العقاقير الطبية…. حينما يتحول العلاج إلى إدمان!
الإدمان لا يقتصر على المخدرات فقط؛ فتعاطي المزيد من الأدوية والعقاقير الطبية يعتبر إدماناً من نوع آخر يجب التوقف عنده حتى لا يصبح الأمر لا يمكن علاجه، خاصة أصحاب العمر المتقدم الذين يحرصون على تناول العقاقير المهدئة والمسكنة للآلام بشكل مستمر ولفترات طويلة دون استشارة الطبيب.
(1)
انتصار مصطفى معلمة بمرحلة الأساس لفتت إلى أنها أصبحت شبه مدمنه لأدوية الصداع والرطوبة لدرجه أنها أصبحت لا تستغني عنها رغم التحذيرات المتكررة من خطورة استعمالها، وأنها كثيراً ما تسببت لها في مضاعفة استدعت نقلها إلى المشفى، وفي ذات الموضوع تحدثت أحلام الطاهر التي قالت إنها لا تستطيع النوم إلا بعد تناول الحبوب المهدئة رغم تحذير الطبيب الخاص بها من عدم الإفراط في تناولها حتى لا يصبح الأمر إدماناً يصعب علاجه فيما بعد، إلا أنها لا تستغني عن تناولها.
(2)
أحمد علي يعمل بإحدى الصيدليات بأم درمان قال إن تعاطي الأدوية دون وصفة طبية والاعتماد عليها أمر ينذر بالإدمان، بالإضافة إلى المشاكل الصحية التي قد تتسبب فيها كأمراض الرئة والقلب والمشاكل العصبية والنفسية، قائلاً إن الإدمان المفرط يسبب بعض حالات الوفاة، منبهاً ضرورة استشارة الطبيب عند التعلق بإحدى الأدوية وعدم القدرة على الاستغناء عنها حتى يسهل العلاج مبكراً، مشيراً إلى أن أغلب الأدوية التي يتم تناولها بإفراط تتمثل في الفايتامينات والمسكنات القوية لآلام الصداع والرطوبة ونزلات البرد والزكام، وهي من الأدوية التي يمكن صرفها دون وصفة طبية.
(3)
من جهتها قالت الباحثه النفسية والاجتماعية دلال عبد الرحمن إن إدمان الدواء ما هو إلا نوع من الاضطراب النفسي لأن أغلب المرضى لا يكونون في حاجة لتناول تلك العقاقير لكن كثيراً ما يشعر برغبة ملحة في تناولها وأنه غير قادر على الحياة من غيرها، رغم ما تسببه من آثار ضارة تنجم عن تناولها دون علة، لافتة إلى أن الإكثار من هذه الأدوية يمثل خطورة على صحة الإنسان.
تقرير: تفاؤل العامري
صحيفة السوداني