ناقشتها “عصبة الكرام الثقافية الإعلامية” أمس مستقبل الصحافة الورقية.. تحديات تواجه “السلطة الرابعة”
أكد وزير الإعلام د. أحمد بلال على حرصه على معالجة المشكلات التي تعاني منها الصحافة الورقية مشيراً لتبنيه لتوصيات ما ستخرج به الورشة. وقال بلال – لدى خطابه ورشة “مستقبل الصحافة الورقية في السودان ” والتي نظمتها مجموعة عصبة الكرام الثقافية الإعلامية بمركز الزبير للمؤتمرات أمس- إن الوضع الحالي الذي تشهده الصحافة الورقية ليست له علاقة بالوضع الاقتصادي الذي تشهده البلاد بل هو وضع عالمي مضيفاً بأن الصحف الورقية ارتبطت بالصدقية والموثوقية من الخبر بخلاف ما يثار من شائعات في الوسائط الحديثة، ونفى بلال بأنه من منطلق منصبه أن يكون ضد الصحافة المعارضة مشيراً لكونها مثلها مثل الصحافة المؤيدة وكلاهما مهمان لأجل إحداث التوازن وتحقيق الديمقراطية مؤكداً على أهمية الصحافة المعارضة للحاكم لتعديل مساره إذا أخطأ. وأضاف بلال بأن الحكومة تفرض 6% فقط كجمارك على الصحافة ووعد بمراجعة هذه النسبة إذا كانت من المكبلات للصحافة السودانية.
دعم مشروط
وأضاف بلال بأنه لن يستطيع دعم الصحافة بشكلها الحالي مثمناً فكرة دمج الصحف باعتبار أن الحكومة ستكون قادرة لعمل تسهيلات بنكية أو قروض حسنة وهذا الأمر سيكون بمثابة دعم للعاملين في مجال “مهنة المتاعب ” ولأسرهم التي تقف من ورائهم. وعن مصادرة الصحف أشار وزير الإعلام لاقتراب موعد تعافي الصحافة السودانية من هذا “المرض” مشدداً على ضرورة إدخال تعديلات قانونية على قانون الصحافة السودانية حتى يتم التحاكم إليه، نافياً أن يكونوا خصوماً للصحافة مشيراً إلى دورها الطليعي في مخاطبة النخبة وتشكيل الرأي العام.
قلق
وتساءل رئيس عصبة الكرام إمام محمد إمام في ورقته ” مستقبل الصحافة العالمية ” هل الصحافة الورقية تحتضر؟ مشيراً إلى أن هذا السؤال يزيد من معدل القلق للمشتغلين في هذه المهنة مضيفاً أن الصحافة العالمية تأثرت بالصحافة الإلكترونية الأمر الذي دفع صحيفة ” الاندبنتت ” البريطانية للتحول لصحيفة إلكترونية، وعرج إمام على تاريخ الصحافة الورقية محلياً وعالمياً.
تأثير الإنترنت
وانتقل إمام إلى تأثير الإنترنت على الصحافة، وقال في هذا الصدد لقد أصبح الحصول على الخبر سريعاً ومجاناً ولكنه لفت إلى ضرورة الموثوقية والمهنية التي تتميز بها الصحف الورقية مشيراً إلى أن بعض الصحف عمدت لإنشاء المواقع الإلكترونية لمقابلة التواجد الإلكتروني الكثيف لبعض شرائح القراء، وأشار إمام إلى تجربة البعض في إنشاء مواقع إخبارية مشيراً إلى موقع “صحافسيون ” مطالباً المواقع الإلكترونية بالبحث عن الإعلانات لمقابلة تكاليفها وأشار إمام إلى التأثير الكبير على الصحافة الورقية من قبل الصحافة الإلكترونية مشيراً إلى انحسار توزيع صحيفة الغارديان من 5 ملايين نسخة إلى مليون وسبعمائة نسخة فقط داعياً الصحف لاستحداث خدمات جديدة تفرض بها رسوماً لطالبي خدماتها حتى تكون كمورد جديد للرزق لها من أجل بقائها، كما طالب الحكومة بأن تساعد في مدخلات إنتاج الصحافة الورقية بديلاً لمقترح الدمج الذي نادت به الحكومة. وأضاف إمام إذا نجح الدمج في الصحف الموالية يمكن أن تطبقه الصحف المستقلة مستقبلاً حتى تستطيع أن تستقطب الدعم الحكومي.
