عبد الرسول النور ينتقد (الأحباب) أحوال (الأمة) .. آثار غزوة (حوش الخليفة)
وصف القيادي السابق بحزب الأمة القومي، عبد الرسول النور، الأحوال داخل حزب الأمة القومي بـ(غير المرضية) داعياً قيادة الحزب لترتيب البيت من الداخل ومن ثم التوجه تلقاء الوحدة مع الآخرين.
وأضاف النور طبقاً لتصريحات نقلها (المركز السوداني للخدمات الصحفية) بأن رؤية الحزب باتت غير واضحة خاصة فيما يلي النواحي التنظيمية مشيراً إلى أن الأجهزة التي يعمل بها الحزب حالياً (منتهية الصلاحية)، مشدداً على أن عودته ثانية إلى (حوش الخليفة) مرهونة بزوال الظروف التي من أجلها ترك الحزب.
رؤية واضحة
بكثير من الاعتراضات، قابل رئيس المكتب السياسي بحزب الأمة القومي محمد المهدي حسن تصريحات عبد الرسول النور، مؤكداً امتلاك الحزب رؤية واضحة لما يجري في الساحة، موضحا أن مؤسسات الحزب منتخبة منذ المؤتمر العام السابع وتعمل وفق التفويض الدستوري لحين انعقاد المؤتمر العام المقبل.
وأضاف المهدي في حديثه لـ (الصيحة) بأن الأمة حزب منظم له رئيس ونواب للرئيس ومساعدون ومستشارون ولديه لجان شبابية ونسوية وفئوية وأمانة عامة تنضوي داخلها لجان يعمل عضويتها كل وفق تخصصه، مردفاً بأن هذه اللجان تعمل وفق التفويض الممنوح لها منذ المؤتمر العام السابع ويستمر التفويض حتى انعقاد المؤتمر العام الثامن، مؤكداً أن ذات الحال المؤسسي ينطبق على الحزب في الولايات.
أجهزة
وعن صلاحية أجهزة الحزب أشار المهدي إلى أن أجهزة الحزب ليست منتهية الصلاحية فهي تعمل وفقاً للتفويض الذي أعطي لها منذ المؤتمر السابع للحزب – وفقا للدستور – مضيفاً بأن الدستور هو من يحكم تصرفات هذه المؤسسات حتى لو انتهت مدتها، ومؤكداً بأن الذي كتب الدستور لم يغفل أوضاع البلاد، وقال إنه في ظروف البلاد من المستحيل أن يتم كل شيء في موعده، فحزب الأمة مثلاً تأسس 1945 وعقدت حتى تاريخه سبع مؤتمرات، فيما كان من المفترض أن يقام المؤتمر العام كل أربع سنوات.
مضيفاً بأن هناك أحزاباً كبيرة أيضاً لم تعقد مؤتمراتها العامة إلا لماماً، وزاد: (صلاحية المؤسسات تظل دستورية حتى انعقاد المؤتمر)، وبهذا النص تكون مكاتبنا دستورية وحتى إن استمرت عشرين عاماً.
ترتيب البيت الداخلي
عن ترتيب البيت الداخلي لحزب الأمة، نفى محمد المهدي حسن أن يسعى حزبه لرد الخارجين من الحزب – من الذين كونوا أحزاباً أخرى– مضيفاً بأنهم لا يسعون للتوحد مع مجموعات خرجت من الحزب وكونت أحزاباً شاركت بها النظام في السلطة، مضيفاً بأنهم يحترمون هذه الأحزاب مثلما يحترمون بقية الأحزاب السياسية، ومن ثم تساءل: هذه المجموعات أصبحت أحزاباً قائمة بذاتها وشاركت النظام فكيف نسعى للتوحد معها.
ولاء تاريخي
في المقابل أشار عبد الجليل الباشا الذي غادر الأمة القومي إلى أن كل القيادات الموجودة بالحزب تدين بالولاء التاريخي والفكري والسياسي لحزب الأمة القومي، لكنهم في ذات الوقت تواقون إلى إيجاد حزب ديمقراطي ومؤسسي وقوي له القدرة على التفاعل مع قضايا الجماهير في كافة المستويات، ويشهد استقراراً تنظيمياً مضيفاً بأن معظم الأحزاب السودانية تعاني في مستوى الممارسة الديمقراطية والمؤسسية.
ضرورة الترميم
نفى الباشا أن يكون حزب الأمة يفتقد الديمقراطية والمؤسسية على المستوى الكلي، ولكنه أكد بأنهما تحتاجان لإصلاح كبير وترميم، مضيفاً بأن هذه الأشياء دفعت القيادات لتوجيه انتقادات للحزب، مضيفاً أن أوضاع كل الأحزاب الكبيرة تحتاج لإصلاح حقيقي خاصة في مستوى الديمقراطية لأن فاقد الشيء لا يعطيه.
إشكالات مزمنة
تحفظ الباشا على ما إذا كان رئيس الحزب يمثل أحد الأسباب التي تسببت في الإشكالات الراهنة، مؤكداً بأنه لا يمكن إلقاء اللوم على شخص واحد فقط، مشيراً إلى أن إشكالات الحزب متعددة ووصفها بأنها إشكالات (مزمنة)، ونادى الباشا بضرورة عقد ورش متكاملة لمعالجة هذه المسائل، مشيراً إلى أن الإشكالات تكمن في الاتجاه التنظيمي، وعلى مستوى اتخاذ القرار، وقال إنه لا بد أن يكون الحوار في هذه الورش بناء وهادفاً حتى يخرج منه بقرارات لصالح الحزب.
أجهزة منتهية الصلاحية
وعن فاعلية أجهزة حزب الأمة القومي، لفت الباشا لانتهاء مدة الأجهزة بالحزب من ناحية دستورية، مضيفاً بأن قيادات الحزب الحالية تعترف بذلك، ولكنهم يعتقدون بأن أجهزتهم تسييرية إلى حين انعقاد المؤتمر العام، موضحاً أن هذا الوضع يحتاج لتصحيح، مبشراً بحركة دؤوبة تسير الآن في اتجاه تصحيح أوضاع الحزب.
مجرد رأي
عزا نائب رئيس حزب الأمة القومي، فضل الله برمة ناصر حديث عبد الرسول النور إلى وجهة نظر خاصة بالرجل ورؤيته لمستقبل الحزب، مضيفاً في حديثه مع (الصيحة) إنه لا يريد أن يرد على حديث النور. فيما أكد رئيس المكتب السياسي بحزب الأمة القومي محمد المهدي على أن عبد الرسول النور لا يزال عضواً فاعلاً بالحزب أما تخليه عن قيادة الحزب فأرجعه لتقديرات الرجل السياسية، مضيفاً بأنه لا يقرأ حديث الرجل من جانب تحريضي لأعضاء الحزب، بل يقرأه في اتجاه المثل السوداني (المديدة حارقاني)، ومع ذلك فقد أكد المهدي على أن النور رجل محترم ومجاهد وله عطاؤه، مضيفاً بأن كل من ساهم في بناء الأمة يجد منهم الاحترام والتقدير.
صحيفة الصيحة.