منوعات

تفاصيل ليلة استجواب مؤسس «فيس بوك» أمام «الكونجرس»

على مدى 5 ساعات، خضع مؤسس موقع «فيسبوك»، مارك زوكربيرج، البالغ من العمر 33 عاما، لاستجواب من جانب مجلس الشيوخ الأمريكى، لأول مرة، على خلفية «فضيحة تسريب بيانات 87 مليون مستخدم» إلى شركة «كامبريدج أناليتيكا» البريطانية للتحليلات السياسية، التى عملت لصالح حملة الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، الانتخابية.

وعرضت وسائل الإعلام جلسة الاستماع على الهواء مباشرة، واعتذر «مارك» عن التقصير الذى قام به «فيسبوك» فيما يتعلق بتسريب بيانات المستخدمين، مشيرا إلى أنه يرحب بإعادة التنظيم من قبل الحكومة الأمريكية.

اعتراف بالخطأ

وقال «مارك»: «من الواضح الآن أننا لم نفعل ما يكفى لمنع استخدام هذه الأدوات للضرر أيضا، وهذا ينطبق على الأخبار الزائفة والتدخل الأجنبى فى الانتخابات وخطاب الكراهية، وكذلك المطورون وخصوصية البيانات، لم نتخذ رؤية شاملة كافية لمسؤوليتنا، وكان ذلك خطأ كبيرًا، لقد كان خطئى، وأنا آسف، لقد بدأت فيسبوك وأنا أديره، وأنا مسؤول عما يحدث هنا».

وأضاف «مارك»: «نتحمل مسؤولية ليس فقط بناء الأدوات لكن أيضاً التأكد من استخدامها فى المنفعة» وعلى مدار الأسابيع القليلة الماضية، عملنا على فهم ما حدث بالضبط مع كامبريدج أناليتيكا، واتخذنا خطوات للتأكد من عدم حدوث ذلك مرة أخرى، لكننا ارتكبنا أخطاء أيضًا، وهناك الكثير للقيام به، بدأنا العمل مع الجهات المسؤولة داخل الولايات المتحدة من أجل الحل، وأخطرنا المستخدمين المتضررين».

وتابع مؤسس الموقع الذى يضم 2 مليار شخص، أنه بدأ إنشاء الموقع وهو فى الجامعة، وأنه أدرك أنهم يمرون ببعض المشكلات وسيفعلون كل ما بوسعهم لإيجاد حلول وحماية المستخدمين، لكن لا يمكننا ضمان عدم تدفق المعلومات الخاطئة بشكل كامل، هذا أمرا غير واقعى».

الخصوصية

وتساءل السيناتور، جارى بيترز، عن إمكانية تنصت «فيسبوك» على المكالمات الصوتية للمستخدمين عبر هواتفهم الذكية، وإنشاء إعلانات مستهدفة فى المرة القادمة التى يفتحون فيها التطبيق.

من جانبه، نفى «مارك»، هذا الأمر، وقال: «نحن لا نفعل ذلك لكننا فقط اعتمدنا على تقييم المستخدمين للمحادثات الصوتية من أجل تحسين خدمة المكالمات الصوتية»، مشيرا إلى أن «فيسبوك» يتيح للمستخدمين إجراء محادثات الفيديو والتقاط الفيديوهات على أجهزتهم ومشاركتها، وبما أن مقاطع الفيديو تحتوى على ملفات صوتية، فإنهم يسجلون ذلك و«يستخدمون ذلك لتحسين الخدمة، وليس للاستماع للمكالمات الشخصية الخاصة بالمستخدمين».

وأشار «زوكربيرج» إلى أن مستخدمى «فيسبوك» يسيطرون على المعلومات التى يضعونها على الموقع، موضحاً أن شركته قد اتخذت خطوات لمنع المزيد من خروقات البيانات عن طريق إجراء «تحقيق كامل» فى عشرات الآلاف من التطبيقات التى تم التعامل معها بشكل كبير.

وسأل أحد المدعين ما إذا كان «فيسبوك» يطلع على الرسائل المرسلة عبر تطبيق «واتس آب»، ورد «مارك» قائلاً إن فيسبوك ليس لديه الحق فى رؤية محتوى رسائل الـ«واتس آب»، وأشار إلى إن لديه عدة منافسين آخرين، نافيا صفة «الاحتكار» عن الموقع.

خصوصية مارك

وخلال جلسة الاستماع، حاول السيناتور ديك دوربين، تبسيط قضية الخصوصية التى تواجه زوكربيرج، بجعلها شخصية للغاية، وهذا من خلال طرح سؤال متعلق بتحركات مارك، وقال: «هل ستكون مرتاحًا لمشاركة اسم الفندق الذى أقمت به فى الليلة الماضية معنا على الملأ؟»، ورد زوكربيرج: «لا».

