تحقيقات وتقارير

هيئة المياه: (1700) ألف متر مكعب حجم المنتج يومياً وفجوة (700) ألف متر مكعب بالخرطوم

كشفت هيئة مياه ولاية الخرطوم عن مديونيات تفوق الـ(50) مليون جنيه لدى المؤسسات الحكومية والوزارات، وقالت إن المؤسسات الحكومية لا تدفع الفواتير. وأكد مدير الهيئة المهندس “نهيزي الرفاعي” خلال اللقاء التفاكري والتشاوري مع الإعلاميين حول الاستعدادات لفصل الصيف، أمس (الاثنين)، بالهيئة أن هنالك شركة اتصالات تدفع (700) جنيه فقط شهرياً ومولات وأبراج سكنية تسرق المياه وتتهرب من دفع الفاتورة، وأكد أن الهيئة شددت الرقابة وقننت التحصيل من هذه الجهات، فيما كشف عن مشكلة مياه شرب بمنطقة شرق النيل تحتاج إلى ما يقارب (85) مليون دولار لإنشاء محطة توفر المياه لـ(2) مليون نسمة يشربون بـ”تانكرين” فقط، فيما أقر بوجود إشكالات في الآبار بالمنطقة.

وقدم “نهيزي” تقريراً عن حجم المشروعات المنفذة حتى الآن والمشروعات تحت التنفيذ لخطة 2018، وأكد اكتمال المشروعات كافة بنهاية مايو القادم، وقال إن التكلفة الكلية لهذه المشروعات بلغت (750) مليوناً بتمويل من وزارة المالية وشؤون المستهلك بالولاية.

فيما كشف المستشار الفني “محجوب محمد طه” أن حجم الإنتاج اليومي للمياه بالولاية (1700) ألف متر مكعب يومياً، فيما أضاف إن هنالك فجوة بحوالي (700) ألف متر مكعب، وبالولاية (850) ألف مشترك بالمياه. ونفى اختلاط المياه بالصرف الصحي، وقال: (إذا كان هنالك تلوث لمات كل سكان الخرطوم)، وأضاف إن هنالك أجهزة دقيقة لقياس درجة التلوث، وطمأن بأن مستوى تنقية المياه ممتاز وأفضل من المياه المعدنية (الصحة)، وأن مواد التنقية ذات جودة عالية.

وقال مدير الهيئة المهندس “نهيزي”: (نتحدى بالمياه الطبيعية مياه الصحة)، فيما كشف عن أن خطة العام تتضمن إنشاء محطة مياه بالشجرة (15) متراً مكعباً، محطات التنقية، توسعة محطة المقرن برفع الإنتاجية بنسبة (50%) أي ما يعادل (45) متراً مكعباً يومياً لتغطية الاحتياج المتزايد وسط الخرطوم وأم درمان وأمبدة، توسعة مياه بيت المال ما ساهم في استقرار الإمداد المائي بوسط أم درمان، وهنالك محطات إعادة الضخ بالحلفايا لإعادة ضخ المياه الواردة من محطة مياه بحري وإمداد المناطق الشمالية الدروشاب، السامراب وحتى حدود شرق النيل بسعة (10.500) متر مكعب يومياً، على أن يبدأ التشغيل بالمحطة بداية مايو القادم، وقال إن هنالك محطة إعادة ضخ بود البشير، وأنشئت المحطة بغرض تجميع المياه لعدد (10) آبار وإعادة ضخها، وقال إن الإنتاجية بلغت (30) متراً مكعباً.. ثانياً محطات المياه المدمجة، محطة مياه الجريف بطاقة إنتاجية قدرها (15) متراً مكعباً يومياً، وقال إن المشروع أُنجز بنسبة (70%) وينتظر اكتماله نهاية الشهر الجاري، بالإضافة إلى محطة الصالحة بطاقة إنتاجية (15) متراً مكعباً يومياً لتغذية مناطق جنوب أم درمان، وقال إن هنالك خطوطاً ناقلة وخطوط توزيع منها خط مياه (المقرن- أم درمان) بحجم (500) ملم لتغذية مناطق أم درمان الكبرى: بانت، المهندسين، العباسية، الصافية، جنوب أمبدة وود البشير، والخط الناقل لمياه المقرن بقطر(630) ملم، وقال إن هذا الخط تعددت كسوراته، الخط الناقل (بحري – الحاج يوسف)، بالإضافة لخطوط التوزيع: محطة مياه الحلفايا، الجريف غرب (تحت التنفيذ)، الصالحة، محلية شرق النيل. وتشمل الوادي الأخضر، الشقلة، البنداري، الشقلة مربع (4)، خط النسيم المتكامل وهنالك: خطوط محلية الخرطوم، خط الصحافة مربع (18)، خط الطائف (شارع النخيل)، خط الرياض شارع (17)، خط السجانة وخط رويال كير، وخطوط محلية بحري: خط النقل الميكانيكي، خط الناقل الكدرو-الزرقاء وخطوط محلية أمبدة: خط حي البستان، خط بئر من دار السلام مربع (34)، خط الزبير، خط بئر دار السلام مربع (28)، ومحلية جبل أولياء: خط نوباتيا، خط الأزهري عبر شارع الهواء ،الأزهري مربع (20)، خط الأمل من الأندلس حتى الأمل.
وأكد أن الهيئة نفذت (50) بئر مياه جوفية ضمن خطة العام 2017 وتمت إضافة (16) بئراً هذا العام بتكلفة (13.268.178) جنيه بمناطق جبل أولياء، شرق النيل وكرري.

