آمنة الفضل

البقاء للأقوى


* وأنا أراقب عن كثب من عين الكاميرا ، كيف أن الحيوانات المفترسة تنعم بالرفاهية والاسترخاء ، حتى أثناء ساعات الصيد ،و اختيارها لفريستها ، لا يمكن لأي مخلوق كان أن يشوش تركيزها ، أو يمر من أمامها محاولا الاستكشاف أو حتى مجرد التقاط صورة سريعة ، تلك حالة من التأمل العميق ، والذي له ما بعده من الصيد الثمين ، ليس مهمًا في تلك الأثناء مرور الوقت بقدرأهمية سقوط الفريسة ليبدأ الاحتفال بالنصر ، إلى حين العودة مرة أخرى إلى الصيد …

* الذي يحدث هنا ليس له علاقة بالقوة ، ولا الاضطهاد ، إنما هو حالة الثقة المطلقة بالنفس والطبيعة ، حالة من الإدراك ومعرفة الآخر ، تفاصيله ، حكاياته ، خطواته ، وحتى أحلامه ، حتى تكتمل اللوحة ، فليست الغابه هي المعني المحض للقوة فقط ، هنالك الكثير من المشاهد الحكيمة ، الصور المشحونة بالتفاصيل الملهمة ، والمواقف النبيلة من التكافل والتراحم والتوافق والحب والانسجام …

 

* القوة في معناها الحقيقي هي القدرة على وضع بصمتك في الحياة ، مقدرتك على امتلاك ما يجعلك أكثر استرخاء وطمأنينة ، وتستطيع الحفاظ عليه ، ألا يخبو صوتك بسهولة ، ولا تغرق أحلامك في بركة ماء ضحلة ، ألا تضع تاريخ انتهاء لأحلامك ، وألا تجعل طموحك سقفًا ، وقتها ستدرك كم أنت قوي …

 

قصاصة أخيرة
كن قويًا بأحلامك

 

 

قصاصات – أمنة الفضل
صحيفة الصحافة