الخرطوم وأديس أبابا .. القوة في يدي للصعاب
أظهرت زيارة وزير الخارجية الإثيوبي ورقيني قيبو للخرطوم وقفة لافتة وتضامناً واضحاً مع السودان في مختلف المجالات, ومع وتيرة الاستعدادات تحسباً لأي عدوان على الحدود الشرقية، كما قالت الحكومة هنا في الخرطوم,
فإن الزيارة التي التقى فيها وزير الخارجية الإثيوبي بالرئيس البشير أوضحت بجلاء بأن البلدين توافقا على أن «القوة في يدي لمواجهة التحديات والتطورات التي يشهدها الإقليم هذه الأيام.
ومع وصول تعزيزات عسكرية من قوات الدعم السريع الى كسلا صباحاً هبطت طائرة وزير الخارجية الإثيوبي أيضاً بمطار الخرطوم في زيارة سلم عبرها الرئيس البشير رسالة خطية من رئيس الوزراء الإثيوبي تتعلق بالعلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات الإقليمية الجارية.
وفي مؤتمر صحافي مشترك لوزيري الخارجية قالت الخرطوم إنها تتحسب لأية تطورات عسكرية في بالشرق، جزمت بامتلاكها معطيات عن تحركات عسكرية في تلك المنطقة ستكشف عنها في الوقت المناسب. وفي هذه الأثناء أعلنت أديس أبابا فوراً بأنها تقف مع السودان في «السراء والضراء», ووصفت علاقاتها مع الخرطوم بالأهم على مستوى المنطقة.
ووصف وزير الخارجية إبراهيم غندور الزيارة بالمهمة وقال إن ما يربط بين السودان وإثيوبيا علاقات ممتدة وعلاقات دم وجوار وتاريخ حافل، وأن مستقبل البلدين مرتبط ببعضه البعض ، وأشار الى أن الزيارة تأتي للتشاور في العلاقات الثنائية بين البلدين وعلاقتهما مع بعضهم ، فضلاً عن التنسيق في القضايا الإقليمية والدولية خاصة، ونحن مقبولون على قمة الاتحاد الإفريقي. وقال «ناقشنا كل القضايا حول ما يجري في إقليمنا الإفريقي والتحديات، وأكدنا أن البلدين يربطهما مصير مشترك ولابد من التنسيق الكامل في كل حماية أمننا وممارسة حقوقنا كاملة في بناء علاقات إستراتيجية قائمة على أمن مع جيراننا وأشقائنا ، وأضاف» أكدنا أن أمن إقليمنا وقارتنا من أمن بلدينا ، وبالتالي نعمل معاً من أجل أن يظل هذا الإقليم إقليم وئام وإخاء وصداقة، وننسق فيه لحماية أمن مواطنينا وبناء نهضتهم، وأكدنا أننا سوف نلتقي شهرياً من أجل ذلك التنسيق، وكلفنا سفرائنا في كل مكان للتنسيق مع بعضهم البعض».
وفي سياق ما يجري بالحدود الشرقية قال غندور إن ما يجري في الإقليم كبير وهناك تحولات نأمل أن تكون خيراً على منطقتنا وعلى بلادنا، ومضى للقول» هذا الأمر يحتاج أن تكون لنا إستراتيجية مشتركة وواحدة من أجل الاستفادة من موجبات هذه المتغيرات وتفادي سلبياتها» .
وذكر غندور إن السودان لا يتحدث عن حشود تقيمها دولة بعينها ولكنه يتحدث عن تهديد لأمنه من الشرق، وأضاف» معروف أن هناك بعض قوى المعارضة موجودة في شرقنا وبالتالي نحن نتحسب لأي ما يمكن أن يأتي من ذلك المكان».
وأوضح غندور أن القوات المسلحة قامت بتحريك جزء من قواتها تحسباً لما يمكن أن ينتج سلبياً على أمن وسلامة البلاد, منوهاً الى أن الحكومة لا تتحدث عن تهديدات دولة بعينها، ولكن لديها خيوط أن هناك البعض يحاول أن يؤذي أمننا، وقال «سوف نوضح بالتفاصيل ذلك في الوقت المناسب».
من جانبه اعتبر وزير الخارجية الإثيوبي العلاقات السودانية – الإثيوبية من أحسن العلاقات في إفريقيا ولفت الى أنها قائمة على التعاون. ونبه الى مشاروات تمت بالخرطوم حول ما يدور بالإقليم وأضاف» أن كانت هناك مشاكل أينما كانت نستطيع أن نحلها بالنقاش والمباحثات».
وقال وزير الخارجية الإثيوبي إن قضية سد النهضة قضية ثلاثية بطبيعتها، وإعلان المبادئ الذي وقعت عليه كل من الدول الثلاث ينص على ذلك صراحة، وهي اتفاقية ثلاثية وسوف نعمل على هذا الإطار .
وأكد وزير الخارجية الإثيوبي بأن زيارة رئيس الوزراء المصري لمصر هي امتداد للعلاقة بين إثيوبيا ومصر، وتابع بالقول « لدينا أشياء ثناية اقتصادية وسياسية، والزيارة لا تتعلق بالقضايا الثلاثية وإنما تتعلق بالقضايا الثنائية بين البلدين» .
الانتباهه.