رأي ومقالات

في السودان والمريخ، أي شيء وارد..!

مريخ سوداكال
تدير بعض المرافق السياسية والاقتصادية وكذلك الرياضية أمورها بنظرية “رزق اليوم باليوم”.. تتباطأ وتتكاسل إلى أن تصل إلى (يوم الوقفة)، ثم تقرر بعد ذلك فعل أي شيء خلال 24 ساعة..!

يبدو أن هذا ما يحدث لأحد أبرز الأندية السودانية، الذي يعاني مجلسه من حالة تخبط تثير الشفقة.
ما يتبادر في ذهننا أن رئيس النادي آدم سوداكال يدير فريقه وهو في السجن خلف الزنازين، لكن للدقة، من الأفضل كتابة أنه “مُرشح” المريخ للرئاسة حتى لا “يهيج” علينا بعض متعصبي المريخ الرافضين لسوداكال..
المهم أن هذا الرجل، الذي كان يعد أواخر العام الماضي بضم محترفين من العيار الثقيل لدعم مسيرة فريقه، ما كان يدري أن الأنباء ستأتيه على شاكلة “السيستم قفل”..!

نعم.. ففي فجر الجمعة، أغلق نظام الانتقالات الدولي أبوابه، بينما كان النادي مازال يواصل جهوده في ضم محترفين ليحاول بعد ذلك مخاطبة الاتحاد السوداني كي يتحدث مع “الفيفا” ليفتح نظامه ساعات أخرى..!
تخيلوا أن الاتحاد السوداني لكرة القدم، قدم طلباً عاجلاً للفيفا من أجل السماح له بمد فترة تسجيل الأجانب لأيام أُخرى، وربما يحاول الاتحاد نفي الأمر لأنه حقاً يعتبر طلباً مضحكاً..

التواريخ محددة ومعلومة للكافة، إلا أن بعض الأندية التي تعاني مجالس إداراتها من صراعات، تفيق في الزمن “بدل الضائع” للحاق بأهم الأشياء “تسجيل” لاعبين موهوبين أو محترفين لإعطاء دفعة “قوية” لأنديتها..

العالم تجاوز مثل هذه الأسباب، “السيستم قفل” والسيستم “يمدوه ويأخروه”.. تجاوز العالم أن يذهب بعض أعضاء “اتحاد غير شرعي” لمقابلة الفيفا لإقناعهم أنهم الاتحاد الشرعي، كما حدث ذلك خلال العام الماضي..
إن ضم المريخ محترفين أو لم يضم، فالأمر لا يعنينا كثيراً، لكن الأسباب والأعذار التي تُقال في أسباب الفشل، هي أعمق وأكبر من الفشل نفسه..

كيف لنادٍ يترشح لرئاسته “مرشح” سجين يقبع خلف الزنازين؟ كيف لمرشح، تخرج تصريحاته كل بضعة أشهر من وراء القضبان، يطمئن فيها مجلس إدارته ومشجعي فريقه أنه في أتم الاستعداد للموسم الكروي الجديد ولتسجيل اللاعبين و…إلخ؟!
دُهشت حينما قرأت خبراً منذ فترة أن مجلس المريخ المحلول ترك انتدابات اللاعبين الأجانب لآدم سوداكال وأنهم في انتظار ضمه لثلاثة محترفين أجانب على مستوى عالٍ من اللياقة..

هل يستقيم الأمر؟ بل هل يصدق؟!
في السودان والمريخ، أي شيء وارد..!

بقلم
لينا يعقوب