فتاوى تفصيل!!

وارد وممكن أن يختلف الناس في المذاهب السياسية والفلسفية وحتى الاجتماعية فيما يشبه الحراك الذي لا يخرج عن قبول الرأي الآخر لأن تبادل هذه الأفكار وتقليبها ما بين نضوج واستواء يسهم بشكل كبير في تلاقح الرؤى والأفكار والنظريات وهو في النهاية فعل إيجابي أكثر من أنه أمر سلبي يهدد النسيج الاجتماعي لكن بذات الفهم أحسب أن اختلاف الآراء الدينية والتشكيك في معتقدات راسخة وقناعات دينية متأصلة في مجتمع كالمجتمع السوداني هي مؤشر خطير في وقت نشهد فيه هجمة تنصير ما عادت خافية على أحد، وجماعات لا توحيدية ما عادت تتستر بالحياء أو الخجل وجعلت لنفسها مواقع على الفضاء الاسفيري تدعو لدعاوى هدامة تهدد الدِّين، وتهدد العقيدة، وتهدد الأخلاق… أعود لأقول إن ما يدور هذه الأيام من فتاوى وفتاوى مضادة هو أمر خطير يتسبب فيه بعض رجال الدِّين من غير وعي رغم أنه يفترض أنهم يملكون هذا الوعي، وقبل أيام أصدر أحد الائمة والدعاة فتوى بأنه يجوز للمرأة أن تطلب الطلاق من زوجها المدخن، وهي فتوى غريبة وعجيبة لا اعتقد أنها ستخدم الحملة ضد مكافحة التبغ والتدخين، لأنها وإن فعلت فهي ستتسبب في بلاوي اجتماعية وذرائع لوقوع الطلاق لمن يبحثن عنه مسبباً وبفتوى دينية.. أمس خرج مجلس الإفتاء ليقول إنه ما من دعوة خرجت بهذا الخصوص ليحتار دليلنا فمن أين للشيخ الكريم الذي أصدر الفتوى بالمرجعية لاصدارها..؟ وهل الرجل عضو في مجمع الفقه والفتوى؟؟ فإن كان كذلك فهل من حقه أن يصدر فتوى فردية دون الرجوع للمجمع الذي يتبع له؟ وإن لم يكن كذلك هل من حق أي رجل دين أن يصدر فتوى مهمة وحساسة يمكن أن تكون محلاً لجدل فقهي وقانوني ويدخل الناس في حيص بيص؟؟ قبلها أقرّ شيخ آخر أن ببطلان الفتوحات الاسلامية.. هذه الفتوحات التي انبنى عليها الوجدان الاسلامي وارتكز عليها تاريخ كبير في العالم الاسلامي ورد عليه أيضاًَ دكتور عصام أحمد البشير بأن هذا الحديث عبث بالدين وتكذيب صريح للقرآن الكريم!! ليحتار دليلنا من جديد نصدق منو ونكذب منو؟؟ قبل هذا وذاك قال رجل دين آخر إنه ليس مع منع الختان..! وأن الدولة التي تمنعه وتسن الشرائع لذلك هي دولة كافرة.. اعتقد أن الجدل الذي ليس مكانه قاعات مجمع الفقه أو صفحات البحوث ورسائل الدكتوراة وانما هو على صفحات الصحف حيث يقرأه العامة بلا استثناء وفي هؤلاء يختلف القراء ما بين مثقف وما دون، وما بين متعلم وما دون، لتحدث دون أن ندري فتنة كبيرة وعظيمة.. لأنها فتنة مبنية على خلخلة القناعات الدينية، بل وعلى خلخلة قناعاتنا في رجال الدين نفسهم..! والذي يبدو أنه اصابتهم عدوى السياسة..! فاصبح كل واحد منهم يقوم بفتوى تفصيل!!
[B]٭ كلمة عزيزة[/B]احساسي دائماً أنني أعرف كل من يقرأ هذه الزاوية واشعر أن كل قرائي هم أصدقاء اتمنى لو اعرفهم اسماً ورسماً بهذا الفهم.. تمنيت لو أنكم جميعاً شاركتموني حفل تخريج ابني الحبيب (وضاح) من كلية الهندسة.. حيث شعرت أمس لأول مرة بمعاني ما ظلت تغنيه الفنانة انصاف مدني «جناي نور العين أنا بريد ولدي تعبت فيه وربيت» والانسان بطبعه مهما حقق من نجاح لا يشعر بطعم الحياة الا بنجاح فلذة كبده.. لذلك كنت أكثر أمهات الدنيا سعادة.. وهو يزف من الأهل والأصدقاء لحياة عملية أرجو أن يكون خلالها واحداً من أبناء هذا الوطن الخلص.. اعتذر لمن لم أدعوهم.. لأن المناسبة كانت أسرية وعلى أضيق نطاق لكن لابد من تحية لأصدقاء الأسرة الذين شاركونا هذه الفرحة.. السلطان طه سليمان.. والملكة انصاف مدني.. والعازف الرائع قسوم الذي أدخل البهجة بزفة ولا أروع وعقبال أولادكم.
[B]٭ كلمة أعز[/B]لو أن وثيقة الدستور فرضت حد أدنى للأحزاب في العضوية فإن كثير من الاحزاب التي تسعى لمناصب وزارية من غير قاعدة جماهيرية حتطلع «كيت»!!
[/SIZE][/JUSTIFY]عز الكلام – آخر لحظة
[EMAIL]omwaddah15@yahoo.com[/EMAIL]

