زاهر بخيت الفكي

حليل ضي الفريق..!!

اختلت المعايير وما عُدنا نهتم..
نُحاول أن نُسِهم في رتق بعض فتوق وتهتكات مُجتمعٍ نتمناه بلا فساد ولكن..
تقلّصت المساحة الكبيرة من الاحترام التي كانت تُزين علاقة الرجُل الشهم في مُجتمعنا مع الأنثى عُموماً ومع بنات الأقارب والجيران على وجه الخُصوص ، دوماً كان بجانبها يتصدى لحمايتها ويضع المتاريس والعقبات أمامها حتى لا تأتِ بالمُعيب ، كانت سعيدة بحماية من يلبس دوماً جُلباب أخيها ومن تخلّق بأخلاقه ود الحلة وود الجيران وصاحب أخوها وجميعهم إخوانها قبل أن يميل الزمان الزين ويأتِ الزمان الشين حاملاً أدوات العبث ويُهدي لفتياتنا قوة عين أجبرت الحياء أن ينزوي في رُكنٍ قصي وانزوى معه أخو البنات وخال فاطمة أب كلمةً مسموعة من ينتُر و ينهر من طرف ولا يُلام..
الويل كُل الويل لمن يُحاول أن يُعيد تلك الشخصيات المُهابة ثانية إلى مُجتمعنا ، ذهب دراج العاطلة وضي الفريق ولن يعودا وعينك للغلط وأنت ساكت ، تسكُت ولا تتوقع أن تجد من يُناصرك إن تجرأت يوماً في النهي عن مُنكرٍ رأيته ومن أنت يا هذا حتى تأمُر وتنهي ..
أبي أنت أم أخي..؟
حقاً لا هذا ولا ذاك ولكن كُنت أطُن وظني حسناً أنّي أحدهُما..
على كُل حالٍ أنا آسِف الله يقدرنا علي مسك اللسان..
دخل صديقي مع مجموعة من رفاقه إلى كافتيريا لا علاقة لها جُغرافياً بحيّهم صادفوها في طريق عودتهم ليلاً من مناسبة ، ألجمته المُفاجأة وهو يرى بنت جيرانهم تُجالس أحد الشباب (العرب) وما أدراك ما هُم وأمامها من الطيبات الكثير رُبما لم تكُن تظُن أن الصُدفة قد تأت بمن تربطها به أي سابق صلة وقد اختارت الكافتيريا البعيدة حتى لا يراها من يُعكِر صفو جلستها معه ، رأته ولم تُبالي وكُلما نظر إليها نظرت إليه بجرأة لا حياء فيها ، بدأ الدم يغلي في عروقه ومنظرها أبداً لا يسُر والوقت ليل والمكان بعيد..
يا تُرى بأي مبرر خرجت من منزل ذويها ومتى ستعود..؟
بالتأكيد هذه ليست أول مرة وهيئتها تدُل على ذلك غير أنّي لم أرى عليها يوماً أو أسمع عنها ما يُعيب بل كُنت أراها أنموذجاً للفتاة المؤدبة العاقلة المُحترمة ، وماذا تراني فاعلٌ بها الآن هل آخُذها معي إلى أهلها وأحدثهم بما رأيت وشقيقها الأكبر صديق مُقرب لي قطعاً سيُصدقني إن نقلت له مشهد شقيقته وجلوسها في هذا المكان البعيد مع أحد الأعراب ومن غَزُوُ هذه البلاد وعاثوا فيها فساد ، أم أتركها وأذهب إلى حالي وأن لا أحشُر نفسي في مأزق يصعُب الخُروج منه..
لم تترُكني أُكمِل حديثي مع نفسي ، جاءت إلىّ وصافحتني ببرود وقالت لي ورفاقي يسمعون ، شايفاك بتعاين لي من قبيل الشايفني معاهو ده مُديري وما تتعِب نفسك أهلي بعرفوه وذهبت إلى حالها وتركتني حائرا..
والله يستُر..

بلا أقنعة – زاهر بخيت الفكي
صحيفة الجريدة