تحقيقات وتقارير

وصل إلى العاصمة الخرطوم .. أمبيكي .. إلقاء حجر في البركة الساكنة

من جديد، يحل رئيس الآلية رفيعة المستوى، ثابو أمبيكي، في العاصمة الخرطوم، وقريباً من (الأسكلا)، فهل يكون حلّه هذه المرة بشرى بحلول نهائية للأزمة السودانية.

ولاحت إشارات في الآونة الأخيرة من قبل قوى معارضة رئيسة، برغبتها في خوض غمار الانتخابات لو توافرت أشراطها، بينما أعلنت قوىً مسلحة زهدها في حمل السلاح ونزوعها للسلام حال أبدت الحكومة جديتها وتوقفت عن تكتيكاتها السابقات.

ويصل أمبيكي هذه المرة إلى السودان، في ظل تغيرات اقتصادية، أسوة بما يجري من تحولات سياسية في أجزاء أخرى من العالم، فالأوضاع الاقتصادية تدهورت منذ آخر زيارة له ما يجعل من التسوية السلمية أحد الخيارات المهمة لتحسين معاش الناس، من خلال تمزيق فاتورة الحرب.

إرهاصات

عديد من المؤشرات تلوح في الأفق، وتذهب إلى توقعات بحدوث انفراجة، رغم الضيق البين على الناس. فنائب رئيس الحركة الشعبية – شمال، فصيل مالك عقار، ونعني ياسر عرمان قد أقر بوجود مقتضيات ومتغيرات داخلية وخارجية تستدعي التفكير في وضع السلاح جانباً.

وكانت الحكومة بعثت رسائل متكررة للمعارضين تحثهم على التفاوض والانصياع لصوت السلام وذلك في أعقاب إطلاق مبادرة الرئيس البشير للحوار الوطني التي على أثرها جرى تشكيل حكومة الوفاق.

تنشيط

لربط ذلك كله بزيارة أمبيكي، يقول المحلل السياسي د. بهاء الدين مكاوي، إن وصول المبعوث الإفريقي الرفيع يحمل عديدًا من الدلائل والمؤشرات في وجود رغبة للسلام.

مضيفاً في حديثه مع (الصيحة) بأنه لا جدوى من وصول أمبيكي إن كان دون مقترحات جديدة تدفع بالعملية التفاوضية قدمًا للأمام سواء على مسار الحركة الشعبية (شمال) أو في مسار دارفور.

وشدد مكاوي على ضرورة توافر عامل الثقة التي يقول إنها باتت مفقودة عند المعارضة بمختلف مسمياتها إزاء تصرفات الحكومة؛ وهو ما ذكره الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي، د. علي الحاج، عقب لقائه العديد من قيادات المعارضة المسلحة والمدنية في الخارج.

منوهاً إلى أن أمبيكي في زيارته للخرطوم ساعٍ لتنشيط وتفعيل مهامه رغم الصعوبات التي تعترض مسار التوصل لاتفاق بين الأطراف السودانية على أهم القضايا والتي منها وقف إطلاق النار والترتيبات الأمنية والقضايا السياسية والإنسانية في جنوب كردفان والنيل الازرق.

ويذهب مكاوي لتعرض أمبيكي لضغوطات كبيرة من المجتمع الدولي في أعقاب انهيار أكثر من عشر جولات تفاوضية بين الفرقاء السودانيين.

فرص تسوية

يقول الكاتب الصحفي والمراقب لشؤون المنطقتين (جنوب كردفان والنيل الأزرق)، يوسف عبد المنان، إن الحكومة خلال الفترة الماضية بذلت جهودًا حثيثة لإحقاق السلام، وعلى استعداد للمضي في ذلك الطريق متي ما توفرت الفرص.

مردفاً في حديثه إلى (الصيحة) أن رئيس الآلية رفيعة المستوي ثابو أمبيكي جاء إلى الخرطوم للاجتماع مع الأطراف الحكومية وذلك مؤشر ربما يكون فيه بواعث جديده بأن المعارضة المسلحة بدأت في تغيير طريقة تفكيرها ولديها رغبة في تجاوز العقبات السابقة التي كانت محط خلاف يحول دون التوصل إلى سلام.

لافتاً إلى أن مجمل القضايا محط الخلاف بين أطراف التفاوض سابقًا من السهل تجاوزها بتوفير آليات ووسائل تكون كفيلة بحلها متى ماجاءت لحظة التنفيذ مستدلاً بتوصيل المساعدات الإنسانية في مناطق ولاية جنوب كردفان.

قاطعاً بأن المتغيرات الإقليمية والدولية لعبت دورًا محوريًا في تشجيع أمبيكي للتحرك وتحريك البركة الساكنة لا سيما بعد تقلص القدرات الجنوبية المتمثلة في حكومة الرئيس سلفاكير ميارديت لتوفير عطاء ودعم للحركة الشعبية – شمال ضف إلى ذلك الانقسام الذي ضرب الحركة إلى جزئين أحدهما بقيادة مالك عقار والثاني بقيادة عبد العزيز الحلو ما يعزز من فرص التسوية السلمية.

الخرطوم : الهضيبي يس
صحيفة الصيحة