وفد للقاء الإمام المهدي في العاصمة المصرية .. (الوطني – الأمة) .. أيحل العيد أم يستمر موسم الصوم؟
يتوجه وفد من قيادات حزب المؤتمر الوطني الحاكم، إلى العاصمة المصرية القاهرة، اليوم (الثلاثاء)، للقاء الإمام الصادق المهدي، علّ اللقاء الذي ينبرم في بلاد (الطور)، أن ينتهي بإشعال قبس يضئ الطريق حتى 2020 أو بهدى من المهدي يعين القافلة السياسية على الوصول إلى الوطن بسلام.
وطبقاً للزميلة (آخر لحظة) في عددها الصادر يوم أمس (الإثنين) فإن زيارة وفد الوطني المقرر أن تستمر لساعات، خصصت بالكامل للقاء رئيس حزب الأمة القومي، إمام الأنصار الصادق المهدي، وذلك للتباحث حول أمري الانتخابات والدستور.
ويضم الوفد الخرطومي، أربع شخصيات هم الفريق الهادي عبد الله، واللواء صافي النور، والشريف أحمد بدر، بجانب عبد السخي عباس.
استعادة الثقة
حدث تناوش كبير بين الوطني والأمة مؤخراً، فرئيس القطاع السياسي بالوطني، د. عبد الرحمن الخضر، يشير إلى وجود تواصل وحوارات مع قيادات الأمة، وهو ما يعده حزب الأنصار أمرًا لا يمت للواقع بصلة، فلا حوارات ولا نقاشات بين الحزبين.
وبالتالي فإن ابتعاث الوفد – وإن فشل في كافة مهامته- استعاد بعضًا من الثقة في أحاديث قادة الوطني التي تعرضت لهزات عنيفة بعد إنكار الأمة وجود حوار، سبقه في ذلك شيخ اليسار، الحزب الشيوعي السوداني.
البحث عن التوافق
الوطني يقول بحرصه الشديد على الوصول إلى 2020 في ظل حدوث توافق سياسي ما أمكنه ذلك. وأيضاً نجده مهمومًا بمسألة الانتخابات والدستور، باعتبارهما أحد ممسكات التوافق الوطني، ولكن لانعدام المحطات الوسطى ها هنا، فإنه قد تخلق حالة الرفض من الشقاق ما لا يمكن جمعه ورتقه.
أما شواغل حزب الأمة فتتمثل في إحقاق توافق سياسي وطني متأسس على رؤية تحالف (نداء السودان) الذي يقوده المهدي شخصيًا بنزعة سلمية، وإن حوى هذا الحلف في ثناياه قوًى مسلحة.
ومع رفع الحزبين لافتة (التوافق) إِلَّا أن التوافق بينهما يبدو بعيداً، ولذلك جاءت رحلة القاهرة، لتقريب هذا البعيد وجعله واقعاً معيشاً.
يقول الأمين السياسي لحزب المؤتمر الوطني، عمر باسان، لـ (الصيحة) إن الوطني حريص جداً للوصول إلى إجماع وطني، ولذلك يقود مبادرة للتواصل مع كافة القوى السياسية بما فيها تلك الممانعة للحوار، أما الغاية فليست خلا مصلحة البلاد والعباد.
وعليه فإنه يضع رحلة الوفد في سياق هذه المبادرة، لا سيما وأن الوطني أرسل إشارات أولية لمحاورة المهدي، وها هو يتبعها –فعلاً- بمرحلة الجلوس في حوار فعلي معه.
يحدث ذلك بوقتٍ ينكر رئيس المكتب السياسي بحزب الأمة القومي، د. محمد المهدي، علمهم بشئ عن اللقاء، اللهم إِلَّا ما أوردته الصحف.
ونبه في حديثه مع (الصيحة) بأنه في حال حدوث اللقاء، فسيعلمون ما جاء فيه بالتفصيل من الحبيب والإمام الصادق المهدي، ومن ثم اتخاذ الخطوات اللاحقة في ضوء رؤية نداء السودان وخارطة الطريق الإفريقية.
ومن ثم أعلن رئيس المكتب السياسي، رفضهم لإدارة حوارات ثنائية مع المؤتمر الوطني، لا سيما وأن مبادرته متأسسة على أرضية الحوار الوطني الهشة وغير القادرة على استيعاب كافة القوى السياسية، وشبيهة بنهج الحلول الجزئية التي يعتنقها الوطني لمد أجله في السلطة، غض الطرف عن كارثية النتائج.
مثار نقاش
بوضع الإجابات المتناقضة في واجهة بعضها، يبرز تساؤل حول الموضوعات التي يمكن أن تثار في لقاء القاهرة.
هنا يرى باسان أن الشواغل الوطنية كثيرة جداً، ويمكن أن يكون من ضمنها قانون الانتخابات والدستور. وفي المقابل يحتاج الأمة إلى ضمانات جدية من الوطني حول عملية 2020 التي وضع المهدي شروطاً قاسية لخصها في قولته (إذا توافرت استحقاقات انتخابات عامة حرة هي: كفالة الحريات العامة، وقانون انتخابات عادل، ومفوضية انتخابات محايدة، وإدارة قومية لأجهزة الإعلام المملوكة للدولة، ومنع استغلال الحكومة لمالية أجهزة الدولة، فإن المشاركة في الانتخابات واجب وطني، وإذا رآها النظام وسيلة أفضل للانتقال نحو المستقبل فما عليه إلا أن يعلن ذلك عبر آلية حوار خريطة الطريق وسيجد تجاوباً واسعاً).
وسيحقق الوطني جملة من المكاسب في حال وضع الأمة في مسار يفضي إلى مشاركته في الانتخابات المقبلة، ومن غير المستبعد أن يستخدم كرت الضمانات الخاصة بتوفير عودة آمنة للإمام إلى الخرطوم، تحول دون ملاحقته قضائياً من قبل الدولة.
ولكن في المقابل يرى حزب الأمة أن عودة المهدي حق أصيل، ولا يمكن سد الحدود أمام الإمام، وبالتالي فإن ذلك قول يفضي إلى أن الضمانات التي يريدها المهدي عامة وليست شيئًا لخويصة نفسه.
احتمالات
عن احتمالية وصول الوطني إلى انتخابات 2020 بلا (أمة) يقول عمر باسان إن الحوار الوطني اجتذب قوًى كبيرة جداً، والحوارات الحالية ذاهبة نواحي الأحزاب الممانعة لإقناعها بحسن نواياهم وحرصهم على التوافق السياسي، متقصدين القوى السياسية التي ابدت مرونة في مسألة الانتخابات وهي في حاجة لمواثيق غليظة وجملة تطمينات، خاصاً بالذكر حزب المؤتمر السوداني، وحركة القوى الديمقراطية الجديدة – حق.
صحيفة الصيحة.