الفاتح جبرا

سمكرة وبوهية


باولو كويلو بالإنجليزية Paulo Coelho روائي وقاص برازيلي ولد (24 اغسطس 1947)
وتعد روايتة (الخيميائي) من أشهر الروايات العالمية حيث تمت ترجمتها إلى 80 لغة ووصلت مبيعاتها إلى 150 مليون نسخة في جميع انحاء العالم.
هذا الباولو كويلو من أقواله أن الحقيقة لا تلبث طويلاً في جوف العارف بها لأنه لو حاول إبتلاعها وإخفائها فإنه سيغص بها لذلك من الأفضل لسلامته الشخصية أن يلفظها من جوفه .
يبدو أن السيد كويلو راجل رومانسي وعلى نياتو أو أنه يتحدث عن أمم متحضرة ذات أخلاق ترى أن قول الحقيقة من أدوات السلامة الشخصية للإنسان الذي لو حاول أن (يبلعها) فسوف يناله تعب (نفسي) مرير وما عرف السيد كويلو بإنو عندنا ناس لا يقومون بإخفاء الحقائق والتعتيم عليها فقط لكنهم يقومون بخلق حقائق جديدة من (مافي) ويعملو ليها سمكرة وبوهية، يقلبون فيها ويحورون لتبدوا أكثر إقناعاً من الحقيقة (الأصلية) !
وقد كثر هؤلاء في هذا العهد الزاهي النضير، وهم لا يقومون بكتم الشهادة وإخفاء الحقيقة فقط بل (بنجر) وقائع تصادم تلك الحقائق ، والأمثلة كثيرة (ومسيخة) كذلك الوزير الذي سأله مقدم البرنامج عن وجود أزمة في (الوقود) فأجاب بعدم وجود أزمة على الرغم من الصفوف الكارثية التي إنتظمت البلاد والرهق الذي أصاب العباد ، ولم يكتف سعادته بذلك بل تساءل متحدياً (مكانا وين؟) .. (مكاناوين؟) ذلك التساؤل الذي أصبح مادة دسمة لمستخدمي مواقع التواصل الإجتماعي!
أو كتلك الوزيرة التي تم (كشف) الإمتحان في عهدها وبيعه للطلاب الأجانب وبدلاً عن قول الحقيقة (المرة) قامت مجتهدة بتعديل الأمر إلى (تسريب) ثم إلى (غش) بإستخدام أجهزة تنصت فائقة الحساسية ، وبالمنسبة دي (لجنة الكيمياء تقريرا وين)!
أو كذلك الوزير الذي أنكر وجود سلاح (كلاش) مرخص في حوزة (سوريين) قاموا بإستخدامه في مشاجرة مع (سودانيين) مع أن البيان الصادر من وزارته (عكس ما يقول) !
وأخيراً ذلك البيان الذي قام بإصداره البنك المركزي مؤخراً يكذب فيه ما صرح به وزير الخارجية المقال من أن البعثات الدبلوماسية لم تصرف مستحقاتها منذ أشهر ، حيث ذكر بيان البنك بأنو (مافي كلام زي ده) وأن البعثات قد صرفت مستحقاتها عل دائر(الدولار) حتى 2018 وبالأمارة فإن البنك قد تلقى إشادة وخطاب شكرمن وزارة الخارجية ، وما لبث في اليوم التالي (للبيان) أن إعترف البنك (ذاااتو) بأن (الحقيقة) هي ما قاله وصرح به الوزير (المقال) !
هذه الأمثلة السابقة لإناس لا يودون قول الحقيقة فحسب بل يودون (عمل نسخة) معدلة لها ، ولكن هنالك نوع آخر من الناس (ده كوم براهو) فهو يؤجل النطق بكلمة الحق لأنه يعتبر أن الظروف (غير ملائمة) أو لأن من يعتبرهم (أعداء) سوف يستفيدون من الحق الذي ينطق به ويستثمرونه وهو بذلك يرى أن كتم الحق أكثر نفعاً (لأولياء نعمته) ويرى كذلك بأن الضرورة تقتضي أن يكون الصمت و(كتم) الحق فضيلة (حفاظاً على الوضع) ،وهؤلاء لا ينتابهم أي تأنيب ضمير وتجدهم مطمئنين تماماً لسلامة موقفهم على الرغم من كل الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التى يحفظونها والتي تدعو إلى قول الحق والجهر به .
وهنالك فئة أخرى يعتزم الواحد منهم أن ينطق بالحق غداً بعد أن تنتهي (الحفلة) ويلموا كراسيها وتهدأ الأمور وينقشع الغبار ويذهب (الزبد) وهؤلاء يناسبهم قول ذلك الضفدع في إحدي الحكايات القديمة الي صيغت على لسان (الحيوان) حينما طلب منه الإدلاء بشهادته حول أمر ما (وقعد يتخرت) موضحاً عدم قدرته على الكلام :
قالت الضفدع يوماً قولاً فسرته الحكماء *** في فمى ماء وهل ينطق من في فيه ماء؟
وهولاء لا يعجزون عن النطق فعلياً ولكن منعهم مانع من الكلام الآن ربما الخوف من زوال منصب او مخصصات وهم يظنون أن بأمكانهم النطق بالحق غداً وهم لا يدرون أن الألسنة المقطوعة لا تنبت من جديد وديل إنتو عارفنهم (وأنا ما بفسر وإنتو ما بتقصرو) !
كسرة:
ماذا يكسب الإنسان إذا ربح العالم وخسر نفسه ؟

• كسرة تصريح النائب العام: (لا حماية لفاسد ولا كبير على القانون)… في إنتظار ملف هيثرو (ليها تلاتة شهور)!
كسرة جديدة لنج: أخبار كتب فيتنام شنو (و) يا وزير المالية ووزيرة التربية والتعليم شنو (و)… (ليها سبعة شهور).
• كسرة ثابتة (قديمة): أخبار ملف خط هيثرو العند النائب العام شنو؟ 96 واو – (ليها ثمانية سنين)؟
• كسرة ثابتة (جديدة):
أخبار تنفيذ توجيهات السيد الرئيس بخصوص ملف خط هيثرو شنو؟ 55 واو (ليها أربعة سنوات وسبعة شهور).

ساخر سبيل – الفاتح جبرا
صحيفة الجريدة