(بزنس الشارع)… نساء يتمرّدن على العادات ويفترشن قارعة الطريق!!
ظهرت مُؤخّراً تجارب عديدة لبعض النساء اللائي اقتحمن الشارع العام بحثاً عن مشاريع ذاتيّة تُساعد في تحقيق أرباح تُعين أُسرهم على الحياة اليومية التي بات من الصعب مُواجهتها، وعلى الرغم من النظرات التي تُلاحق بعضهن إلاّ أنّهن واصلن الدرب غير آبهاتٍ، مُتمردات على كل العادات والتقاليد التي ترفض نزول المرأة للشارع في مهن يظن البعض أنّها تجرح كرامة المرأة.. ما بين التشجيع والإحباط لتلك المهن استطلعت (كوكتيل) البعض منهن وخرجت بالآتي:-
(1)
في البداية قالت (ش)- بائعة الطواقي: (على الرغم من التحاقي بإحدى الكليات، إلاّ أنّني فشلت في مواصلتها بسبب وفاة والدي وقرّرت أن أتحمّل المسؤولية ولم يكن أمامي خيار سوى العمل على قارعة الطريق وتأجيل الدراسة حتى يتعلّم إخوتي.. فبدأت بعمل “الطواقي” وازدهرت تجارتي رغم اعتراض الأهل، لكنني لم أعرهم اهتماماً والحمد لله مضت الأمور كما أحب).
(2)
زهرة تعمل في بيع الطعام تحت ظل شجرة بمحطة ركشات بالفتيحاب.. زهرة في العقد الثاني من عُمرها جلست لامتحان الشهادة السودانية وأحرزت نسبة تُؤهِّلها لدخول الجامعة، إلاّ أنّها آثرت أن تعمل على مُساعدة والدتها التي انفصلت عن زوجها وتركها تُواجه مصيرها دُون سَندٍ.. زهرة قالت إنّها تجد بعض المُضايقات من الزبائن، لكنها تحرص على ضبط نفسها دُون الدخول في مهاترات مع أحدهم، لافتةً إلى أنّ ظُروف الحياة فرضت عليها نُزُول الشارع رغم النظرة السّاخطة التي تُلاحقها!!
(3)
أمام إحدى المدارس الخاصة بالمهندسين تجد أكثر من امرأة تفترش أمامها بعض البضائع الهامشية من حلويات وألعاب تخص الأطفال ورغم العائد البسيط، إلاّ أنّها تُساعدهن في منصرفات المنزل من بينهن (شيماء) في العقد الثالث من العُمر التي تعمل على بيع الآيسكريم، وقفت أمامها مُتسائلةً عن سبب نزولها الشارع؟ فرَدّت قائلةً: (تخرّجت في إحدى الكليات ولم أوفّق في إيجاد وظيفة، فكان قراري النزول للشارع رغم اعتراض والدي وإخوتي في أول الأمر، إلاّ أنّهم رضخوا بعد أن عملت بجوار خالتي في تلك المدرسة، وهي امرأة كبيرة في العمر تفترش أمامها بعض الحلوى والأدوات المدرسية).
(4)
بالمُقابل، دافعت خبيرة علم الاجتماع دلال عبد الرحمن عن النساء العاملات بالشوارع، رافضةً الهجوم عليهن والنظرة التي تُلاحقهن قائلةً: (المرأة كسرت الحواجز الاجتماعيّة وباتت شَريكة الرجل في العمل العام بغض النظر عن طبيعة الوظيفة، مُطالبةً بتشجيعهن وترك القهر الذي يُمارس عليهن من قِبل المُجتمع والأسرة، مُشيدةً بأفكارهن التي حاربن بها البطالة وأصبحت ملاذاً لهُنّ من قسوة الظروف المَعيشيّة).
تقرير: تفاؤل العامري
صحيفة السوداني