زاهر بخيت الفكي

هل من جادين حقيقي..!!


وجدّ الفيديو (المضروب) حظه من الانتشار والتداول الكبير بين الناس والفبركة الباينة لم تمنعهم من تداوله والإعجاب بما فيه والوزير جادين (البطل) يتحدّث فيه بشفافية عن نظام هو أحد أفراده ويُدافع عن سياساته بقوة وقد استلف المُتحدث لسان وزير الدفاع في حديثه عن مُشاركة قواتنا في اليمن وفي حديثه عن قوات الدعم السريع ومهامها الجسام وتحدث بلسان رئيس الجمهورية ووزراء الشأن الاقتصادي جميعهم في ما يخُص الأزمة الاقتصادية وكانت الفقرة الأخيرة الرهيبة والتي اتهم فيها الوزير نفسه ومن يُشاركونه في الحُكم بالفساد وأنهى تمثيليته بتقديمه لاستقالته المُسببة بالفساد على الملأ مع طلبه بإيداعهم في سجن كوبر..

تداول الناس الفيديو بسرعة كبيرة وقد وجدوا فيه ما افتقدوه في واقعهم الماثل وظنّوا أنّ هُناك من بدأ يتفاعل معهم ويسعى لمشاركتهم مُعاناتهم وهُناك من الساسة من تجردوا من أنانيتهم وهُم يُضحون بوظائفهم الكبيرة ويتنازلون تضامناً معهم عن مُخصصاتهم التي لا تُحصى وعن مقاعدهم التي لا تناسبهم أصلاً، صدّق الناس الفيديو (التمثيلية) وفرِحوا به كثيراً واعتبروه بداية لتفكُك يحدُث داخل نظام أوصل بسياساته المضطربة المُتأرجحة البلاد إلى حال أبداً لا تسُر..

هل من جادين حقيقي يا تُرى بين هؤلاء القوم..؟
كان تعاطُف المواطن مع غندور كبيراً وهو يشكو حال وزارته والفاقة التي تعيشها الخارجية من أمدٍ بعيد بصراحة أدهشت الجميع دفع ثمنها غالياً في زمانِ (الغتغتة) ومحاولة لململة الفضائح والفساد رغماً عن روائحه التي فاحت وأزكمت الأنوف ، صراحة خلع فيها ثوب الدبلوماسية وتدثّر فيها بثوبِ العنقالة في سوق الله أكبر وهُم يُطالبون بعضهم البعض في حقوقهم المادية المُضاعة ، قفزّ غندور من مُركب الإنقاذ واتخذّ من تعاطُف الناس وتضامنهم معه قارباَ نجا به من الغرق في مُركب تتقاذفها الرياح العاتية والأمواج المُتلاطمة..

أما يكفي يا هؤلاء..؟
الشوارع والأسواق تُحدِث بصدق لا يُنكر بأنّ المُعاناة ما عادت تُحتمل وأنّ الوضع لا يجب أن يستمر هكذا وأنّى له الاستمرار في ظل هذه الأوضاع المأساوية والكُل يلهث في سبيل توفير الحد الأدنى من معاشٍ بات عصياً عليهم ، أنّى له الاستمرار والساسة في وادٍ لا علاقة له بأودية المواطن الموبوء بهم وبأفعالهم ، جفّ معين ساستنا (الخالي) أصلاً وما من أفكارٍ جادة لديهم تُنتج للخُروج بها من هذا النفق المُظلم وسياسة رزق اليوم باليوم المُتبعة لديهم ما عادت هي الأخرى ذات جدوى ومع كُل رأس ساعة أزمة جديدة ..

لقطة أخيرة..
أخبار مُتداولة في الوسائط تُحدِث عن شُروع الأمارات العربية المُتحدة ممثلة في هلالها الأحمر في إرسال إغاثة عاجلة للسودان..
نسأل الله السلامة..

بلا أقنعة – زاهر بخيت الفكي
صحيفة الجريدة