شكوى
وشكا – مدير مطبعة الأشقاء ورئيس تحرير صحيفة البعث محمد وداعة في حديثه أمس – من المصادرات التي يتضرر منها الناشر والقاريء معاً مضيفا أن المشكلة الثانية الكبرى التى تواجه الصحافة بالبلاد تتمثل في التدخل المباشر من الأجهزة الحكومية في المادة المنشورة، وأضاف: هناك 15 جهة تمثل خطوطاً حمراء في نشر أخبارها، مشيراً إلى أن هذا الأمر يجعل القاريء يحجم عن شراء الصحيفة كونها لا تعبر عنه وتخفي عنه بعض الأخبار التي يطلبها لذلك كان تفضيل القاريء للصحافة الرياضية والاجتماعية على السياسية.
نفي
ونفى وداعة أن تكون الحكومة قد عفت رسوم الطباعة للصحف مشيراً إلى أن الجمارك تأخذ حقها كاملاً من كود الصحف على الرسم الموحد للورق، وأضاف وداعة بأن هناك مشكلات أخرى تواجه الصحف تتلخص في الهيكلة الإدارية لافتاً إلى أن عدداً محدوداً من كتاب الأعمدة يتقاضون مبالغ تماثل ما يتقاضاه ثلاثون محرراً بالصحيفة مشيراً إلى أن هذا الأمر جعل من الصحفيين ” قلوبهم شتي ” لافتاً إلى أن الجبايات والتي تؤخذ حتى من راجع الصحف والكهرباء تمثل أعباء أخرى في عملية إنتاج الصحيفة.
تراجع
وأشار عوض الكريم العراقي من خلال ورقته ” التوزيع الصحفي.. التحديات والحلول ” إلى التراجع الكبير في توزيع الصحف والذي وصل لمرحلة دخول الصحافة السودانية في “غرفة الانعاش” وهبوط مستوى القراءة عموماً مع ظهور الصحافة الإلكترونية وارتفاع قيمة الصحف، وأضاف العراقي بأن هناك ضمور حتى في عدد الأكشاك التي توزع الصحف حيث تقلص عددها من 750 إلى 180 كشكاً فقط. أما عن شركات توزيع الصحف فقال العراقي إن عددها 47 دار توزيع، أما الناشطة في التوزيع فعشرة فقط مضيفاً بأن ارتفاع تكاليف الشحن للولايات أدى إلى خروج البعض، كما ظهرت ممارسات البدل والسلف والتي أثرت بدورها على توزيع الصحف.
نظرة مستقبلية
وأشار مبتدر النقاش الأكاديمي د. سيف الدين العوض إلى ضرورة النظرة المستقبلية لمستقبل الصحافة الورقية بالبلاد، وأضاف: يجب ألا تنظر للإعلان ككرباج يمارس عليها، وعليها أن تجد مداخيل جديدة لتعود عليها بالأموال، ونادى العوض بضرورة إعفاء الحكومة لمدخلات الطباعة، أما عن ورقة التوزيع فأشار العوض إلى أنه يمكن أن يتم عرض الصحف عبر البقالات والمولات الكبرى لتكون بديلاً للأكشاك، موضحاً أن شركات التوزيع يمكنها أن تدمج في شركات قليلة أيضاً بامكانيات كبيرة ومحدثة.
الخرطوم: نجاة إدريس
صحيفة الصيحة