تحقيقات وتقارير

تزايد لاجئ الجنوب: أعباء اضافية على السودان

القت الحرب الدائرة في جنوب السودان بظلالها على السودان خاصة بعد تدفق الإعداد الكبيرة من اللاجئين الجنوبيون اليه، واصدر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية عدد من النداءات بضرورة إغاثة موطني جنوب السودان معتبراً ان المجاعة الحالية لا تمثل سوى غيض بسيط من فيض الإحتياجات لشعب جنوب السودان، ومثل السودان بشهادة المجتمع الدولى وقادة حكومة الجنوب أكثر الدول دعما للمواطنين الجنوبيون واستضافتهم في معسكرات اللاجئين بولايات دارفور وكردفان و النيل الابيض .

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد ذكرت في تقرير لها أن عدد اللاجئين الفارين إلى السودان من جنوب السودان تجاوز الرقم المقدر في خطة الاستجابة الإنسانية ، وأن وجود الجنوبيون في الولايات الحدودية من شأنه ان يحدث ازدحام قد يؤدي الى عدم قدرة المواطنين السودانين الإستفادة من بعض الخدمات الأساسية بالإضافة الى المخاطر الصحية التي تترتب علي وجودهم.

وكشفت المفوضية السامية للامم المتحدة لشؤن اللاجئين ومكتب الامم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية في بيان مشترك أن عدد اللاجئين من جنوب السودان من المتوقع أن يصل الي (3) ملايين بحلول نهاية العام. وقال فيليبو جراندي المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن التكلفة البشرية للصراع في جنوب السودان وصلت الي مستويات مرتفعة للفاية .

قال ان اعداد اللاجئين سترتفع من (2,5) الي (3) ملايين في العام 2018م اذا لم تتوقف الحرب ،وتستضيف أوغندا اكثر من مليون لاجيء من جنوب السودان بجانب فرار الكثير من المواطنيين الي السودان وكينيا واثيوبيا وجمهورية الكنغو الديمقراطية وجمهورية افريقيا الوسطي.

واوضح الفريق امن حنفي عبدالله محمد لـ(smc) أن اكثر من 85% من اللاجئين في العالم تستضيفهم الدول النامية حسب احصائيات العام 2017م ، ويقول أن اللاجئ الافريقي هو الاكبر والاعظم باعتبار أن افريقيا هي اكثر القارات التي تشهد نزاعات سياسية وحروب اهلية .

وقال ان السودان استضاف عدداً كبيراً من اللاجئين الجنوبيين خلال الفترة الاخيرة ، إلا أن مفوضية اللاجئين لم تقدم شيء في السودان، فقد انحصر عملها في العمل الاحصائي والنشرات فقط، حيث لا توجد مساعدات وتنحصر مهامها في الاعمال الفنية والمشاركة في المنتديات. واشار حنفي الى أن وجود اللاجئين بأعداد كبيرة يمكن أن يشكل خطر كبير علي الدولة المستضيفة ، موضحاً أن كثير من الدول رفضت عمليات اللجوء مثل اسرائل التي بدأت تعيد اللاجئين خاصة الافارقة، فيما فرضت دول اخري بعض القيود للمعيشه علي اراضيها بالاضافة الي منع العمل وفرض قيود علي الحركة والتنقل، واعتبر حنفي السودان من أكثر الدول تنظيماً في استقبال اللاجئين ، وظل يقدم الخدمات بدون اي عوائق برغم من وجود الاشياء السالبه لوجود اللاجيئن.

واضاف الطيب محمد عبد الله الامين العام لحكومة ولاية النيل الابيض رئيس اللجنة التنسيقية الفنية لشؤن اللاجئين بالولاية في تصريح لـ(smc) أن ولاية النيل الابيض بها أكثر من (150) ألف لاجئ تم توزيعهم علي منطقتي الجبلين وبها معسكرين والسلام وبها (6) ويشير الطيب أن تعداد اللاجئين في محلية السلام يقارب تعداد السكان في المحلية وهذا يؤكد المضايقة في الخدمات وفي كل المجالات، ويؤكد الطيب أن تدفق اللاجئين لها تأثير واضح علي الغطاء النباتي الذي استعمله اللاجئي كوقود، اضافة الي التلوث الناتج من حرق الاشجار وتلوث المائي ، وعلي حسب ما جاء في تقرير الامم المتحدة اذا لم تتوقف الحرب في الجنوب فان اعداد اللاجين سترتفع الي (3) ملايين في العام 2018م وهذا ينذر بزيادة اعداد اللاجئين الجنوبين علي البلاد ويشير الطيب الي أن معسكرات ولاية النيل الابيض مزدحمة وان اي تدفق اضافي للاجئين يحتم بفتح معسكرات جديدة ، مشيرا الي ان الخيارات الموجودة ستكون لمناطق بعيد تحتاج الي وجود خدمات .

فيما ذكر مسؤل في مجال الاغاثة ، أن جنوب السودان علي شفا مجاعة أخري ، بعد حرب اهلية مستمرة منذ أربع سنوات ومحاولات فاشلة لايقاف إطلاق النار ، مشيرين الي أن ثلثي السكان تقريباً سيحتاجون مساعدات غذائية في إصعب عام.

لازالت الأزمة الإنسانية في جنوب السودان آخذة في التصاعد وبشكل سريع حيث وصلت المجاعة إلى مستويات جديدة مثيرة للقلق واشارت تقارير للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إلى أن الحرب شردت أكثر من 3.4 مليون شخص ، بما في ذلك 1.9 مليون نازح داخلياً وأكثر من 1.5 مليون شخص فروا إلى البلدان المجاورة كلاجئين، ولم يزل السودان فاتحاً ابوابه للاجئ جنوب السودان حيث تدفقت اعداد كبيرة منهم علي الولايات الحدودية أضافة الي تسير قوافل للمساعدات الانسانية لمواطني جنوب السودان .

تقرير: ايمان المبارك
smc