الفاتح جبرا

ممنوع الزيارة

المدخل:
هل يحتاج الفساد الذي إجتاح هذه البلاد منذ سنوات إلى دليل؟ أو إلى كثير عناء ومشقة لمعرفته؟ أو إلى أي نوع من (العبقرية) للتوصل إليه أو إلى فضحة وكشفه بعد أن تراكم وتراكم في ظل (الغتغتة) وعدم تفعيل القوانين و(الصهينة) كما في (ملف هيثرو) أو (اللولوة) كما في (تحلل مكتب الوالي) أو ما إلى ذلك من حالات الفساد الواضحة (الما فيها أي مراقة).

المتن:
(الفساد) هو لا شك سرطان المجتمعات فكما أن للسرطان مصدر رئيس ينتشر منه إلى بقية أجزاء الجسم ليتخلل الى أجهزته وأعضائه الحيوية فكذلك الفساد له (نقطة توزيع) ومصدر رئيس ينتشر ويسري منه الى باقي جسد المجتمع، وكما أن السرطان يسخر طاقاته ليضاعف من سرعة نمو (خلاياه) وانتشارها فكذلك (الفساد).
يقول الأطباء إن السرطان لا يمكن القضاء عليه الإ إذا تمت إزالة مصدره الرئيسي وأن أي عمليات استئصال لمواقع الانتشار التي في أطراف الجسد وترك المصدر الرئيس لا فائدة منها ما دام أن المصدر الرئيس موجود ويمكنه أن يعوض تلك الخلايا التي تمت إزالتها بخلايا سرطانية جديدة تنتشر مرة أخرى في الجسد المريض، وهذا هو الحال (بالضبط) في محاولات استئصال سرطان (الفساد) في المجتمعات.

كما يؤكد الأطباء أن عملية إستئصال السرطان من الجسم عملية شاقة للغاية تتطلب دراسة دقيقة لمناطق الإنتشار ومدى إصابتها، وللأعضاء المتأثرة بالتواجد السرطاني وإلى أي حد تأثرت وظائفها مما يستوجب التخلص منها إن أصبحت غير ذات جدوى وظيفية، كما يتطلب الإبقاء على الأعضاء الفاعلة التي تقوم بدورها خير قيام، ثم بعد ذلك يتم تحديد نوعية العلاج وكيفية الإستئصال!
للغرابة فإن هذا هو نفس الحال في معالجة (سرطان الفساد) غير أن هنالك فقط إختلافاً جوهرياً واحداً يجعل المسألة في غاية المشقة والصعوبة وهي أن أيادي (الجراحين) الذين هم مناط بهم (إستئصال الفساد) تنتمي إلى ذات الجسد (المريض) الذي انتشر فيه (السرطان) إن كان حزباً أو جماعة.

وهذا يا سادتي الأفاضل ما (يؤخر العملية) ويجعلها (تتأجل) المرة تلو الأخرى والخلايا تنتشر والمريض حالته تسير نحو الأسوأ، مرة (يقولو ليك جهزنا مستشفى المفوضية) ومرة يقولو ليك (مستوصف الآلية)، ومرة ما عارف شنو؟ وكل ما يفعله (الأطباء) هو تطمين (أهالي المريض) بأن (العلاج قادم) وأنه قد تم (تحديد) كل البؤر والخلايا السرطانية وسوف يتم (القصف) بالكيماوي، وهل تقصف الخلايا نفسها؟
العبد لله ولأسباب عديدة موقن بأن المريض سوف يقبع دون (جراحة) حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً (إلا يجيبو ليهو جراحين من الخارج) وأن البؤر السرطانية سوف تستمر في إنهاك الجسد العليل وإمتصاص آخر نقطة دم فيه مشبعة بالأوكسجين حتى تتوقف أجهزته الواحد تلو الآخر (وقد بدأت بالفعل)!
ماذا فعل (الجراحون) وهم يرون بأم أعينهم الخلايا السرطانية وهي تلتهم دماء المريض في (مكتب الوالي) هل أمسكوا بالمشارط وقاموا بإزالتها من أجل صحة المريض الذي تحول دمه إلى فلل وقطع سكنية وحسابات جارية؟ بالطبع لا.. فقد تم (التحلل) من الدماء ولم يعلم ذوي المريض حتى الآن كم (لتراً) قد أخذ من المريض ومن شارك في الأمر، وكان الجراحون ينظرون للأمر حينها وكأنه لا يعنيهم ولم تأخذهم شفقة بالمريض بل أخذتهم رأفة بالخلايا السرطانية!!

ماذا فعل (الجراحون) وهم يرون بأم أعينهم المريض وهو يتلوى تسعة أعوام متصلة بعد أن تم بيع (خط من دمه) بثمن بخس؟ وذوي المريض يترجون هؤلاء الجراحين (يومياً) في (كسرات) لا تكل ولا تمل بسرعة التدخل من أجل إعادة (دمه) إلى شرايينه العليلة؟ تسعة سنوات ألا يقرأوون ذلك النداء الذي ظللنا ننشره يومياً إلى ذوي (القلوب الرحيمة؟) وإلى (الواوات) التي يمتلئ بها المقال؟
نعم فإن المثالين السابقين يوضحان بصورة قطعية لا مراء فيها بأن (الجراحة مستحيلة) وأن (الخلايا السرطانية) لديها من المناعة ما يجعلها في (مأمن) من أي محاولات إستئصال وسوف تستمر في نهش جسد المريض بغير رحمة حتى يكتب على باب حجرته (ممنوع من الزيارة) قبل أن ينتقل إلى (الرفيق الأعلى)!!

كسرة:
كنا ونحن تلاميذ صغار نسأل أستاذ الطبيعة: (لماذا لا تأكل المعدة نفسها)!!

• كسرة تصريح النائب العام: (لا حماية لفاسد ولا كبير على القانون)… في إنتظار ملف هيثرو (ليها تلاتة شهور)!

كسرة جديدة لنج: أخبار كتب فيتنام شنو (و) يا وزير المالية ووزيرة التربية والتعليم شنو (و)… (ليها سبعة شهور).

• كسرة ثابتة (قديمة): أخبار ملف خط هيثرو العند النائب العام شنو؟ 96 واو – (ليها ثمانية سنين)؟

• كسرة ثابتة (جديدة):
أخبار تنفيذ توجيهات السيد الرئيس بخصوص ملف خط هيثرو شنو؟ 55 واو (ليها أربعة سنوات وسبعة شهور).

 

 

ساخر سبيل – الفاتح جبرا
صحيفة الجريدة