تحقيقات وتقارير

الاستئذان من الزوج قبل الخروج… زوجات يتمردنّ… وأخريات يقدِّمن فروض الولاء والطاعة!

اشتعلت الخلافات بينهما لدرجة صعب أن يجد لهم الأجاويد حلولاً لتفادي وقوع المحظور وتفكيك عش الزوجة وتشتيت شمل الأسرة، وتعود تفاصيل اختلافهما الدائم والمتكرر إلى عدم رضوخ الزوجة لتوجيه زوجها بالاستئذان منه عند الإقدام على أي خطوة تخص الأسرة أو حتى عند الخروج من المنزل لقضاء بعد المشاوير المتعلقة بالاجتماعيات وهو الأمر الذي لم يرق للزوجة فهي ترى أن هناك أموراً لا يجب أن تأخذ فيها الإذن من زوجها خاصة إذا كان الزوج من النوع المتعنت.

(1)
هناك بعض الأزواج الذين دائماً ما تنحصر مشاكلهم ومعاناتهم في أن الزوجة لا تنصاع لأوامره وتنفذ ما تراه مناسباً دون أخذ الأذن منه، في الوقت الذي نجد فيه أن الغالبية العظمي تربوا علي الاستئذان منذ أن كانوا أطفالاً ومع مرور المراحل العمرية المختلفة من آبائهم وأمهاتهم عند خروجهم لقضاء بعض المشاوير أو اتخاذ بعض القرارات فأصبحت بالنسبة لهم عادة، أما بالنسبة للأزواج يرى الكثيرون ضرورة استئذان الزوجة من زوجها من باب الشرع باعتباره رب الأسرة وقائدها وعدم تجاوزه احتراماً وتقديراً له، ويبقى باب النقاش مفتوحاً بينهما من أجل إقناع الآخر إذا تزمت، إلا أن هناك بعض الزوجات يرين أن لا ضرورة للاستئذان من أزواجهن الأمر الذي يجلب لهن الكثير المشكلات.

(2)
(كوكتيل) ألقت الضوء حول الموضوع لمعرفة مدى تقبل أو رفض الزوجة لفكرة الاستئذان من الزوج ومعرفة الأسباب بجانب رأي رجال الدين، وابتدرت الحديث الموظفة (ك،م) قائلة: (في الماضي كنت أستأذن زوجي عند خروجي من المنزل لقضاء بعض المشاوير إلا أنني مؤخراً وبعد أن لاحظت رفضه وتذمره عند خروجي قررت أن لا أخبره وذلك بأن أخرج من ورائه لأنه تسبب في القطيعة بيني وأهلي فأصبحت ملامة دوماً لذلك أخرج ولا أخبره).

(3)
من جانبها قالت ربة المنزل فاطمة متولي: (دائماً ما أستأذن زوجي ولا أخرج إلا بعلمه بالرغم من رفضه الدائم إلا أنني أقنعه بطريقتي فيوافق، وعندما يرفض أمارس عليه أنواع أخرى من الضغوط حتى يوافق)، موضحة: (سأتجاوزه إذا رفض خروجي بعد استئذاني منه وأتمرد عليه بأن أخرج غصباً عنه، وبعد عودتي سأخبره بأنني خرجت ولا يهمني كيف ستكون ردة فعله).

(4)
في الوقت الذي أكدت فيه الطبيبة (م،م) أنها عانت مع زوجها الذي يعمل معها في ذات المهنة برفضه الدائم من خروجها لأداء بعض الواجبات تجاه أهلها في الأفراح والأتراح لذلك أصبحت تخرج دون عمله في الخفاء، مشيرة إلى أنها تقضي مشاويرها بعد انتهاء الدوام قبل وصولها إلى المنزل وعندما يسألها عن أسباب تأخيرها تجيبه بأنها قامت بـ(سد) وردية لإحدى زميلاتها بالمستشفى التي تعمل بها).

(5)
فيما أوضحت الموظفة ناريمان عوض بأنها تخرج من منزلها دون أخذ الإذن زوجها لأنه يرفض خروجها دون مبرر على حد قولها، مضيفة: (في البدء عندما كنت أستأذنه ويرفض أرضخ لطلبه دون أن أكثر معه الحديث ولكن بعد أن تكرر الأمر أصبحت أناقشه لكني لا أجد إجابة مقنعة منه لذلك أصبحت أتجاوزه وذلك بأن أخرج دون أن أستأذنه ولا أخبره إلا بعد عودتي من المشوار والغريبة لا يناقشني بعد ذلك).

(6)
حول الموضوع يرى بعض رجال الدين بأنه لا يصح للزوجة الخروج من منزلها لقضاء أي أمر إلا بإذن زوجها حتى وإن كان الأمر يتعلق بتعزية لأهل ميت أو عيادة مريض أو لأهلها ليس لها الخروج إلا بإذنه، موضحين: (عليها السمع والطاعة لزوجها إلا في المعصية، أما في المعروف فعليها السمع والطاعة وليس لها الخروج إلا بإذنه، سواء كان ذلك لأهلها أو لغير أهلها، وعلى الزوج أن يراعي حقها وأن يتلطف بها وأن يحسن عشرتها فيأذن لها في الخروج المناسب الذي ليس فيه منكر وليس فيه إعانة على منكر من باب المعاشرة بالمعروف ومن باب جمع الشمل)، مضيفين: (لا ينبغي أن يتشدد الزوج ولا يجوز للزوجة أن تعصيه في المعروف، فإذا أمرها بشيء مباح من عدم الخروج للجيران أو لأهلها، أو عدم صنع الطعام المعين أو أشياء أخرى مما أباح الله، فليس لها أن تعصيه بل عليها السمع والطاعة.

تقرير: محاسن أحمد عبد الله
صحيفة السوداني