الفاتح جبرا

الشرطة : ما ظنيت


أخواننا وأولادنا في الشرطة لي معهم قصص وحكاوي فيما يختص بمسالة النشر فهم كما أخواننا وأولادنا الأطباء ما أن تكتب منتقداً أحداً منهم حتى يهبوا لك هبة رجل واحد مدافعين ومنافحين عن مهنتهم بهدى وبغير هدى وكأنى بهاتين المهنتين لا ينتمي إليهن إلا (الأنبياء) وشاغلهم لا يأتيه الباطل (من أي حتة) !
(الشرطة في خدمة الشعب) شعار جميل يبعث الطمأنينة والأمن كما وأيضاً (المتهم بريئ حتى تثبت إدانته) قاعدة قانونية ذهبية (ما في ذلك شك) غير أن ما رأيناه بأم أعيننا في ذلك المقطع المتداول (فديو) لشرطيين يقومان بضرب أحد الشباب في الشارع العام أثناء التظاهرات السلمية الأخيرة (بدون رحمة) وبإهمال (محل ما تجي تجي) مستخدمين الهراوات و(الخراطيش) ينسف القاعدة والشعار نسفاً فالشرطة هنا تمارس دور الشاكي والشاهد والقاضي والجلاد !

وإن كنا (ربما .. مثلاً ) نعذر الشرطيين (لجهلهم) وعدم درايتهم أو صغر سنهم ( وهذه بالطبع ليست بأعذار) فكيف نجد العذر لذلك الضابط (ضخم المنكبين) الذي مر أمامهما وهما يمارسان ذلك الفعل الشنيع دون أن يستوقفهما أو يقول لهما (تلت التلاته كم؟) مما يعني (مباركة) قيادات الشرطة (للأسف الأسيف) لمثل هذه التجاوزات الصارخة وإنتفاء حياديتها وإلتزامها بالقانون .
لم يكن (مقطع الفديو) ذاك إلا (عينة) فقط للأسلوب (الفظ) واستخدام القوة المفرطة التي تعاملت به قوات الشرطة مع التظاهرات السلمية الأخيرة للمواطنين التي هتفت (لا للغلاء) ، هذه القسوة والفظاظة التي تجاوزت للأسف حتى أعرافنا التي ترى بأن ضرب المرأة وإهانتها عمل غير لائق، فتم ضرب وجرجرة و(كفيت) عدد لا يستهان به من النساء والفتيات وإيداعهن الحراسات في عمل غير مسبوق .
العبدلله كان من الممكن أن يتجاوز هذا الأمر (نوعا ما) لو أن مثل هذه الإنتهاكات قامت بها أجهزة أمنية أخرى عرف عنها الشدة والتجاوز في مثل هذه المواضع ، ولكن أن تقوم بها (الشرطة) بكل إرثها ونصاعة تاريخها فهذا والله ما لن نسكت عنه ولن نتركه يمر مرور الكرام بل يجب على الحادبين على أمر هذه المؤسسة (مراجعته) بأسرع ما تيسر فالتاريخ لا يرحم .

ثم تأتي الأخبار بأن عددا من الذين إنخرطوا في تظاهرات الغلاء السلمية الأخيرة فد تم تقديمهم إلى المحاكمة في بعض المدن ولعل السؤال الذي من المفترض أن يطرح على من يقوم (بمحاكمتهم) هو : إن كان هؤلاء المواطنون قد تظاهروا لأن قطعة الخبز قد أضحت بألف جنيه ويعد ذلك تجاوزاً لحقهم في التعبير فمتى يكون خروجهم (قانونياً) يعني بالعربي كده (يحق ليهم التظاهر لمن الرغيفة تبقى بي كم؟) وبعدين كيف يمكن للمواطن أن يعبر عن سخطه وعدم تقبله ورضاه لما وصل إليه الحال ؟ (يمسج ليكم مثلاً؟) !!
تمشياً مع قانون إسحق نيوتن الثالث للحركة الذي ينص على أن لكل فعل رد فعل، يساويه في الشدة، ويعاكسه في الاتجاه فإنه من المستحيل بل من رابع المستحيلات أن (ينكتم) المواطن ويلوذ بالصمت إزاء ما يحدث له من (رهق) طال حتى أبسط مقومات حياته وهو (الخبز) ولعل هذه التظاهرات وما وصل إليه أمر العباد من مسغبة وضنك وعوز وفقر تجبر من بيدهم مقاليد (الحكم) على (فك التسجيلات) وإعادة الأمر إلى الشعب (سيد الوجعة) ليقرر في مصيره فقد (إتسع الخرق على الراقع)، بس الخوف (الجماعة) يكونوا ذي (أم الأمور) التي قصصنا حكايتها في مقال سابق !

كسرة :
هل يصلنا تعليق من السيد مدير عام الشرطة على مقطع الفديو المذكور؟ …(ما ظنيت) فالإعتراف بالخطأ (صعب) خاصة إذا ما كان كتفك تزينه (النجوم) !

• كسرة تصريح النائب العام : (لا حماية لفاسد ولا كبير على القانون) … في إنتظار ملف هيثرو !

كسرة جديدة لنج : أخبار كتب فيتنام شنو(و) يا وزير المالية ووزيرة التربية والتعليم شنو(و) … (ليها خمسة شهور)

• كسرة ثابتة (قديمة): أخبار ملف خط هيثرو العند النائب العام شنو؟ 94 واو – (ليها سبع سنوات وعشرة شهور)؟

• كسرة ثابتة (جديدة):
أخبار تنفيذ توجيهات السيد الرئيس بخصوص ملف خط هيثرو شنو؟ 53 واو (ليها أربعة سنوات وخمسة شهور)

ساخر سبيل – الفاتح جبرا
صحيفة الجريدة