آمنة الفضل

إبحار


* حينما يرحل أحد النبلاء في عصر يحتضر فيه النبل ، تصبح الفجيعة فجيعتين ، وتنهار قوة أحتمالنا لتفاصيل الحزن القادم ، تلك الكلمات التي تسقط علينا بردا وسلاما لحظة يأس ، تظل رفيقة لعمر مجهول الصلاحية ، الحروف التي تتسرب الى داخلنا دون اذن تبقى لصيقة بالروح والقلب ، تطرق نشوة طربنا بها كلما أصبنا بالاختناق …

أمي التي وهبتْ عقلي توقده
ُتجئ رحمتها من منبعٍ خصب
ِوإن تغيّبَ في دربِ الحياةِ أبي
قامت إلى عبئها أيضاً بعبء أبي
والناس في وطني شوق يهدهدهم
كما يهز نسيم قامة القصب
والجار يعشق للجيران من سبب
وقد يحبهم جدًا بلا سبب
الناس أروع ما فيهم بساطتهم
لكن معدنهم أغلى من الذهب

* ما بين المعهد العلمي أمدرمان ،وجامعة القاهرة فرع الخرطوم ، طرز عباءة حروفه وكشف عن ملامحها الستار ، خرجت رومانسية تجديدية ، تأسر الوجدان ، وتسوق كل سامع لها إلى عالم لا يفارقه قوس قزح ، ظلت كتاباته رسائل للسلام والحب ، تروي حكايات الماضي والحاضر ، تخترق جدار الصمت لتخبرنا عن الشخوص والأماكن ، تدق ناقوس العشق الأبدي ،وتصدح على شرفات الصباح مثل عصفور يناجي ماسكن حبا واشتعل شوقا وانتماء …

نحن فى الأيام بقينا
قصة ما بتعرف نهاية
ابتدت ريده ومحبه
واصبحت فى ذاتها غاية
كنت تمنحنى السعادة
ولى تتفجر عطايا
ولما أغرق فى دموعى
تبكى من قلبك معايا

قصاصة أخيرة
رحم الله الشاعر سيف الدين الدسوقي.

قصاصات – آمنه الفضل
صحيفة الصحافة