تحقيقات وتقارير

زيارة تفقدية مفاجئة بكري حسن صالح.. (جوالات) السكر في جولة تساؤلات (الدايت) طرح (2) مليون جوال سكر لمقابلة شهر رمضان


النائب الأول يتابع مراحل السكر من تصنيعه وحتى وصوله ليد المواطن

مبارك الفاضل: وفرنا سكراً يكفي السوق ستة أشهر

كنانة: إنتاج يملأ المخازن و(300) ألف جوال في العراء

سجل النائب الأول لرئيس الجمهورية، رئيس الوزراء القومي، الفريق أول ركن بكري حسن صالح، زيارة مفاجئة لمخازن شركة سكر كنانة وشركة السكر السودانية في كل من بحري والصحافة.

وصحب رئيس الوزراء القومي، كل نوابه بمجلس الوزراء وهم مبارك الفاضل ود. أحمد بلال عثمان ود. سمية أبوكشوة بالإضافة لوزير التجارة الخارجية حاتم السر، ووزير المالية محمد عثمان الركابي، وزير الدولة بالصناعة عبده داؤود.

مخازن كنانة

حينما أشارت عقارب الساعة إلى العاشرة والنصف صباحاً كان النائب الأول، رئيس الوزراء القومي، الفريق أول ركن بكري حسن صالح يحط بقدميه داخل مخازن السكر التابعة لشركة كنانة بمنطقة بحري الصناعية وذلك من دون إخطار مسبق.

وظهرت الفجائية في غياب مظاهر الاستقبال الرسمي، وانتشار العمال وسط مخازن السكر بصورة روتينية، حيث بدت المخازن مكتظة بكميات مهولة من السكر لدرجة جعلت العضو المنتدب المكلف لشركة سكر كنانة يحيى محمد يوسف يقول إن مشكلة التخزين في انتظارهم بسبب وفرة السكر المخزّن وكثرة الإنتاج.

ماذا قال الجنرال

بعد قيام العضو المنتدب المكلف لشركة سكر كنانة بتقديم شرح وافٍ لإنتاج السكر وأسعاره انهال عليه رئيس الوزراء بكري حسن صالح بسيل من الأسئلة على شاكلة كيفية تسليم السكر للتاجر، وكيفية إيصاله لمقار التوزيع، وعن التكلفة الكلية لجوال السكر لحين وصوله إلى يد المواطن، وكيف يصل السكر إلى الولايات، ولماذا يختلف سعر جوال السكر بكنانة عن سعر شركة السكر السودانية.

تصديقات الولايات

كشف العضو المنتدب في كنانة يحيى محمد يوسف أن الولايات والقوات النظامية استلمت حصتها من السكر في الأسبوع الماضي عبر تصاديق رسمية، حيث بلغت الكمية المسحوبة حوالي مليون ونصف المليون جوال وتوقع أن يتم إنتاج مليون جوال سكر في الفترة القادمة، بينما ستبلغ كمية الإنتاج لهذا العام حسب توقعاتهم حوالي (6.4) مليون جوال سكر.

توضيحات سريعة

بعد تساؤلات رئيس الورزاء التي عُرضت قال العضو المنتدب قائلاً: إن سعر جوال سكر كنانة يتراوح بين (805-795) للجوال سعة (50) كليوجرام. مشيرا إلى أن البيع محصور على المؤسسات الحكومية والولايات والقوات النظامية عازياً ارتفاع أسعار السكر بالأسواق لتوقف البيع خلال الفترة الماضية، مضيفاً أن الكميات المطروحة للعرض بالسوق تبلغ (1.5) مليون جوال ودخول هذه الكمية سيؤدي لهبوط الأسعار بصورة كبيرة بعد إغراق السوق بالسكر.

وحول ارتفاع سعر جوال السكر بكنانة أرجع العضو المنتدب الأمر لجودة السكر الذي تنتجه كنانة، وقال المنتج المخزن حوالي (2) مليون جوال سعة (50) كيلوجرام و(1.5) مليون جوال من سعة (10) كيلوجرام موزعة على مخازن بحري والصحافة وربك والأبيض. مبيناً أن كل المخازن التي تمتلكها الشركة اكتظت تماماً لدرجة وجود (300) ألف جوال سعة (50) كيلو موجودة في العراء.

إحصائيات

بعدها تفقد الوفد الرئاسي مخازن شركة السكر السودانية، حيث طاف رئيس الوزراء بكري حسن صالح على كافة أرجاء المخازن. بعدها قال مدير شركة السكر السودانية أحمد المصباح آدم إنهم يملكون أكثر من (700) ألف جوال سكر، وفي مدني (220) ألف طن، وبالمناقل (3) آلاف طن سكر، و(8) آلاف طن في الدمازين، و(8) آلاف أخرى في كوستي، و(8) آلاف طن في الأبيض، و(9) آلاف طن في القضارف، و(7) آلاف طن في مصنع الجنيد، و(18) ألف طن، وفي سنار (17) ألف طن، وفي حلفا (22) ألف طن، وفي عسلاية (15) ألف طن. مؤكداً أن سعر الجوال لاتحادات العمال يبلغ (775) جنيهاً للجوال.

