صلاح الدين عووضة

وانتاجية !!


*كلمتنا هذه من وحي رؤية في اليقظة..

*أو هي رؤية رأيتها فيما يرى (الصاحي كالنعسان)..

*رأيت محاكمة خيالية – واقعية – في محكمة كأنها التاريخ..

*وهي بين النظام الحالي… والنظام السابق… الذي انقلب عليه النظام الحالي..

*ورأيت ما بدا لي مدعياً عاماً يتكلم… ولا معالم له..

*وسمعته يقول مخاطباً ممثل النظام الحالي : أنت على القسم… والكذب هنا ممنوع..

*ثم يسأله : ماذا فعلتم حيال الأزمة الاقتصادية الطاحنة؟..

*فيرد ممثل النظام : قررنا وضع حلول جذرية لها بزيادة الإنتاج والإنتاجية..

*فيسأله : كم بلغ عمر نظامكم حتى لحظة هذه المحاكمة؟..

*يرد : يعني… حوالي ثلاثين عاماً إلا قليلا..

*يسأل: وكم كان عمر هذا النظام السابق حين انقلبتم عليه؟… ويشير إلى ممثله..

*يرد : أحسب أن عمره كان في حدود الثلاثة أعوام..

*يسأل: يعني إذا أضفنا صفراً لسنوات حكمه نحصل على سنوات حكمكم أنتم؟..

*نعم … فالفرق بيننا – حتى الآن – سبعة وعشرون عاماً..

*يسأل: وهل كان من بين أسباب انقلابكم (عدم وضعهم حلولاً جذرية لأزمة الاقتصاد)؟..

*يرد : نعم… إلى جانب أسباب أخرى بالطبع..

*يسأل: وهل في رأيكم فشل (3) أعوام أشد مدعاة للمحاسبة من فشل (30) عاماً؟..

*يسكت…ثم يرد بعد انتهاره : حقيقةً نحن اجتهدنا و….

*يسأل مقاطعاً : وهم لم يجتهدوا؟… هل أعطيتموهم فرصة لتروا نتيجة اجتهادهم؟..

*يرد: ظاهرة الصفوف كانت أكبر دليل على عدم الاجتهاد..

*يسأل : وماذا تقولون عن ظاهرة الصفوف الآن في عهدكم؟…وبعد ثلاثين سنة؟..

*يرد: في الحقيقة هي صفوف سببها نفسي و……

*مقاطعاً بحدة : قلنا لكم أن الكذب هنا ممنوع… ثم هو مفضوح ومكشوف..

*ثم يواصل : هل كانوا يدعمون السلع وأنتم رفعتم أيديكم؟..

*يرد : لم نرفعها بالكامل… ما زلنا ندعم الـ…..

*مقاطعاً: هذا الكلام تقولونه للبسطاء من الناس وليس هنا… وللمرة الثالثة لا تكذبوا..

*و مواصلاً: هل من الأسباب الأخرى استشراء الفساد؟..

*يرد بعد برهة ابتلع فيها ريقه : نعم…. ثم يتلفت خجلا يميناً ويساراً..

*يسأل: حين عقدتم لهم محاكمات ثورية هل أثبتم هذا الفساد؟..

*يغمغم : حقيقةً نحن… ثم يصمت حين تُوضع أمامه أطنان من الملفات السوداء..

*يسأل: وهل من أسباب انقلابكم أيضاً المحسوبية… والصالح العام…وتمكين الموالين؟..

*يهمهم : ألتمس من المحكمة فرصةً لأداء الصلاة..

*وتتعالى ضحكات… ثم أسمع صيحات (الله أكبر… لا إله إلا الله)..

*وأنتبه… فإذا أمامي – على الشاشة – شخصٌ يصرخ وسط دوي التهليل والتكبير..

*ويقول (قررنا زيادة الانتاج والانتاجية !!!).

صلاح الدين عووضة
صحيفة الصيحة