تعطل (وابور) الماء في البلد يوماً..
*وهو كان الوحيد من نوعه في ذلكم الزمان… حيث المشروع الزراعي الوحيد..
*ولكن إلى جانب المشروع كان يروي سواقي البلدة..
*فجيء بـ(أسطوات) من البندر لإصلاحه… بما أن القيِّم عليه لا يفقه في الميكانيكا..
*هو فقط يشغِّل… ويبطِّل؛ ويأخذ أجراً نظير ذلك..
*أسطوات لهم علاقات (مصاهرة) بالبلد… تحديداً دون غيرهم..
*وطفق الأسطوات هؤلاء ينظِّرون طويلا… ويعملون قليلا… و(يتنعَّمون) كثيرا..
*يتنعمون أكلاً… وسكناً… وأجراً…… و(شُربا !!)..
*وكلما (عملوا حاجة) يصيح عبدون – القيم على الوابور- غاضباً (مش ح ينفع)..
*فينتهره الحضور من أهل البلدة ليصمت… فيصمت إلى حين..
*ثم لا يلبث أن يصرخ (والله العظيم مش ح ينفع)… احتجاجاً على أخطاء يراها..
*وفعلاً لم تنفع محاولات الإصلاح… ولم ينفع الوابور نفسه بعد ذلك..
*والآن كم (عبدوناً) نحتاج ليصرخ (مش ح ينفع) ؟!..
*ليصرخ في وجوه أسطوات لا يجيدون سوى التنظير… والكلام… و(التنعُّم)..
*أما (العمل) فهو مثل الذي (عمله) أسطوات بلدنا في الوابور..
*فإن سفلتوا طرقاً تهدمت… وإن صانوها كان عنوان الصيانة (مش حي ينفع)..
*وإن شيدوا جسوراً تصدعت… وإن صانوها لم (تنفع) الصيانة..
*وإن فشل وزير مالية جيء بغيره… وإن جاء بحلول كانت أيضاً (مش نافعة)..
*فالحكومة لا تختار إلا أسطوات من ذوي (المصاهرة السياسية)..
*من الذين ينظِّرون طويلا… ويعملون قليلا… ويتنُّعمون كثيرا..
*رغم إن البلد (الكبير) – السودان – يعج بأسطوات أكفاء… في المجالات كافة..
*وكذلك العالم الخارجي ينتشر مثلهم بين أرجائه… هرباً..
*هرباً جراء التهميش… أو الإبعاد… أو المعاداة… أو الأوضاع الاقتصادية..
*ثم اختارت من بين الهاربين من أحزابهم أسطوات (زيادة)..
*فزادوا أسطواتها خبالاً إلى خبال… وزادوا ميزانية الدولة – والناس- رهقا إلى رهق..
*وأخذ هؤلاء – وأولئك – (يتفرجون) على الحال… وهم عاجزون..
*أو يعمدون إلى معالجات سطحية… كلها (مش نافعة)..
*والآن ؛ وحين بلغ الدولار تخوم الخمسين جنيهاً (نزل) رئيس الوزراء إلى السوق..
*واحتفت بعض الصحف بهذا (النزول)… وأبرزته عناوين عريضة..
*مع أن الوضع الطبيعي أن (ينزل) المسؤول… لا أن (يصعد)..
*ولكن هل هذا النزول سيؤدي إلى (نزول) الأسعار… أم ستُواصل (صعودها)؟!..
*فالحكومة جربت حلولا كثيرة… كلها (مش نافعة)..
*وما ذاك إلا لأنها مثل حلول أسطوات البندر- ذوي المصاهرة- حيال وابور البلدة..
*فالحل هو في (حل) هذه الحكومة… ذات المصاهرة السياسية..
*فالذي ثبت فشله مرة ، ومرتين ، وثلاثاً، وعشرين… من الغباء تجريبه لما لا نهاية..
*والآن سوء الأوضاع الاقتصادية وصل خط (النهاية)..
*فعليك إحداث (ثورة) – يا سعادة النائب الأول – تأتي بأسطوات جدد..
*وإلا… والله العظيم (مش ح ينفع !!!).
صلاح الدين عووضة
صحيفة الصيحة