بعد زيادة نسبة 60% ارتفاع تذاكر الولايات … (إلا سفرا قاسي دربو)
كما جرت العادة سنويا ومع إقتراب العيد، ترتفع أسعار تذاكر السفر للولايات، والتبرير الثابت لهذا الإرتفاع “ان البصات السفرية تعود فارغة في رحلة الأياب” غير أن ما حدث هذا العام سيكون فوق التوقعات، حيث اعلن منشور صادر عن إتحاد غرف النقل البري أمس الاول عن زيادة قيمة تذاكر السفر للولايات بنسبة 60% مع توقعات بأن تصل الزيادات في اليومين السابقين لنحو “100%” ان وجدت وتيسرت البصات المؤهلة الناقلة.
موافقة رسمية
أعلن الاتحاد رسمياً عن موافقته على زيادة التعرفة الخاصة بالبصات والحافلات السفرية، بناء على توصيات اللجنة الدائمة لدراسة ومراجعة التعرفة، مشيراً إلى أن تنفيذها سيبدأ اعتباراً من يوم غد “الأحد”ووفقا للخطاب الصادر عن الاتحاد، فإن تطبيق زيادة التعرفة سيكون على مرحلتين، تبدأ الأولى امس “الأحد” العاشر من يونيو، بنسبة 30%، على أن تعقبها زيادة أخرى في 16 أغسطس 2018م، ولفت الخطاب إلى أن اللجنة الدائمة لدراسة ومراجعة التعرفة أوصت بأن تكون الزيادة بنسبة 76%، منوهاً إلى أن اتحاد غرف النقل السودان طالب ان تكون الزيادة بنسبة 60%.
تشير التقديرات غير الرسمية إلي أن عدد المغادرين من الخرطوم صوب الولايات خلال فترة الاعياد يتجاوز “3” ملايين مسافر في كل عيد، حيث يحرص الكثيرين على قضاء عطلة العيد مع اهلهم بالولايات، وعدد كبير منهم يبدؤون السفر قبل العيد بثلاثة او اربعة ايام وخاصة للولايات البعيدة مثل دارفور وكردفان وكسلا والنيل الازرق.
وخلال العامين الاخيرين زادت أسعار تذاكر السفر للولايات 3 مرات، وتتحجج شركات النقل بأن لا سبيل سوي رفع سعر التذكرة نظرا لمعاناتها من تعدد الجبايات الحكومية على طرق المرور السريع بجانب ارتفاع تكاليف التشغيل والوقود.
زيادة متكررة
في مثل هذه الأيام من العام الماضي، وتحديدا في الاسبوع الاخير من رمضان وقبيل حلول عيد الفطر 2017م، زادت أسعار تذاكر السفر للولايات بنسبة 25%، استجابة للطلب الذي تقدمت به الغرفة القومية للبصات السفرية لاتحاد غرف النقل السوداني وبالرغم من شكوي المواطنين من إرتفاع التذاكر إلا أن هذا العام ستكون الأسعار أكثر مما كانت عليه في العام السابق.بحسبة بسيطة وبأخذ عينة لمواطن تقطن اسرته بالفاشر مثلا، تكلفة السفر بالبص تتجاوز 1500 جنيه، وبتضريب التكلفة علي متوسط اربعة افراد ذهابا وايابا ما يعني انه سيحتاج الي 12 الف جنيه للتذاكر فقط غير مصروفات السفر الاخري، وحتي للولايات القريبة التي من المتوقع ان تصل تذكرتها الي 500 –650 جنيه مثل كسلا والشمالية والنيل الارزق وبورتسودان فإن تكلفة السفر لأسرة من اربعة افراد ذهابا وايابا تكلفها الكثير.
تصاعد مخيف
من المتوقع ان تتصاعد اسعار التذاكر بنسب تفوق 100% مثلما يحدث كل عام عن الاعياد حيث يسيطر السمسارة علي سوق التذاكر، ففي عيد الفطر الفطر الماضي كانت الزيادة الرسمية علي اسعار تذاكر السفر لا تتجاوز 25% لكنها وصلت فعليا الي 100% لاغلب الولايات وخاصة كردفان والشرق ودارفور والشمالية، فعلي سبيل المثال في العام الماضي ارتفع سعر تذكرة البص للفاشر الي الف جنيه بعدما اكنت لا تتجاوز (450) جنيها، وسعر التذكرة إلى مدني ارتفع من (42 جنيه) إلى (75 جنيه) وفي بعض الاحيان وصلت (100 جنيه) في السوق الأسود تذكرة سنار من (66 جنيه) وصلت 110 جنيه، وتذكرة السفر إلى القضارف من 95 جنيه وصلت 200 جنيه.
احجام مسافرين
يقول “مالك عبد اللطيف” وهو يعمل بأحد مكاتب حجز التذاكر بالميناء البري أن الأعداد الكبير من المواطنين الراغبين في السفر قبل نهاية هذا الاسبوع جعل من مهمة حجز تذكرة شيئا غير يسير، وأقر بأن إرتفاع اسعار التذاكر قلل من حجم الاقبال علي الحجز لكنه توقع ان يزداد الاقبال علي الحجز اعتبارا من اليوم وحتي بعد غدا الاربعاء، وحذر المواطنين الراغبين في السفر من اتباع بعض الكمسنجية وأصحاب الحافلات الذين يستغلون ظرف المواطنين الذين يبحثون عن أي طريقة توصلهم لأهلم، ويؤجرون لهم مركبات غير صالحة للسفر لمسافات طويلة وقال ان بعض المركبات تتعطل مجرد خروجها من الخرطوم وبعضها يتسبب في حوادث مرورية مميتة. لافتا إلى ان مثل هذه الأفعال يجب أن ينتبه لها الموطنون، ويتجنبوا تأجير مركبات من خارج المكان المخصص للسفر، وكذلك لابد أن تضاعف شرطة المرور مجهوداتها للحد من هذه الأفعال بمعاقبة هؤلاء الذين يتلاعبون بسلامة المواطنين في مثل هذه الأيام المباركة، ومنع أي مركبة تحمل مواطنين من خارج المواقف الرسمية التي توجد عليها رقابة ومعروف عدد الباصات والحافلات التي تخرج منه.
زهد جوي
وان شئنا الحديث عن حجز تذاكر الطيران فهي ايضا لم تسلم من زيادات فلكية في اسعار تذاكرها حتي بات السواد الاعظم من المواطنين زاهدا في الاقتراب منها دع عنك التفكير في التنقل عبر الطيران، فمع إرتفاع أسعار التذاكر وصعوبة الوضع الإقتصادي باتت فكرة السفر نفسها محل شك لكثيرين، بل وتنازل عنها بعضهم بالفعل مفضلين البقاء بالخرطوم وتوفير ما ينفقونه من أموال في السفر لإحتياجات معيشية ذأت اولوية عقب العيد.ويؤكد أصحاب شركات الطيران أن إن الوضع الاقتصادي الراهن لعب دور كبيا في زيادة أسعار تذاكر السفر، بجانب إرتفاع أسعار وعدم إستقرار سعر الصرف.
صحيفة الصيحة.