دكتوراة زوجة الرئيس !!
* عندما تأتى لحظة المساءلة، لن تستثنى أحدا .. وها هى شهادة الدكتوراة المَسْخرة التى حصلت عليها زوجة الدكتاتور الزيمبابوى السابق (روبرت موجابى) على منضدة التحقيق، وشيئا فشيئا ستلحق بها المساخر والمفاسد الاخرى، ومغفل إذا اعتقد (موجابى) أن الشرط الذى اشترطه بعدم محاسبته على الاخطاء التى اقترفها ليتنازل عن السلطة، سينجيه من الحساب .. وها هو الحساب قد بدأ، وأول الغيث قطرة (شهادة دكتوراة زوجة الرئيس) .. ثم ينهمر !!
* كانت البداية فى السابع من شهر يناير الماضى (2018 ) باعلان لجنة مكافحة الفساد فى زيمبابوى بدء التحقيق فى الملابسات التى صاحبت منح درجة الدكتوراة فى علم الاجتماع لزوجة (موجابى) فى عام 2014، ونقلت شبكة (ايه بى سى نيوز) الأمريكية عن (جودسون نجونى) مفوض اللجنة المسؤول عن التحقيقات، إن المحاضرين فى قسم علم الاجتماع بجامعة زيمبابوى طالبوا بفتح تحقيق عندما فشلوا فى العثور على اى سجل يثبت أن (جريس موجابى) التى حصلت على الدكتوراة عندما كان زوجها رئيسا للبلاد، كانت مقيدة بالجامعة!!
* وبناء على مطالبة الاساتذة، فتحت اللجنة تحقيقا حول الموضوع، ثم صدر لاحقا القرار باعتقال نائب رئيس الجامعة، وتقول المتحدثة باسم اللجنة فيليس تشيكوندورا، ـ حسب وكالة (ايه بى سى) نيوز الأمريكية، انه تم اعتقال نائب رئيس الجامعة (ليفى نياجورا) يوم أول أمس (الجمعة، 16 فبراير، 2018 ) بسبب منح درجة الدكتوراة لزوجة الرئيس السابق!!
* وقالت الناطقة باسم اللجنة، ان (نياجورا) سيمثل يوم السبت (أمس) أمام المحكمة فى تهم متعلقة باساءة استخدام منصبه، وانه يتعين على الجامعة تقديم الأوراق التى تثبت تسجيل (جريس موجابى) بالجامعة وتطورها الاكاديمى !!
يظن الفاشيون الفاسدون الجهلاء أن السلطة ستدوم لهم، فيسرحوا ويمرحوا ويفعلوا ما بدا لهم، ويسرقوا وينهبوا ويقتلوا ويغتصبوا كما يريدون، وعندما يشبعون من السلطة والمال ويرتوون من الدماء، ينشطون فى لملمة الشهادات لتزين جدران القصور التى شيدوها على جماجم الشعب، فيتوهمون انهم اصحاب فكر وعلم، لأنهم أصحاب السلطة والمال، بل يفتئتون على الله بأنه هو الذى يحمى سلطتهم الفاسدة (والزراعنا غير الله يجى يقلعنا) .. بدلا من شكره والتسبيح بحمده، والحرص على حقوق من ولاهم عليهم !!
* ولقد ظن (موجابى) أنه خالد، وأن كرسى السلطة الذى يجلس عليه هو مغنم بلا تبعات، ولا مشقة ولا مسؤوليات بل هو منحة منحها الله إياها لأنه راضٍ عنه، فطفق يظلم الناس ويقسو عليهم وينتزع حقوقهم، فانتزعه الله من الكرسى الذى يجلس عليه، ولفرط غبائه وجهله وغروره، فلقد اعتقد أن الشرط الذى شرطه ليتنازل عن الحكم (وهو فى الحقيقة إنتزاع للحكم)، سيظل دينا فى رقبة من يأتى بعده، ولن يكون هو وزبانيته وعشيرته الفاسدون عرضة للحساب وفريسة لسقوط الحكم، ولكن لم تمر سوى ثلاثة اشهر فقط، إلا وابتدأ الحساب، ولن يتوقف!!
* وكذلك يظن كل حاكم جاهل فاسد مفسد ظالم، ان الدنيا ستظل تضحك له، بينما يبكى الناس من ظلمه وفساده، ما دام الله هو الذى منحه هذا الحكم وأنه سيحميه من غضب الناس، ولم يفكر لحظة واحدة أن سبحانه وتعالى عندما قال فى كتابه الكريم ( قل اللهم مالك الملك، تؤتى الملك من تشاء، وتنزع الملك ممن تشاء ..) انما يريد ان يُذكِّر الناس بأن الملك أو (الحكم) لا يدوم لاحد سوى الله، وليس كما يعتقد الفسدة الجهلة الغوغائيون ان الله راض عنهم ما داموا يجلسون على كرسى الحكم، ولا يعرفون أنه كرسى من نار !!
* اليوم .. دكتوراة جريس، وغدا رأسها !!
مناظير – زهير السراج
صحيفة الجريدة