الشعب يتملكه شعور بالإحباط!!

حالة من الإحباط تتملك الكثيرون من الشعب السوداني، والسبب عدم وجود بصيص أمل للتفاؤل بانفراج الحالة الاقتصادية التي أدخلت المواطنين، في تلك الحالة فالسيد وزير المالية يقول سوف نعمل على إعادة الدولار إلى ثمانية عشر جنيهاً، فهل هذا الرجاء الذى كنا ننتظر أن يبشرنا به، لماذا لم يقل إعادة الدولار إلى أربعة جنيهات كما كان قبل الانفصال، السيد الوزير ليس فى يدك عصا سحرية لإعادة الدولار إلى ثمانية عشر جنيهاً، فلو بيدك عصا سحرية لجعلت الدولار يساوى جنيهاً سودانياً أو أقل كما كان من قبل ذلك، فالشعور بالإحباط لم يتوقف عند محطة السيد وزير المالية، ولكن يصل إلى وزير الصحة الولائي الدكتور مأمون حميدة الذي قال إن عدد المترددين من مرضى السرطان بالولاية بلغ 1100، وهذا رقم خرافي يدخل الفزع فى قلوب الأصحاء قبل المرضى، وإذا كان هذا الرغم قد بلغ هذا الحد، فما الذي يجعلك تنتظر في الوزارة، هل تريد أن يموت كل الشعب السوداني بهذا المرض وأنت وزير الصحة، أين العلاج؟ ما هي الأسباب التي أدت إلى انتشار هذا المرض بهذه الكثافة؟، ما هى خطتك المستقبلية أو اليومية للحد من انتشاره أكثر؟ ألم تكن كل هذه الأخبار التى نسمعها من المسؤولين تزيد الإنسان إحباطاً؟، لماذا لا تمنحنا الدولة التفاؤل الحقيقي؟ لماذا نعيش حالة من الغش والخداع اليومي؟، لماذا التاجر يخدع المواطن بالأسعار الكاذبة؟، ولماذا الدولة لا تكون لها خطة لتجعل المواطن يعيش حالة من الاستقرار النفسي، بدلاً من تلك الهموم التي تصاحبه في نومه وفي صحيانه؟، الآن الشباب معظمهم يفكرون فى الخروج النهائى من البلد لأن المستقبل مظلم بالنسبة لهم ..ولذلك لا يهمهم أن تأخذهم العصابات فى ليبيا أو يموتون فى البحار لا أمل ولا مستقبل ولا سعادة تنتظر الكل.. فالدولة التى تستعد للانتخابات القادمة لم تزرع في النفوس أي أمل لمستقبل زاهر، لا الكبار ولا الصغار الآن يحلمون أن تتحول حياتهم بين عشية وضحاها إلى الرفاهية، فالديون تكبل الجميع والمدارس قبل أن تفتح فجل الآباء والأمهات يشيلون الهم، وقبل أن يأتي العيد تشيل الأسر هم صيام رمضان، وإذا انتهى رمضان يفكر الناس فى خروف العيد، ومن أين لهم بتلك الملايين التى يطلبها تجار المواشي، فالسعادة اختفت والأسر المتعففة غلبها الصبر، فمن أين لها بكل تلك الهموم والديون؟ والدولة لا تزيد المرتبات ولو زادتها ابتلعها السوق، لذلك ترى الناس سكارى وما هم بسكارى، ولكن المعيشة غلبتهم فليس من المعقول أن يصبح مشواراً واحداً من البيت إلى أي مكان يكلفك عشرات الجنيهات، من أين لأولئك بتلك المبالغ التى يصرفونها على المواصلات، هل يعقل أن تكون أجرة المواصلات لشخص واحد فى اليوم من البيت الى مكان عمله ما يقارب الخمسين جنيهاً، وإذا أضاف إليها الفطور والمكيفات تصل إلى أكثر من مائة جنيه، هذا لشخص واحد، فما بال الأسرة الواحدة التى يبلغ أفرادها الثلاثة أو الاربعة، هل فعلاً هناك بصيص أمل ليعيش الانسان معززاً مكرماً فى وطنه؟ وهل لهولاء الشباب أمل في أن يفتحوا بيوت؟ لقد شاهدت خريجى جامعات يعملون سائقى ركشات وأمجادادت، وحزنت للاعب كرة قدم وخريج اقتصاد يقود عربة هايس لأن النادي لا يدفع له في المباراة إلا ثلاثين جنيهاً ولم يجد عملاً بشهادته الجامعية، اما الفنانون فهم أسياد الموقف الآن أكل وشرب مجاني وفلوس آخر الليل، فالصورة في السودان مقلوبة تماماً فمن يستعدلها لنا .

صلاح حبيب – لنا رأي
صحيفة المجهر السياسي

Exit mobile version