من جانبها، كشفت مستشار المدير العام للمشروعات بالهيئة “سارة العسيلة إسماعيل” عن أن منطقة شرق النيل تعاني من مشكلة مياه الشرب وأن الهيئة تغذي المنطقة بإمداد (2) مليون نسمة بـ”تانكرين” مياه فقط، وقالت إن هنالك (500) بئر داخل الشبكة وآبار محفورة بواسطة خيرين تعاني من بعض الإشكالات، وأوضحت أن الهيئة أجرت دراسة لـ(200) ألف متر مكعب بمنطقة (أم دوم) لإنشاء محطة بسعة (200) متر مكعب على مرحلتين ترفع لاحقاً لـ(400) متر مكعب يومياً لمناطق شرق النيل، وقدرت التكلفة الأولية بحوالي (85) مليون دولار، وأن الدولة خصصت أرضاً بمساحة (147) ألف متر مربع.
فيما شكت الهيئة من ضعف التمويل لإنشاء المحطة، وقالت إن وزارة المالية أعطت موافقة مبدئية للسداد. وشكى “نهيزي” من ضعف مرتبات العاملين، فيما عدّ الفاتورة المحصلة ضعيفة جداً مقارنة بتكلفة التشغيل ومواد التنقية، حسب قوله، وقال: (سعر البرميل للمواطن بواقع 30 قرشاً فقط)، وأضاف: (جميع السلع ارتفع سعرها عدا المياه). وبسؤاله عن أي اتجاه لرفع فاتورة المياه قال إن ذلك سيبعث السرور، لكن الحديث عن تكلفة الفاتورة يخضع للأجهزة التشريعية.

إلى ذلك، أقرت مديرة إدارة المعامل “سامية مكي أبو” بوجود كمية من مادة الفلورايد بمياه الآبار بمنطقة شرق النيل، وأن هنالك نسبة عالية من الأملاح بالآبار في منطقة جنوب أم درمان، فيما أقرت بوجود مادة كبريتيد الهيدروجين، والأمونيا تغير رائحة المياه بمنطقة النيل الأبيض، وأرجعت الشكاوى الصادرة من مواطني المنطقة إلى وجود التلوث بالمياه لكثرة هذه المواد بالآبار، وأضاف: (تتم المعالجة بإضافة الكلور).

ويلاحظ في السابق أنه مع مطلع كل فصل صيف تنتشر الأنباء غير السارة والقلقة بولاية الخرطوم عن قطوعات المياه وتستمر طوال أيام الصيف، يصحبها شح متصل يضيف هماً جديداً إلى جملة الهموم التي تكدر حياة المواطن، ولا تتوقف المعاناة عند القطوعات والشح فحسب، بل ربما تصل إلى تلوث المياه في بعض الأحيان.. وفي كل عام قد يتكرر سيناريو السخط والغضب وتقض مضاجع المواطنين بسبب مشكلات المياه التي تتفاقم وتستعصي على الحل، وتستشري المشكلة وتداعياتها، وربما هذا ما دفع الهيئة إلى بذل جهود في سبيل تخفيف حدة العطش وتقليل القطوعات بالاستعدادات التي جاءت باكراً.
وأوضح تقرير مدير هيئة مياه ولاية الخرطوم حجم المعالجات التي تمت بين العامين 2017-2018، وبيّن أنه قد تم حفر (46) بئراً للمياه الجوفية ضمن خطة العام 2017 من جملة (50) بئراً ضمن مشروعات حصاد المياه، واستُهدفت (25) بئراً ضمن خطة العام 2018.

المجهر السياسي.