بعد أن صَارَ (هوساً) داخل القروبات الناعمة في الأسافير… (التخاطر).. ما بين الحقيقة و(الخيال)!!
(وئام) فتاةٌ في مُقتبل العُمر تَخاصمت مع (خطيبها) وانتهت علاقتهما، فذهبت إلى صديقاتها تشكو ألمها فنصحنها: (أمشي أعملي التخاطر بيجيك هسي)، فردّت لهم بتعجبٍ: (يعني أمشي اكتبوا عند شيخ واللاّ كيف؟!)، لتقوم صديقاتها بمُحاولة تقديم شرحٍ مُوجزٍ عن تلك الجزئية، لكن وئام لَم تَستوعب على الإطلاق ما قلنه، ليس لأنّها تعاملت معهن على أنّهن كاذبات، ولكن لثقتها الكبيرة في تعليمها والذي تتنافى معه تماماً إمكانية وجود (منطق) لما أوردنه على مسامعها في ذلك الشئ الغريب الذي يُعرف بـ (التخاطر)..!
(1)
بالمُقابل، ضَجّت المواقع الإسفيرية وخصيصاً القروبات النسائية بظاهرة (التخاطر) – مثل مصباح علاء الدين لتحقيق الأحلام – حيث تَستلقي كل فتاة على السرير وتتمنى ما تريده وفي أقل من (24) ساعة تتحقّق أمنياتها – مثلما ادعت بعض الفتيات -.
(كوكتيل) سلّطت الضوء على تلك الظاهرة وحاولت معرفة آراء الفتيات حول هذا الموضوع وخرجت بالحصيلة التالية…
(2)
ريان الشيخ ربطت علم التخاطر مع إنجازات الإنسان وأمنياته، مُؤكِّدةً أنّه لا بُدّ للجميع أن يخرج من الأفكار النمطية مثل (الجن والشعوذة)، وذكرت في حديثها لـ (كوكتيل): (أنا مُؤمنة بعلم التخاطر وجرّبتو على مرتين صادف المرة الثانية).. أما فاطمة عبد الرازق فقالت: (أنا مُستغربة للآن أمنياتي حصلت كيف)؟، وأضافت ان أمنياتها تحقّقت بعد ساعتين من التجربة..!
(3)
بعض الفتيات أبدين مُعارضة شديدة لذلك السلوك، واتّهمن (بنات جنسهن) بالتخلُّف والجهل، حيث ذكرت ياسمين مُؤيّد لـ(كوكتيل) قائلةً: إنّ هذه الظاهرة انتشرت في القروبات النسائية نتيجةً للفراغ والجهل التي تعيشه الفتاة السودانية، مُردفةً: إنّ كل ما يقال من أكذوبة في (البوستات) تكون ضحيته الفتيات ذوات القلوب الضعيفة، أمّا إيمان فيصل فقالت بسرعة: (دي هلوسة العنوسة وما عندي ليها تفسير)، مُشيرةً إلى أنّ بعض الفتيات يستخدمن علم التخاطر من أجل مُخاطرة حبيب، فالعقل الباطني يرسم صورة خيالية بأنّ هذا الشخص تصرّف طبقاً لما يردِّده العقل حتى وإن كان العكس..!
(4)
الدكتور النفسي نصرالدين الدومة قال لـ (كوكتيل)، إنّ علم التخاطر يُشير إلى طبيعة النفس البشرية والقُدرات التي تتمتّع بها النفس، وأحياناً تُوجد إمكانيات تتعجّب منها النفس، فالتخاطر يرتبط بمفهوم التّواصل ونقل المعلومات وارتباطها بالبُعدين الروحي والعاطفي الذي يكون بين شخصين أو أكثر، مضيفاً أن (الصدف) في بعض الأحيان تساهم في تحقيق التخاطر، وواصل: (الصدف تُحدث أشياءً كثيرة جداً من بينها التفكير مع أقرب الناس)، ويواصل: (التخاطر يرتبط بالجهاز العصبي الذي ينقسم إلى نوعين (إرادي وغير إرادي)، وشرع في تفصيل الجهاز العصبي الإرادي وأنه يعتمد على الخلفية مع المعرفة القديمة للشخص، أمّا الجهاز العصبي غير الإرادي فتحدث فيه أشياء لا تستوعب عمليات التفكير وتحدث وفقاً للبُعد الروحي ويعتمد على خطوات من ضمنها عامل نقاء القلوب والتركيز في الأمنيات مع العُمق، بها أيضاً صراع النفس وتخيُّل قُدرات كاملة)، واختتم حديثه بأنّ استخدام التخاطر يتم في الأمور (الاستخباراتية) وفي تحليل العلاقات العاطفية وأيضاً العلاقات الاجتماعية، مُؤكِّداً أنه لا بُدّ أن يُوجّه لأهدافٍ حسنةٍ..!
تقرير: رباب الأمين
صحيفة السوداني