تحقيقات وتقارير

تحدين العادات والتقاليد.. فتيات مشجعات داخل استادات الكرة!

حتى وقت قريب كان تواجد النساء داخل الاستاد لتشجيع لعيبة كرة القدم يعتبر من الأشياء النادرة، بل تعتبر لدى البعض تعدياً للخطوط الحمراء والتقاليد التي دائماً ما تجعل المرأة داخل دائرة مغلقة حتى وإن لم ينص الشرع على ذلك، وبما أن لعبة كرة القدم تعتبر من الألعاب المليئة بالحيوية والمتعة والإثارة لذا نجد أنه من الصعب التحفظ على أمر تشجيعها وتواجدها داخل الاستاد وكبت مشاعرها خاصة وأن التشجيع مرتبط بالانفعالات والتعابير ساعة النصر أو الخسارة، في الوقت الذي أطل فيه عدد من المذيعات على المشهد وهن يعلنَّ تشجيعهن لأندية وفرق بعينها عالمية كانت أم محلية، وعلى مرأى ومسمع الجميع من بينهن المذيعة سهام عمر وريان الظاهر.

(1)
عدد من النساء أكدن أنهن مغرمات بتشجيع كرة القدم الأمر الذي يجعلهن يذهبن للاستاد لمتابعة المباراة خاصة إذا كانت (هلال، مريخ)، وهو ما أوضحته الشقيقتين بجامعة الرباط روزا ورونق قائلتين: (لقد عشنا خارج السودان بإحدى الدول الأوروبية فتعودنا منذ أن كنا صغاراً للذهاب إلى الاستاد لحضور المباريات برفقة والدنا)، وأضافتا (لكن بعد عودتنا إلى لسودان تضاءلت رغبتنا لحضور المبارايات نسبة لإحجام الفتيات السودانيات عن حضور المباريات من داخل الاستاد)، مشيرات إلى أنه (في الآونة الأخيرة عاودتنا الرغبة وخاصة أننا نشجع فريق المريخ لذلك نتأهب منذ وقت باكر لحضور المباراة من داخل الاستاد ولا يهمنا تعليقات من حولنا من الشباب).
(2)
من جانبها قالت المحاسبة لنا عبد المحمود أنها تذهب إلى الاستاد برفقة شقيقيها لمشاهدة المباراة بالرغم من رفض والدتها للفكرة إلا أنها دائماً ما تقنعها بالذهاب للاستاد، مبينة (شغفي وولعي بتشجيع فريق الهلال جعلني أتمرد على عادات الأسرة بأن أذهب إلى الاستاد برفقة أشقائي لتشجيع فريقي إلا أن والدتي تفش غبينتها عندما نكون مغلوبين ووقتها أجزم لهم بأنني لن أذهب إلى الاستاد مرة أخرى، مختتمة (لكن جنون الكرة يجعلني أذهب مرة أخرى وهناك في الاستاد لدي صداقات مع عدد من الفتيات المشجعات).
(3)
الموظفة وداد مصطفى قالت لـ(كوكتيل): (أنا مريخابية على السكين وأي مباراة للمريخ داخل الخرطوم أتابعها من داخل الاستاد، مضيفة (كنت أتعرض لبعض المضايقات داخل الاستاد إلا أنه بعد مرور الوقت اعتاد المشجعون من الذكور تواجدي داخل الاستاد فأصبحت لا أجد منهم غير الاحترام، إلا أنه ما زال البعض يلاحقنا بنظراته باعتبار أنه عيب أن تدخل المرأة الاستاد).
(4)
الطالبة أريج من المداومات على حضور المباريات من داخل الاستاد قالت: (في البدء وجدت الرفض من أشقائي بالذهاب إلى الاستاد إلا أنني كنت أتسلل من خلفهم عندما تكون هناك مباراة لفريق الهلال ويتفاجأون بي داخل الاستاد وأنا في قمة توتري وانفعالي)، مواصلة (لم يتوقف الأمر عند ممانعة أشقائي فقط بل كنت أسمع عبارات الرفض من الشباب داخل الاستاد وهم يرفضون تواجد العنصر النسائي)، مبينة (لكن رغم ذلك لم يأثروا عليّ بشيء والدليل أنه لم أنقطع من متابعة المباراة من داخل الاستاد لتشجيع فريقي).

تقرير: محاسن أحمد عبد الله
صحيفة السوداني