنوا مبدأ الإيثار …

* هنالك ضباب كثيف يلتف حول كل شئ ، يشوه معالم الأشياء وملامح الوجوه ، ليس علينا إجبار نبضات قلوبنا بالخفقان ، ولا سحق اكفنا بالتصفيق لكل ماهو زائف أو مدهش ، ليس علينا حقا أن نرتدى وجه المهرج لإضحاك السخفاء ، الآن نحن تائهون في دوامة اللاشئ ، أو كما قال الفيلسوف الروماني إميل سيوران : أشعر بأني أموت من الوحدة، من الحب، من اليأس، من البُغض، من كل ما يهبه لي هذا العالم .. ومع تجاربي اليومية أتضخم كبالون يُنفخ بأكثر مما يحتمل، والتفاقم الأشد ترويعاً ينفجر في الفراغ .. ما نحن عندما نواجه إعصارا داخليا يبتلعنا داخل العبث؟ أشعر بأن حياتي تُسحق بداخلي من الحِدة الزائدة، من اختلال التوازن المبالغ فيه …

قصاصة أخيرة
كل شئ أصبح رماداً، وغداً تذروه الرياح

قصاصات – آمنه الفضل
صحيفة الصحافة