أسر تطالب المراقبين بـ(عدم التساهل) (البخرات).. قنابل موقوتة داخل قاعات الامتحانات!
قبيل أن تبدأ الامتحانات بأسابيع اتجه الطالب (أ) نحو صديقه الذي لا يجلس معه للامتحان وكلفه بكتابة المعلومات التي صعب عليه حفظها بوريقات صغيرة وآخر لجأ إلى اقتصاصها من الكتب فيما أقدم (ك) على طباعتها بحجم يسهل حمله داخل (الجيب) الذي خاطه (الترزي) ببراعة في منطقة لا تسهل رؤيته بها، وجميعهم أرادوا إحراز درجات مجدية دون التنبه لأضرار ذلك السلوك، بالمقابل كثرت الآراء المعارضة لذلك السلوك بينما اعتبرته فئات أخرى وسيلة سهلة للنجاح، ولمزيد من الحذر حول انتهاج تلك السلوكيات سلطت (كوكتيل) الضوء على آثارها وخرجت بالحصيلة الآتية:
(1)
الطالب الجامعي إبراهيم أحمد تحدث قائلا: (عدد من الطلاب يلجأون (للبخرة) والنظر إلى ما يكتبه غيرهم بل إن هناك طلابا يبدلون أوراق الامتحان فيما بينهم وهذا لم يقتصر على المدارس فقط بل تعداها للجامعات)، وزاد: (بعض الأساتذة يمتنعون عن تشديد المراقبة والتساهل مع الطلاب ظنا منهم بأنهم بهذا الشكل يقومون بمساعدتهم بينما هم يساعدونه على اتباع أسهل الوسائل للنجاح ولو كانت خطأ)، واختتم: (المؤسف أن هناك أسرا تتذمر إن قام أحد الأساتذة بمنع الطلاب من كتابة ما بحوزتهم كما أن هناك طلابا يستخدمون العنف مع الأساتذة عقب انتهاء الامتحانات).
(2)
(كوكتيل) تحدثت مع عدد من الطلاب الذين يجلسون للامتحان هذا العام والذين قالوا: (نحن بنقرا وبنعمل العلينا والنجاح دا تاني من الله) بينما أبدوا انزعاجهم من بعض الممارسات التي تتم أثناء الامتحان موضحين أنها تشتت انتباههم حيث قال أحدهم: (أنا مرات بخلي كتابتي وبقعد أراقب في الحاجات البتحصل بين الطالب والمراقب)، بينما أيد بعضهم أسلوب (البخرة) و(الشف) وقالوا إنه يساعدهم في حل ما صعب، وأضافوا: (وجود مدارس كثيرة لا تمنع طلابها من الغش قد يتسبب في ضرر كبير يتمثل في إعادة الامتحانات).
(3)
حول الموضوع تحدثت ربة المنزل رحاب عبد الله قائلة: (عدد من الأسر تشجع أبناءها على ارتكاب مثل هذه الأخطاء وتبرر أنها وسيلة للتذكر وهناك أمهات يذهبن للشجار مع المعلم الذي يمنع ابنها من الغش)، وزادت: (هناك بعض الأساتذة يقومون بالتساهل وأوضحت أن هذا من شأنه أن يؤثر على نفسية وتحصيل الطالب المثابر)، مبينة أن على الطالب الاجتهاد للتعرف على إمكانيات وحدود عقليته فكثير من الطلاب يحرزون درجات عالية لكن فشلهم الجامعي يثبت استخدامهم لأساليب الغش للنجاح وهو من ناحية أخرى سرقة لجهد الآخر بحيث يضطر صاحبه إلى الكذب والتملص من الاتهام إن كشفه المعلم.
(4)
(هذه الحالات يترتب عليها عدد من الآثار السالبة التي قد تفتك بعقلية الطالب وتؤثر سلبا على مستقبله فلجوء الطالب إلى أسلوب الغش تكثر أسبابه بدءا من المنزل وانتهاء بالمؤسسة التعليمية نفسها). هذا ما قالته الأستاذة والموجهة التعليمية نجاة الفاتح لـ(كوكتيل) وواصلت: (شرود الطالب أثناء الدرس وغيابه المتكرر وغياب متابعة الأسرة وتقصير الأستاذ في استخدام منهجية سليمة للتدريس وعدم اهتمامه بتطوير مقدرات الطالب على الاستيعاب جميعها أسباب تدفع به لممارسة هذا السلوك)، واختتمت: (على الطالب العلم بأن الغش في الامتحان هو المتضرر الوحيد منه وأنه لا يعتبر نوعا من العبقرية فالنجاح في الامتحان يؤهله للانتقال إلى مرحلة أصعب إن لم ينتقل إليها بجهده سيفشل حتماً).
تقرير: خولة حاتم
صحيفة السوداني