صلاح الدين عووضة

يا إنسان !!


*حتى الشعارات هنالك (أزمة) في صياغتها..

*بالله عليك أنظر إلى بؤس هذا الشعار (من أجل النهضة والتنمية ورفاه الإنسان)..

*فهذا شعار سيئ لاستجداء العواطف في سبيل (البقاء)..

*في سبيل الاستمرارية… والمواصلة… و(الخلود)..

*بل إنه يعطي نتيجة عكسية تماماً للرسالة المراد تبليغها إلى (الإنسان)..

*والإنسان هنا يُقصد به إنسان السودان (المعذب) بالطبع..

*ولكنه يُوعد بأنه سيكون (المُرفَّه) بعد قرابة الثلاثين عاماً من العذاب..

*أو بعبارة أخرى : بعد قرابة الثلاثين عاماً من الحكم..

*علماً بأن ديسالين حقق قدراً من الرفاه لإنسان إثيوبيا في (5) أعوام فقط..

*وأردوغان حقق قدراً أكبر لإنسان تركيا في نحو (7) أعوام..

*ومهاتير حقق القدر كله – تقريباً – لإنسان ماليزيا في حوالي (10) أعوام..

*وإنسان السودان المسكين يُوعد بعد (27) عاماً بالرفاه..

*يعني بزيادة خمس سنوات على التي احتاجها ديسالين… وأردوغان… ومهاتير..

*يأتي الشعار في توقيت هو الأسوأ – معيشياً – لهذا الإنسان..

*وهو الأسوأ – قيمياً – لجنيه السودان..

*وهو الأسوأ – تنموياً ونهضوياً وعمرانياً – لمعايير حضارة الأوطان..

*مع أن بلادنا أوفر ثروات طبيعية من هذه التي نهضت..

*ثم حققت الرفاه لإنسانها في زمن قياسي..

*إذن المشكلة ليست في الإنسان المحكوم….. وإنما الإنسان الحاكم..

*الذي حكم لأكثر من ربع قرن… ثم يُوعد بالرفاه..

*ونعني بالإنسان الحاكم كل منسوبي الحكومة الذين (أثروا)… و(أفقروا) إنسانهم..

*فشعارهم هذا – من ثم – دليل على فشلهم… لو كانوا يعلمون..

*ويكشف عن أزمة حتى في صنع الشعارات… دعك من صنع التنمية و الرفاه..

*فما الذي يجعل الإنسان يصدق هذا الشعار… الآن ؟!..

*وماذا كنتم تفعلون طيلة (27) عاماً احتاجت إثيوبيا لـ(5) منها فقط لتحقيق مقاصده؟!..

*وهل الذين سيعكفون على هذا الشعار أنتم أنفسكم ؟… أم غيركم؟!..

*إن كنتم أنتم… فما الذي تغير ليستبشر الإنسان ؟!..

*عالمياً يقول أينشتاين : الفشل هو تجريب الشيء ذاته كل مرة وتوقع نتائج مغايرة..

*ومحلياً يقول عبد الرحيم محمد حسين : الفشل يولد الفشل..

*و(منطقياً) نقول نحن: من يفشل (27) عاماً لا يمكن أن ينجح فيما تبقى من عمره..

*سواء عمره البشري… أو عمر نظامه السياسي..

*والحمار الذي ظل بانتظار علوق لا يأتي أبداً قال له الإنسان (عيش يا حمار)..

*أي اجتهد في أن تبقى حياً إلى ذلكم الحين… إن استطعت..

*والإنسان الذي يُوعد الآن بعلوق الرفاه لا أدري ما يقوله له الحمار في المقابل..

*لعله يقول (عيش يا إنسان !!!).

صلاح الدين عووضة
صحيفة الصيحة