تحالف أبوعيسى.. يريدها جاهزة
إذا أعلن المؤتمر الوطني أو أعلنت الحكومة قبولها بتنفيذ اشتراطات تحالف قوى المعارضة المعلنة للجلوس في الحوار فما هو الداعي للحوار بعدها؟..
يعني إذا أقرت الحكومة بأن هناك قوانين مقيدة للحريات وقررت إلغاءها قبل بدء الحوار ثم أقرت أيضا بأن هذا الحوار سيفضي لحكومة انتقالية بعد سقف زمني محدد ويفضي لمؤتمر دستوري فما معنى الحوار وماذا سيكون جهد التحالف فيه؟.
هل يريد تحالف المعارضة أن يظل متعطلا ومتبطلا؟.. تحالف أبو عيسى يريدها جاهزة تأتيه تجرجر أذيالها وهو جالس لاستقبالها في مشهد (بوليودي) حالم.. لا ثورة قادر على تحريكها ولا عمل وطني معارض يمكن أن نشهد لهم به ونقول إنهم فعلا يستحقون أن تقدم الحكومة كل شيء جاهزا لهم وما عليهم إلا أن يلفوا عماماتهم ويجلسوا في طاولة حوار محسومة نتائجها قبل أن يبدأ النقاش..؟!! هل يريد تحالف أبو عيسى أن يظل نائما ولا يكلف نفسه حتى عناء مرحلة الحوار لتأتيه هذه النتائج على طبق من ذهب..؟!
إن المؤتمر الشعبي أثبت على الأقل أنه يفهم سياسة ويفهم معنى عمل سياسي معارض ومعنى حوار أكثر من تحالف أبو عيسى بمليون مرة..
(يا خي اتعبوا شوية) وادخلوا في حوار وقدموا مرئياتكم واضغطوا وجادلوا وافعلوا شيئا نشهد لكم به نحن المواطنين نحن الشعب السوداني المنتظر لهذه (الحجوة) المملة.
هل تريدون من الحكومة وبكامل وعيها أن تحقق لكم تلك المطالب وتقدم كل التنازلات شهية طاعمة ومطعمة وبخدمات فندقية قبل بدء الحوار؟.. وماذا بقي للحوار أصلا إذا وافقت الحكومة على الانتقال بعد نهاية الحوار إلى مؤتمر دستوري وفترة انتقالية؟..
رحمة الله عليك يا نقد فلافتتك التي رفعتها في أبوجنزير (حضرنا ولم نجدكم) لا تزال صالحة للاستعمال حتى بعد غيابك الأبدي.. فهؤلاء لا يريدون أن يتعبوا ويزعجوا هدأة نومهم الطويلة.. بعد ربع قرن..!!!
أقترح على الحكومة أن تعقد حوارها بمن حضر.. فهؤلاء لن يقدموا شيئا للشعب السوداني.. لا انتفاضة نجحتم فيها ولا مسيرة حضرتم إليها لتؤازروا المناضل محمد إبراهيم نقد رحمه الله ولا حتى طاولة حوار تريدون أن تجلسوا فيها وتقدموا مطالبكم وتختلفوا مع النظام على نقاط موضوعية وتتركونا شهودا على مجهوداتكم لنقول فعلا إنهم لبوا الدعوة وجلسوا مع المؤتمر الوطني أو مع الحكومة وثبت من حيثيات الحوار أن الحكومة (بتتكلم ساكت) وليس لها إستعداد لتقديم أي مستوى من مستويات التنازل..!
اتركونا نحكم فليس أبو عيسى مثل أحمد الجربا رئيس الائتلاف السوري ولا مثل قيادات الإخوان المسلمين في مصر والذين اقتادهم نظام السيسي من ميادين الاعتصام بعد أن قتل أبناءهم..
أنتم تحالف (ونسة ساي) وأقوى أحزاب حقيقية فيه هي المؤتمر الشعبي وحزب الأمة حتى الشيوعي (كورتو فكت) وصارت أبسط أبجديات العمل السياسي المعارض غائبة عنه..
الموقف الصحيح هو أن تلبي كل قوى المعارضة وكل الحركات المسلحة هذه الدعوة وتأتي وتسجل موقفها بالحضور وفي محاضر الحوار وترى بأم عينيها هل هناك جدية أم لا وإذا لم تجد شيئا جديدا فالخيارات بأيديكم يا أخي وساحة المعارضة وميدانها مفتوح..
هذه التعقيدات غير مفيدة ولا تخدم مصلحة السودان، فالوفاق السياسي هو مفتاح الحل والمعالجات وهو الطريق الممكن والمأمون والمحترم لكل الأطراف المعارضة التي تمتلك ثقة سياسية في نفسها ولا تهتز وترتبك تحت نيران (الراكوبة) الإلكترونية.
[/JUSTIFY] جنة الشوك – صحيفة اليوم التالي