نجح أحد !!
*والعبارة المألوفة بالطبع هي (لم ينجح أحد)..
*ونستعيرها هنا من جوها المدرسي إلى جو سياسي… من زاوية مادة واحدة..
*ليست هي الحرية… ولا الديمقراطية… ولا حقوق الإنسان..
*وليست هي – كذلك – الجغرافيا… ولا التاريخ… ولا المنطق… ولا حتى الدين..
*والجو السياسي الذي نعنيه هو قمة العرب – بالظهران – أمس..
*والمواد الدراسية التي ذكرتها أعلم نتائج أصحاب السمو فيها سلفاً..
*وكذلك أعلم سلفاً ما سيتمخض عن هذه القمة… من كثرة دراستنا مادة التاريخ..
*تاريخ العرب المعاصر… وقممهم… ومواقفهم… وطرائق تفكيرهم..
*فنحن – عكس قادتنا – نقرأ التاريخ… ولا تشملنا سخرية إسرائيل المشهورة..
*ونص السخرية : إن التاريخ علمنا أنهم لا يقرأون التاريخ..
*وإذا قرأوه لا يفهمون… وإذا فهموا لا يعملون… وإذا عملوا لا يتقنون..
*ووفقاً لهذا (الاكتشاف) فإن إسرائيل لا تخشى العرب..
*نعلم – إذن – ما ستخلص إليه القمة بعد خطب بطول ليل (وكسة) العرب..
*فسيتم التأمين – كالعادة – على قضية العرب الأولى… فلسطين..
*منذ أكثر من نصف قرن و(تأمينها) يتم كلاماً… على أحسن ما يكون الكلام..
*على أحسن ما يكون طولاً ، لا لغة… وهذه (قضيتنا) هنا..
*فمادة اللغة العربية هي التي جذبت انتباهي… كحالي عند انعقاد كل قمة..
*وكاتب عربي قال إنه (يتسلى) كلما دُعي لمناسبة عربية..
*يتسلى بعدِّ النجف…والتحف… وما يُوضع على الرؤوس… وما يُربط حول الأعناق..
*ولو كانت المناسبة ليلاً – وفي فضاء مفتوح – لتسلى بعد النجوم..
*وحين يتعب من العد يغفو… ثم يحلم بأنه يعد كلمات مقال الغد..
*فليس في المناسبة ما يستحق أن يُكتب… وعليه أن يستجدي المفردات استجداءً..
*فيأتي مقاله من وحي المناسبة ؛ ماسخاً… وباهتاً..
*وأنيس منصور قال إن أكثر ما يزعجه في قمم العرب ليس عجزهم عن الفعل..
*فهذا أمر مفروغ منه… هكذا تقول (مادة) التاريخ..
*وإنما الذي يزعجه التبشيع الذي يُمارس في حق لغة الضاد المسكينة..
*وفي قمة البارحة بُشع باللغة إلى حد جعلها في منتهى البشاعة..
*وطفقت أتسلى – كما ذاك الكاتب العربي – بعد النطق السليم… لأن ذلك أسهل..
*وأسهل أيضاً من عد الثريات… والكرافتات… والعقالات..
*كل شيء كان يبدو ذا جمال ، وأناقة ، وفخامة ، ودسامة (عربية)… إلا (العربية)..
*وتوالى السقوط في مادة العربي ؛ واحد إثر آخر..
*حتى لغتهم سقطوا فيها… دعك من تحديات قضاياهم السياسية..
*وعلى رأسها – طبعاً – قضيتهم الأولى منذ نحو سبعين عاماً… فلسطين..
*ولولا واحد منهم لرددنا مقولة (لم ينجح أحد)..
*فقد نجح أحد… هو ملك الأردن !!!.
صلاح الدين عووضة
صحيفة الصيحة