تطمينات

بعد انتهاء الجولة طمأن مدير شركات السكر بالسودان الشعب السوداني، بوجود كثافة عالية في إنتاج السكر، ومن المتوقع اغراق السوق بالسكر في المرحلة المقبلة، وقالوا إن كميات السكر كافية لتغطية الاحتياجات في شهر رمضان دون وجود زيادة في أسعار السكر.

مشاكل السوق

في المقابل عزا نائب رئيس الوزراء وزير الاستثمار مبارك الفاضل عملية ارتفاع أسعار السكر إلى بعض المشاكل التي تواجه السوق نتيجة لتحرير السلع وارتباط السوق بأسعار الدولار.

وقال الفاضل في تصريحات صحفية إن من المشكلات التي تواجه التجار الآن هي توفير الدولار والحل لوقف ارتفاع الأسعار هو إغراق السوق بالسكر مما يضطر المحتكرين لعملية الكسر والبيع بأسعار مختلفة. مضيفاً أن على الدولة عدم التفريط في المخزون الاستراتيجي وقامت بتسهيل استيراد السكر حتى يساهم في توفير السكر بالسوق على أن يذهب السكر المحلي إلى الولايات والتعاونيات والقوات النظامية، بينما يكون السكر المستورد في يد التاجر، والمنتج المحلي بيد الحكومة. قاطعاً بعدم حدوث أزمة سكر خلال شهر رمضان أو وجود زيادة في أسعار السكر. متابعاً (وفرنا سكراً يكفي السوق لمدة ستة أشهر وأن الأسعار ستكون مستقرة حسب عرض السكر).

كمية كافية

في الصدد، قال وزير الدولة بالصناعة عبده داؤود إن كمية السكر الموجودة بمخازن الشركات كافية لهذا الموسم، وأشار في تصريحات صحفية أن الكميات المنتجة في المصانع الوطنية ستكفي احتياجات رمضان وما بعد رمضان بأسعار معقولة للمواطنين، مضيفاً قمنا بتوزيع كميات بالولايات والمؤسسات الحكومية.

حول تفاوت الأسعار في الأسواق، قال داؤود إن مشكلة ارتفاع الأسعار ستحل في الأيام القادمة من خلال إغراق السوق بكميات إضافية من السكر وأن ارتفاع الأسعار بالأسواق يعود لشح في السكر والندرة التي كانت سائدة في الفترة السابقة قائلاً إنهم يطرحون (2) مليون جوال لتغطية احتياجات شهر رمضان.

مشاهد صغيرة

حافلة الوزراء

الحافلة التي أقلت الوفد الوزاري المشارك في الجولة التفقدية كانت أشبه بطاولة مجلس الوزراء حيث ضمت رئيس مجلس الوزراء الفريق أول بكري حسن صالح ونوابه مبارك الفاضل وأحمد بلال وأبو كشوة وحاتم السر بالإضافة لأحمد سعد عمر وجمال محمود وعبده داؤود ومحمد عثمان الركابي.

جادين في الركب

لحق رئيس قطاع الإعلام بالمؤتمر الوطني عوض جادين بالوفد الإعلامي بعد الانتهاء من جولة مخازن سكر كنانة في بحري. جادين انضم للعربة المخصصة للصحافيين وضمت أرقاماً في الصحف على رأسهم رئيس تحرير الزميلة (السوداني) ضياء الدين بلال ورئيس تحرير الزميلة (المجهر السياسي) صلاح حبيب.

ملاحظات دقيقة

ظل رئيس الوزراء والنائب الأول لرئيس الجمهورية الفريق أول بكري حسن صالح يتجول داخل مخازن السكر من مدخل المخازن وحتى نهايتها ويتساءل عن طريقة العرض والطلب.

بكري ظهر عليه الارتياح والهدوء بعد الجولة التفقدية التي قام بها، في المقابل ظل وزير الدولة برئاسة الجمهورية جمال محمود لصيقاً لبكري طوال الجولة على الرغم من كونه لا يزال يعاني من آثار حادث الحركة الذي تعرض له قبل أكثر من ثلاثة أشهر حيث ما تزال يده اليمني على الجبص (فسلامات).

الركابي والصحافيون

وزير المالية والاقتصاد الفريق محمد عثمان الركابي وجد نفسه وسط كماشة من الصحافيين فلا يكاد ينتهي من تصريح صحافي حتي يلحق به صحافي آخر طالباً تصريحاً جديداً. الركابي أجاب على كل الأسئلة المطروحة بصدر رحب.

العضو المكلف

العضو المنتدب لشركة سكر كنانة يحيى محمد يوسف قدم تقاريره بدقة متناهية أمام رئيس الوزراء وكان شفافاً في الإجابة على أسئلة الصحافيين رغم أن فترة تكليفه لم تبلغ الأسبوعين.

الخرطوم: عبد الرؤوف طه
صحيفة الصيحة.