تحقيقات وتقارير

السودان: إرتفاع جنوني في أسعار قطع غيار السيارات

تاجر قطاعي : كلما ذهبنا للتبضع نتفاجأ بسعر جديد
تجار جملة : قروشنا عند البنوك وما عاوزين يدونا ليها عشان نجيب بضاعة جديدة
مواطنون : نحن من ندفع فاتورة زيادة أسعار الإسبيرات.

تعد إسبيرات السيارات أحد أهم العوامل التي تؤثر على حركة المواصلات والنقل في السودان، خصوصاً إسبيرات الحافلات الكبيرة و(الهايسات) لما يشغلانه من حيز كبير في تغطية عملية نقل المواطنين، وقد شهد القطاع زيادات متوالية في الفترة الأخيرة خاصة قطع الغيار الاستهلاكية، انعكس هذا الأمر فورياً على حركة المواصلات خاصة بالعاصمة التي تشهد أزمة متفاقمة منذ فترة طويلة، صحيفة “الجريدة” نزلت إلى أسواق الإسبيرات وحصلت على كثير من الإفادات، من تجار القطاعي والجملة، كما استصحبت أيضاً رأي عدد من أصحاب المركبات وعدد من المواطنين:

تجار القطاعي

تجار القطاعي تحدثوا عن ارتفاع الأسعار في أسواق الجملة، محمد صلاح بيومي صاحب محل إسبيرات قال : كثير من قطع الغيار تضاعف سعرها أكثر من ضعفين من (محلها) وكلما ذهبنا لجلب بضاعة جديدة، نتفاجأ بسعر جديد لها، ما جعل كثير منا يقلل من الكمية ويكتفي بشراء عينات وعرضها بالمحل للمنظر، في انتظار انفراجة ولو بعد حين، محمد حسين مضى في نفس السياق وقال: نحن كتجار قطاعي كنا نضع هامش ربح بسيط يغطي تكلفة الترحيل فقط دون ربح يذكر، الآن وبعد الزيادات الجنونية التي طالت قطاع الإسبيرات أصبحنا غير حريصين على البيع أساساً، لأن السعر الذي نبيع به في حينها نشتري بضعفه عندما نذهب للتبضع بعدها، وكثير من التجار ادخلوا بضاعتهم المخازن، ورفضوا البيع إلا بعد استقرار السوق.

الموردون مبررات غريبة

تجار الجملة هم الموردون لقطع غيار المركبات والسعر الذي يضعونه يبيع به تجار القطاعي مع فارق بسيط حسبما افاد جوزيف القبطي وهو صاحب متجر إسبيرات (جملة)، وقال : حتى الأن لم أذهب لجلب البضائع من الخارج، لأن الدولار غير متوفر في المصارف والجنيه أيضاً، والآن أنا أبيع من البضائع التي بالمخزن وقد شارفت على النفاد، ومضى قائلاً إذا ما انتهت هذه البضائع لا أدري ماذا سنبيع (قروشنا عند البنوك.. وما عاوزين يدونا ليها عشان نجيب بضاعة جديدة)، أما سليمان معتز وهو صاحب متجر جملة متخصص في الإطارات فقد تحدث عن أنه اشترى الدولار بسعر (47) جنيهاً، لذلك رفع سعر البضاعة الجديدة، ومضى قائلاً إذا ما اضفت تكلفة الترحيل والعتالة فإن السعر سيتضاعف مرة أخرى وهذا بديهي فالتجارة ربح وليست خسارة.

عجلات وزيوت متحركة

أول من يطالهم ارتفاع سعر الإسبيرات هم أصحاب المركبات وتحديداً أصحاب (الهايسات – الحافلات) وقد تذمر كثير منهم من الإرتفاع الجنوني والفجائي لقطع الغيار، التوم سائق (هايس يعمل بخط الكلاكلة اللفة – جامعة إفريقيا) تحدث ساخطاً عن هذه الزيادات وقال ” كنت اشتري (جوز) الإطارات بألفين وثلاثمائة جنيه، اليوم اشتريه بما يقارب أربعة آلاف جنيه، وماركة أقل جودة من التي كنت أشتريها، فتلك غير متوفرة في السوق؛ لأن الموردين أصبحوا لا يستوردونها، بحجة أنها ب(تمسك قروش) .
مهند نجم سائق (هايس) أيضاً، تحدث عن زيوت العربات وقال : (الهايسات) تحتاج سبع جالونات من زيت المكنة كل أسبوعين ناهيك عن بقية الزيوت، وكنت اشتريها الستة جالونات ب (245) جنيهاً بواقع (35) لكل جالون، اليوم نفس الكمية هذه اشتريها ب(770) جنيهاً، بواقع (110) جنيه للجالون الواحد، ويصحب تغيير الزيت هذا تغيير مصفى أيضاً، وقد ارتفع سعر المصفى من 30 إلى 85 جنيهاً، ومضى مهند حديثه قائلاً: العربة عبارة عن مجموعة من الزيوت المتحركة في (السعر)، في إشارة لزيت المكنة وزيت التروس وزيت الفرامل، التي ارتفعت أسعارها أكثر من ثلاثة أضعاف .

الركشات
أصحاب الركشات ضاق بهم الأمر ذرعاً، فقد زادت كثير من قطع غيار الركشات إلى ضعفين وأكثر، محمد الشبلي قال ساخراً ” لستك الركشة بقى بألف جنيه ونص ياخ، (كتر خير الخواجة عملها بي تلاتة لساتك لو كانت أربعة كنت قرشتها مع الزيادات دي).

المواطنون تظلمات وتفهمات…
انعكست هذه الزيادات على حركة المواصلات، فكثير من السائقين أصبح ينقل (فردة) واحدة، بعض أن يضاعف سعر التعرفة، تباينت آراءهم حول الموضوع بعضهم كان ساخطاً وغير متفهم لهذه الزيادات.. طه محمود أحد هؤلاء قال : قبل الزيادات في الإسبيرات كنا لا نجد مواصلات ومضى قائلاً ” السواقين جشعين من يومهم، وفي سياق متصل قال ياسر مبارك، هنالك تشجيع من السائقين قبل هذه الزيادات وقد كان غير مبرر، الآن أصبح هذا الجشع مبرراً فالإسبيرات ” طارت السماء “، أما ريم يس فقد ذهبت إلى إتجاه آخر وقالت : على الدولة أن تنفذ ما جاء في الإجراءات المصاحبة للميزانية التي تحدثت عن تقليل ضريبة واردات قطع غيار السيارات، أيضاً على الدولة ضبط الأسواق وتخصيص شرطة لحماية معاش الناس، وكما ذكرت صحيفة الجريدة مضت ريم في حديثها قائلة: أنا أركب من الخرطوم إلى جبل الأولياء ب(20) جنيهاً وأنا موظفة صغيرة، كيف سيكون حال الطلاب، وماذا سيفعلون. للأسف نحن دائماً ندفع فواتير الدولة من جيوبنا.