جعفر عباس

خطوبة فسخت القرابة (2)


نبقى مع الشاعر الخليجي الكحيان الغلبان الذي ذهب إلى عمه الغني طالبا يد ابنته، فرحب العم به ثم حدد له تكاليف الصفقة من بينها أن يدفع له الشاعر فوق المهر، رسوم أُبوة، وأتعاب تربية لأم العروس، وثلاثين ألف لكل من أخوات العروس الخمس »منشان تتوثق عروق النسابة )يعني سماد للتُربة العائلية(
ويواصل العم طرح شروطه التي من الواضح أنها تعجيزية
وتجيب طقم عيار واحد وعشرين *** وخاتم من الماس المصفى ترابـه
وأكياس متروسة كعوب )أحذية( وفساتيـن *** ألوانهـا وأشكالهـا مـا تشابـه
وموتر )سيارة( بسواقـه وفيـلا بدوريـن *** أثاثهـا مـن بطرتـه ينحكـى بـه
يقصد أن يكون الأثاث من الفخامة بحيث يأتي ذكره في أقوال الصحف في وسائل الإعلام. ثم ماذا يا عمنا؟
واحجز لنا قاعة بقصر السلاطيـن *** واحجز بهـا رقاصتيـن وربابـه
هذي الشروط اللي على بالي الحين *** وذكرني اللي ما حسبنـا حسابـه
يعني، كل المطالب أعلاه »مبدئية« والقائمة النهائية تصدر بعد تشاور الأب مع العصابة العائلية، فماذا كان رد فعل الشاعر المتطلع إلى الزواج من بنت العم الغني:

قلت اذكر الله يا عـدو المساكيـن*** واستغفـره لا يبتلـيـك بعـذابـه
الظاهر إنك منت عارف أنا ميـن ***أنا لو أرقى فـوق متـن السحابـه
ما جبت حتى نص درزن مواعيـن***واضحك بكيفك واعتبرهـا دعابـة
شروطكم هذي شـروط المجانيـن***شروطكم شغـل ابتـزاز ونهابـه
شروطكم تقصم ظهـور البعاريـن***شروطكـم همّـن وغـم وكآبـه
شروطكم والله سيوف وسكاكيـن***تذبح بنات المجتمع مـع شبابـه
وين الرضا والعطف واليسر والليـن***اللي ذكرهـا الله بمحكـم كتابـه
وين الصفات اللي أمرنا بها الديـن **وين اختفى نهج النبي والصحابـة
يا عم جعل اللي خلقنا من الطيـن**يرد عقلك مـن خطـاه لصوابـه
ويجعل نصيبي عند غيرك قل آمين**ويحسن عزا الصابر ويجزل ثوابه
قال العم:

أنت لو فكرت تفكير صاحيـن***ما شفت في مجمل شروطي غرابه
حنا بعصـر العولمـة والمزاييـن *** ماهو بعصر الفلسفة والخطابـة
الناس تسعى للرتـب والنياشيـن***وأنت اهتمامك بالشعـر والكتابـة
والشعر ما ينفعك لو هو دواويـن***ما دام جيبك مثـل بيـت الخرابـة
يا بوك لا تسمع كلام المصاخيـن***واسأل مجرب عاش في وسط غابه
قلت الله أكبر يا محـرر فلسطيـن ***من يسمعك يحسبك ذيـب الذيابـه
تراك شايب رأس مالـك رياليـن ***والبنت ما تسوى جنـاح الذبابـة

خربت الأخلاق
قال انقلع مالت على وجهك الشين****لا عاد أشوفـك عندنـا يالزلابـه
قلت ابشر أبشر لكن الباب من وين**وأقفيت من عنده على صوت بابـه
)لاحظ لغة المناقصات »الرسوم، وحق العصابة«(..

والثانية عمك يبي منـك سبعيـن
رسم الأبـوّة والنسـب والقرابـه
ويطرح العم المزيد من الشروط الميسرة التي ستجعل طالب الزواج من بنته يتلفت يمنة وميسرة بحثا عن منفذ يهرب منه(:
)يعني بطاقة الائتمان التي هي الكريدت كارد لا مكان لها عند الأعراب.. بفتح الألف الثانية(..
)هذا شرط ذكي فرجل كهذا يعرف أن بناته الخمس سينعمن بعنوسة طويلة ومن ثم يريد أن يضمن لهن عمولة من زواج أختهن الكبرى(، ثم ينتقل العم إلى الشق الثاني من المناقصة:
)شوف المفتري.. يعني طالب الزواج هو المطالب بتذكيره بالطلبات الأخرى التي ربما فاتت على العم والد العروس المرتقبة(.

 

 

 

زاوية غائمة
جعفــر عبــاس