فرحانة !!
*قصصت حكاية ديوانية الأدب من قبل..
*فقد دُعينا إليها خلال وجودنا بالكويت… في سياق دعوات ديوانية أخرى..
*وكان من بين مستقبلينا أديبتان تحملان اسم ليلى..
*إحداهما ليلى العثمان التي قلت إنها كشفت عن ساقين… فانتبهت إليها الأعين..
*إلى ساقيها أولاً؛ ثم يديها… فعينيها… فرأسها… فأدبها (أخيراً)..
*والأخرى لم تنتبه عين واحدة إلى أي شيء فيها ؛ لا الساق… ولا الأدب..
*وحتى إن أرادت الأعين أن تفعل فما كانت تقدر على ذلك..
*فالساقان تسترهما العباءة… والأدب مستور بعباءة الجهل به..
*فشعرت بتعاطف معها لأنها – على الأقل – ذات (أدب) أخلاقي… وحياء..
*واستشعرت هي هذا التعاطف فأهدتني بعضاً من أدبها..
*وهمست وهي تخط الإهداء على الرواية (آبي تجتب أي شيء عنها بجريدتك)..
*ثم أعطتني رقم جوالها… وعنوان بريدها الإلكتروني..
*فقد انخدعت المسكينة بالبدلة… والكرفتة… والحذاء اللامع..
*وحسبتني كاتباً ذا شأن – لعلها – في الوطن العربي كله… لا وطني وحسب..
*ووعدتها ووفيت وكتبت الـ(أي شيء) ؛ ولم يكن شيئاً يُذكر..
*فإذا بها تهاتفني في اليوم التالي وهي تصيح (أنا فرحانة… فرحانة… فرحانة وايد)..
*والبارحة اكتشفت بالصدفة أديبة عربية أخرى فرحانة أيضاً..
*فرحانة هنا في بلادنا… حيث اُستضيفت إلى فعالية أدبية باسم (المقرن)..
*وهي ذات لهجة لبنانية… ولم أسمع بها من قبل..
*ولست معياراً بالتأكيد لشهرة الآخرين…. ولكني أقرأ كثيراً في الأدب..
*وهذا ما جعلني أعرف ليلى العثمان ، وأجهل ليلى الأخرى..
*وذلك قبل أن أشاهد من ليلى الأولى هذه – ذاك المساء – ما جعلني أكره (أدبها)..
*وانداحت اللبنانية كلاماً… وضحكاً…… وفرحاً..
*وطفقت تتحدث كثيراً عن نفسها… وبيئتها… وثقافتها… وأدواتها… وأدبها..
*وأخذت تسرد على الحاضرين جانباً من إحدى قصصها..
*وأثناء ذلكم كله أتساءل أنا : من هذه ؟… ومن هؤلاء ؟… ومن أتى بهم؟..
*فهي لم تكن وحدها ، وإنما معها آخرون يجلسون بجوارها..
*وكلٌّ منهم في انتظار دوره ليشرح لنا عبقرية أدبه… وفلسفته… وما ورائياته..
*ولكني لا ألوم هؤلاء الفرحانين بقدر ما ألوم (فرائحيتنا) نحن..
*فرائحية (رسمية) تتغذى من أحزان شعبنا فترفض عليه غناءً… وطرباً… ورقصاً..
*وتفرض عليه مهرجانات تنافس ليلى العثمان في (أدبها)..
*وتفرض عليه – عبر شاشات غير ذات حشمة – ما يشابه ساقي ليلى هذه..
*والغريبة أننا كنا قد فرغنا من فعالية أدبية قبل أيام… فقط..
*فعالية باسم أديبنا الطيب صالح خُتمت – كالعادة – بأفراح الرقص والغناء..
*وهذه التي أعقبتها (طوالي) خُتمت أيضاً بأفراح رقص وغناء..
*فلماذا لا تفرح لبنانية مغمورة باحتفاء يشابه احتفائي أنا بكويتية مجهولة؟!..
*ثم تصيح (أنا كتير فرحانة !!!).
صلاح الدين عووضة
صحيفة الصيحة