ثم سأل دوربين، عما إذا كان سيشارك أسماء الأشخاص الذين راسلهم خلال الأسبوع الماضى مع الجميع؟، وأجاب أيضا بـ«لا لن أقوم بهذا علانية هنا». وفى النهاية قال «دوربن»: «هذا يلخص كل شىء وهو حقك فى الخصوصية الذى يجب أن يتمتع به كل شخص على فيس بوك».

ووجه السيناتور «تيد كروز» سؤالا حول ما إذا كان الموقع متحيزًا ضد المحافظين؟ فقال زوكربيرج إنه على الرغم من وجوده فى «وادى السليكون» ذى الميول اليسارية، إلا أن الشركة لا تملك «أى تحيز» فى العمل الذى تقوم به، وأضاف: «نعتبر أنفسنا منصة لجميع الأفكار».

كمبريدج أناليتيكا

وفيما يتعلق بفضيحة «كمبريدج أناليتيكا»، قال: «من الواضح أننا أخطأنا بالاعتقاد بأن الشركة حذفت جميع البيانات التى تم الحصول عليها دون موافقة المستخدمين، بالإضافة إلى إخفاقها فى إبلاغ المستخدمين أو لجنة التجارة الفيدرالية عن الخرق»، مشيرا إلى أن الشركة لم تعلن على فيسبوك فى عام 2015، لذلك لم يتم حظرها.

وعن عدم الحديث عن أزمة تسريب المعلومات فور حدوثها، قال مارك: «عندما أخبرتنا الشركة أنهم لم يستخدموا البيانات وحذفوها، اعتبرناها قضية مغلقة، ولكننا أخطأنا بتصديقهم، وقمنا بتحديث سياستنا للتأكد من أننا لا نرتكب هذا الخطأ مرة أخرى».

التدخل الروسى

وردا على سؤال أحد مسؤولى الكونجرس عن التدخل الروسى فى الانتخابات، قال مارك إن الانتخابات القادمة ستكون أفضل، مضيفا «عالم التكنولوجيا يعتبر سباقا للتسلح، فبينما يتطور المتصيدون والجهات الخبيثة، فإن فيسبوك على الجانب الآخر يتطور».

وأضاف: «من أكثر ما ندمت عليه فى إدارة فيسبوك هو بطئنا فى تحديد عملية المعلومات الروسية عام 2016»، وتابع: «ما دام هناك أشخاص فى روسيا مهمتهم محاولة استغلال أنظمتنا وأنظمة الإنترنت الأخرى للتدخل فى الانتخابات حول العالم، فإن هذا سيكون صراعا مستمرا».

وكشف زوكربيرج عن أن روبرت مولر، المدعى الخاص الذى يحقق فى مزاعم التدخل الروسى فى انتخابات عام 2016، استجوب موظفى «فيسبوك»، مشيرا إلى أنه لم يكن من بين من قابلهم مولر.

وأضاف: «عملنا مع المحامى الخاص بشكل سرى لن أستطيع الكشف عنه فى جلسة مفتوحة، وتابع: «شركتنا تعمل على تطوير أدوات جديدة لتحديد الحسابات المزيفة، وقمنا بحذف عشرات الآلاف منها بالفعل».

تخزين وبيع معلومات المستخدمين

وتم توجيه الاتهام لمارك بتخزين المعلومات وبيعها، وقال فى هذا الصدد «نعم، نخزن البيانات بإذن من المستخدمين». وأضاف: «هناك اعتقاد خاطئ شائع بأننا نبيع البيانات للمعلنين، ما نسمح به هو أن يخبرنا المعلنون بمن يرغبون فى الوصول إليه، ومن ثم نقوم بترشيح عينات، وهذا جزء أساسى من كيفية عمل الفيسبوك، وغالبًا ما يُساء فهمه».

وأضاف:«بعض الإعلانات مزعجة بالفعل، لكنها تكون أكثر إزعاجا إذا كانت غير مرتبطة بالمستخدم، لذلك يتم توفير بعض البيانات للمعلنين»، وتابع: «لكى نكون واضحين، فيسبوك لا يقدم الآن أى ميزة تسمح بالدفع مقابل عدم رؤية الإعلانات، ونعتقد أن تقديم خدمة مدعومة بإعلانات تتماشى إلى حد كبير مع مهمتنا المتمثلة فى محاولة ربط جميع الأشخاص فى العالم لأننا نرغب فى تقديم خدمة مجانية يمكن للجميع تحمل نفقاتها».

جدير بالذكر أن زوكربيرج استعان بفريق من المتخصصين من أجل تدريبه على الإجابات وإعداد نموذج للأسئلة المتوقعة، حتى لا يتسبب فى مزيد من المشكلات لشركته.

وتعد الجلسة الأهم من نوعها بالنسبة لـ«فيسبوك»، إذ تأتى فى وقت صعب يمر به موقع التواصل الاجتماعى الأشهر فى العالم، بسبب أزمة الأخبار الكاذبة ومساعدة العملاء الروس فى التدخل فى الانتخابات الرئاسية، واتهامات بالتجسس على مكالمات ورسائل المستخدمين.

المصري اليوم