تحقيقات وتقارير

وفده توجه نهار (السبت) .. (الشعبي) .. العودة إلى ماليزيا عبر (مهاتير)


توجه إلى دولة ماليزيا، منتصف يوم أمس (السبت) وفد من المؤتمر الشعبي يضم الأمين العام للحزب د. علي الحاج محمد، والقيادي بالحزب وزير الصناعة موسى كرامة، إضافة لعضو المكتب القيادي ومدير مكتب د.حسن الترابي السابق، عوض بابكر.

وقالت الأخبار الرسمية إن الزيارة بغرض تهنئة مهاتير محمد بفوزه برئاسة الوزراء الماليزية بعد أن اكتسح تحالف الأمل الذي يقوده- مهاتير- الانتخابات هناك.

علاقات أزلية

مغادرة وفد الشعبي إلى ماليزيا لتهنئة مهاتير محمد برئاسة الوزراء وضعت عدة تساؤلات أهمها الجدوى من مثل هذه الزيارات، وسر العلاقة التي تربط بين مهاتير وإسلاميي السودان.

عن ذلك يقول عضو الوفد المتجه إلى ماليزيا، عوض بابكر، إن العلاقة بين مهاتير وحزبه وإسلاميي السودان تعتبر علاقة أزلية ظلت قائمة على مدى عقود طويلة ولم تشوبها أي شائبة. وحينما وقعت المفاصلة ما بين مهاتير وأنور إبراهيم سعى المؤتمر الشعبي للتوسط بينهم لرتق الفتق، وأضاف بابكر، قبيل وقت قصير من مغادرتهم لـ (الصيحة)،” حملت بنفسي عدة رسائل من الراحل حسن الترابي إلى كل من أنور إبراهيم ومهاتير محمد يحثهما فيها على تجاوز الخلافات”. مضيفًا أن الترابي كان مهموماً بخلافات إسلاميي ماليزيا حتى ساعة رحيله من خلال الرسائل المتكررة التي كان يرسلها إليهم.

مضيفاً بأن زيارتهم الحالية تأتي دعمًا للعلاقات السابقة التي كانت قائمة بينهم ومجموعة مهاتير محمد ما يدفعهم لتهنئته بالفوز في الانتخابات دون إغفال إلى أن مهاتير أرسل وفداً ضخمًا لتقديم مراسم العزاء في الراحل الترابي.

تقارب كبير

في أعقاب وصول مهاتير لرئاسة الوزراء الماليزية أعلن بصورة فورية إطلاق سراح أنور إبراهيم الذي كان ساعد مهاتير الأيمن ثم تحول إلى خصم في وقت لاحق ووعد مهاتير بالتخلي عن رئاسة الوزراء لأنور إبراهيم بعد خروجه. وهنا يقول عوض بابكر إن نوايا مهاتير التي أبداها في الآونة الأخيرة تجاه أنور إبراهيم تعتبر واحدة من ثمار الوساطة التي ظل يقوم بها الشعبي في السنوات الماضية .

مقابلة أنور

زيارة وفد الشعبي إلى ماليزيا التي تستغرق خمسة أيام لا تقتصر على مقابلة مهاتير محمد فقط بل سيزور الوفد أنور إبراهيم بمنزله والجلوس معه. وقال عوض بابكر إن زيارة أنور إبراهيم واحدة من أجندة الوفد المتجه إلى ماليزيا خاصة وأن التلاقي بين أنور ومهاتير بات قاب قوسين أو أدنى .

علاقات اقتصادية

اللافت في الأمر أن الوفد المتجه إلى ماليزيا يضم وزير الصناعة موسى كرامة مما يعني أن القضايا الاقتصادية والتبادل التجاري بين البلدين سيكون حاضرًا في أجندة المقابلة. وهنا يقول عوض بابكر إن ماليزيا لعبت دوراً كبيراً في دعم الاقتصاد السوداني خاصه في قطاع النفط وفي الزيارة الحالية سنطلب منهم دعم الاقتصاد السوداني وتوسيع العلاقات الاقتصادية بين البلدين .

دعم أكبر

في السياق يرى مراقبون أن ماليزيا ساهمت في استخراج البترول السوداني ومازالت تعمل في مجال التنقيب النفطي، لذا من الأفضل توطيد العلاقات الاقتصادية معها للاستفادة منها مستقبلًا. وطالب البعض بزيارة مماثلة لحزب المؤتمر الوطني لمقابلة الحكومة الماليزية الجديد بقيادة مهاتير وتوسيع نطاق العلاقات أملاً في خلق تطور اقتصادي بين البلدين. وعاب مراقبون على المؤتمر الوطني عدم إرسال وفد إلى ماليزيا لتهنئة مهاتير، بالحكم غير أن مصدرًا عليمًا بالوطني، طالب بحجب اسمه، قال إن الوطني أرسل برقية تهنئة مبكرة لمهاتير عطفًا على مضي العلاقة متينة الآصرة بين مهاتير والقيادي بالوطني أمين حسن عمر. ومن المتوقع أن يرسل الوطني خلال الفترة المقبلة وفداً للجلوس مع مهاتير محمد ومباركة الحكم له.

فلاش باك

يذكر أن الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي د. علي الحاج ظل حريصاً على التواصل مع الحركات الإسلامية الحاكمة أو المعارضة في الوطن العربي والإسلامي ومنذ تسلمه لقيادة الشعبي قبل عام ونيف تقريباً زار عدة بلدان لمقابلة القيادات الإسلامية حيث زار تونس والتقى زعيم حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي، وتفاكر معه حول مستقبل النهضة التي حققت فوزاً باهر في الانتخابات البلدية التونسية.

وكذلك زار الحاج تركيا والتقي عددًا من قيادات حزب العدالة التركية على رأسهم علي يسن أقطاي وتفاكر معهم عن دور النهضة في حكم تركيا والصعوبات التي تواجههم.

وفي السياق تأتي زيارة ماليزيا الحالية من أجل تهنئة مهاتير محمد برئاسة الوزراء.

وكان الشيخ الراحل حسن الترابي حريصًا على مد جسور التواصل مع الحركات الإسلامية في كافة أنحاء العالم بل سجل الترابي زيارة شهيرة إلى مصر عقب الإطاحة بالرئيس حسني مبارك والتقي يومذاك عددًا من قيادات الإخوان المسلمين بمصر .

صحيفة الصيحة.