بسيطة لا تستحق..!!
صديقنا فضُل الشهير جداً ب(بسيطة) زول بسيط طيب إلى حد الدرّوشة كان يعمل في مركز خدمات وسط المدينة ، لم تُطلب منه خدمة إلّا وأجاب طالبها ومن غير تردُد بأنّها بسيطة ، ظلّ ببساطته وسذاجته يخرُج من مأزق ليدخُل في آخر أكبر ولا يُبالي إلى أن خرج من مدينتنا الله أعلم أين هو الأن وليته تعلّم كيفية استخدام الكوابح التي يُفرمل بها نفسه ويُميز بها بين الأشياء ، الأشياء مهما عظُمت كانت في لسانه بسيطة لكنّها عصية عليه عند الفعل مما جعله عُرضة للمشاكل وكم من وعودٍ والتزامات كانت عنده قولاً (بسيطة) لم يفِ بها تراكمت عليه وأخرجته (قسراً) من حُدودنا الجُغرافية ولم يُبالي..
نحمد الله كثيراً على كم الابتلاءات التي ابتلى بها الله بلادنا وعباده فيها..
اللامُبالاة صفة يجب أن لا يُستخدم أبداً من اتصف بها في شأنٍ عام..
تعيش بلادنا هذه الأيام أسوأ أحوالها الاقتصادية بحثنا كثيراً ونقبنا في أضابير تاريخ السياسة السودانية علّنا نجد فيها من الأزمات ما نُقارنه بواقعنا ، لم نجد ما يُماثل هذه الحالة من قبل الإستقلال مُروراً بكُل الأنظمة الوطنية ، كارثة إقتصادية عادت بها البلاد (المُقعدة) إلى مُربعات من بؤسٍ بعيدة لا تتسق أبداً مع عصر تجاوز أهله توفير ضرورياتهم الحياتية وانشغلوا بتطوير ذواتهم والنهوض بها لمواكبة ما قد يطرأ من تطورات في عالمٍ كاد أن يكون محشوراً بفضل التكنولوجيا في غُرفة صغيرة جداً يسبح جميع أهله في تيار واحدٍ ونسبح نحن ضده..
أين نحنُ من هذا العالم وأنّى لنا الوصول ..؟
كيف لنا الوصول والأنانية أدخلتنا في صراعاتٍ قضت على أخضرنا واليابس ، أنّى لنا اللحاق بهم واللهث يشتد على حجز مقاعد ملت هي الأخرى من جلوس أفراد بعقليات تجاوزها الزمان ما زالت تظُن جادة بأنّ رحِم أمنا السودانية نضِب وما عاد قادراً على إنجاب (العباقرة) وما ينبغي له ما داموا قد خرجوا هُم للدُنيا وجلسوا على رأس مسؤولياتنا ومن أولى منهم بالجلوس والتمرُغ في نعيم السلطة الزائف الزائل أو هكذا يظُنون..
حدثونا من قبل وأكثروا الحديث عن عدم تأثير انفصال الجنوب مالك ثروة النفط على اقتصاد البلاد وقد حلت الكارثة بانفصاله ولم يُبالي من فصلوه ، العقوبات الأمريكية ضحكوا وسخروا منها وقالوا فيها ما لم يقله القذافي في لوكربي و(طُز) في أمريكا كانت تملأ مسامعنا ثم ما لبث أن عاد إليها يحبو وكذلك فعلوا هُم ، للأسف أرهقتنا العقوبات وضيّعت المكاسب واللامُبالاة والتصريحات تستمر ، ما من كارثة حلت بالبلاد والعباد إلّا وجاءنا بعدها من يُقلل من نتائج تأثيرها علينا وبأنها (بسيطة) لا تستحق إلى أن وصلنا إلى حال يُغنيكُم عن السؤال نسأل الله أن يُقيض لنا من يُنقذنا منه ..
والله المُستعان
بلا أقنعة – زاهر بخيت الفكي
صحيفة الجريدة