تحقيقات وتقارير

الطقس داخل (الاتحادي) (الأصل).. ضغوط متزايدة لفك الارتباط الحكومي

الطقس داخل الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل، لا يمكن تفصيله وقياسيه على موسم واحد، فكل الفصول حاضرة. الحراك شتوي وبارد فيما يلي علاقات الحزب مع المؤتمر الوطني وحكومة الوفاق الوطني حيث تتضجر أصوات من المشاركة وتنادي بالخروج منها فورياً، لكن في ذات الصعيد هنالك جو ربيعي في ملف الشراكة حتى أن النائب الأول للرئيس، محمد الحسن الميرغني يباهي بالحريات المبذولة وقدرة الشعب في التعبير عن رأيه السياسي والإعلامي بكامل الحرية.

وفي أحوال الصيف داخل الأصل نجد حراكاً ساخناً ومحموماً فيما يخص البيت الداخلي من ترتيبات لقيام المؤتمر العام، أما خريف الحزب فيتمثل في تساقط قياداته طوعاً أو كرهاً.

فيما يلي سنحاول معرفة طقس الحزب فيما يلي ملف الشراكة في حكومة الوفاق الوطني، بحسبان الأصل هو ثاني الأحزاب كتلة طبقاً لانتخابات العام 2015.

حيث برزت أصوات تنادي بخروج الحزب من الحكومة في مقابل الأصوات الداعية للاستمرار، ما يجعلنا نسأل الشتاء أم الربيع؟

أصوات للخروج

يؤكد الناطق باسم الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل بزعامة مولانا محمد عثمان الميرغني، محمد سيد أحمد سر الختم لـ(الصيحة) بوجود تحركات وحملة توقيعات تقودها زعامات وأعضاء بالحزب الاتحادي الديمقراطي داخل وخارج السودان وبعض نوابه بالبرلمان لتقديم مذكره لرئيس الحزب تدعوه لفض الشراكة مع حزب المؤتمر الوطني والانسحاب من حكومة الوفاق الوطني.

ولا يخفي سيد أحمد حالة التذمر والتململ التي يعيش فيها الحزب عازياً الأمر إلى مجمل السياسات الأخيرة التي اتخذتها الحكومة لاسيما في الجوانب الاقتصادية وأسفرت عن إجازه موازنة العام 2018م والتي كان للحزب رأي معارض لها لما خلقته من ضوائق معيشية.

ويشغل قيادات الاتحادي “الأصل” بحكومة الوفاق الوطني برئاسة النائب الأول لرئيس الجمهورية ورئيس الوزراء القومي الفريق أول بكري حسن صالح، مواقع كل مساعد أول رئيس الجمهورية، محمد الحسن الميرغني وزير وزارة شؤون مجلس الوزراء، أحمد سعد عمر، وزير التجارة، حاتم السر، وزير الإرشاد والأوقاف أبوبكر عثمان. بجانب حضور لا بأس به في البرلمان.

وثيقة الحوار

يقلل عضو الحزب ميرغني المساعد من جدوي هذه التحركات أو التوقيعات قائلاً لـ(الصيحة) بأن الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل هو جزء من حكومة الوفاق الوطني وشريك في اتخاذ قراراتها ولن يتخلى عنها في وقت شدتها قط.

منبهاً إلى أن السودان يمر بظروف وأوضاع استثنائية في حاجة إلى تفكير جماعي وتكاتف لتقديم الحلول سياسياً واقتصادياً. مضيفاً بأن لديهم وثيقة الحوار الوطني المحاولة لحل لكل المشكلات في حال تنفيذ بنود الوثيقة بشكل صحيح.

بلا جدوى

يوضح عضو الحزب د. علي السيد أن ما حدث من توقيعات يعتبر أمر طبيعي جداً، خاصة وأن الحزب الاتحادي الديمقراطي في السنوات الأخيرة يكاد يعيش غياباً شبه تام عن قضايا الدولة الأساسية سواء الاقتصادية أو السياسية.

ويضيف السيد أن التململ بالاتحادي هو نتيجة لعدم سماع الصوت الإصلاحي الداخلي، فالحزب في حالة تهميش دائم من قبل الحكومة رغم توليه لمواقع كان يتوقع أن يقوم فيها بالكثير، لأجل تصحيح مسار العمل بالدولة.

بيد أن السيد لم يرفع من سقوف طموحاته وتوقع أن تجد المذكرة الجديدة ذات معاملة رصيفاتها السابقات اللاتي كان مصيرها الإهمال، لجهة وجود مجموعات مستنفعة وصاحبة مصالح قد يخصم منها أي قرار إيجابي ولو كان فقط التفكير في إعادة النظر لأمر المشاركة بالحكومة.

مغادرة

كان القيادي التاريخي بالحزب د. بخاري الجعلي أعلن تخليه عن الحزب الاتحادي الديمقراطي “الأصل” دون رجعة، معتبراً أن الحزب يعيش في ظروف حالكة وقاسية ترتب عليها غيابه التام عن المشهد وتغييب كامل لتاريخه الناصع الأمر الذي جعله حزباً بلا كيان.

يشير عضو تيار التغيير بالاتحادي والمعارض لمبدأ المشاركة، جعفر حسن، إلى أنهم ماضون في سياسة التخطيط للتغيير من خلال تجميع كافة الأطراف داخل وخارج السودان.

مضيفاً بأنهم لن يتراجعوا عن هذه الخطوات بحسبان أن مبدأ المشاركة في الحكومة تم عن طريق انقلاب على نظام ديمقراطي، وكان خطأ يستوجب تصحيحه، مؤكداً تجاوزهم الحديث عن القضايا الحزبية بحثاً عن السودان المهدد في وجوده.

مذكراً ببروز تيارات تنادي بذات الأهداف (الخروج من الحكومة وتصحيح مسار الحزب عبر المؤتمر العام)، ولكنها انتهت للفشل جراء عدم التنسيق المشترك ولانعدام آليات واضحة للتغيير، ومن ثم أكد أن مساعيهم هذه المرة أكثر ترتيباً وأشد تماسكاً وعزماً على إحداث التغيير.

الخرطوم: الهضيبي يس
صحيفة الصيحة