عزيزي أيلا .. عالجوا مشكلة الرودس
استغاث بنا سكان قرى النوبة ، ود بسري ، الحريق ، الحفير ، المسعودية ، المسيد ، السمير ، المحطة ، التي) من أخطار زراعة الرودس الذي سماه أهل المنطقة بالنبت الشيطاني والذي يغطي مساحة ثلاثة آلاف فدان تابعة لمشروعي البرير الزراعي ومشروع الشركة العربية.
ضج مواطنو تلك القرى من أضرار صحية وبيئية كثيرة معظمها ناتج عن انتشار البعوض وأنواع أخرى كثيرة من الحشرات (والقراص) الذي أحال ليل المواطنين إلى نهار بعد أن سلبهم النوم وأصابهم بالأمراض والحميات الغريبة والطفح الجلدي مع انتشار الملاريا والتايفويد والبرجم والحصبة وكثير من حالات الإجهاض والاختناق وضيق التنفس للأطفال ونفوق المئات من الأبقار..
يبعد المشروع عن المساكن مسافة (86) متراً فقط ويفصله عنها خط السكة حديد.
أخي الوالي
ضج المواطنون بالشكوى وقدموا العرائض لمعتمد الكاملين ولغيره بل خرجوا في تظاهرات تطالب بإنقاذهم من الرودس الذي يؤكدون أن زراعته لم تخضع البتة لدراسة مسبقة.
أرجو أخي الوالي أن تطلع على الخواطر التالية التي أرسلها لي مواطن قرية النوبة عثمان محمد أحمد عبدالصادق يشكو فيها من الأرق والقلق والعذاب الذي غيّر طبيعة حياتهم الآمنة منذ أن حل عليهم ذلك الشيطان الرجيم المسمى بالرودس فإلى المقال :
الأخ الكريم المهندس الطيب مصطفى عبد الرحمن وقد شهرت بالصدق والمنافحة عن حقوق المغبونين والمغلوبين أكون شاكراً لكم لو نشرتم لنا هذا المقال بعمودكم المقروء بصحيفة « الصيحة» الغراء وهو عن حال أهلنا بقرية النوبة وعدد من أهل القرى المجاورة وقد عانوا من زراعة علف الرودس ما عانوا، ونشكر لكم في صحيفة «الصيحة» أن زارت الموقع ونشرت تحقيقا شاملاً مدعوماً بالصور، والشكر لكم أن أوليتم الأمر أهمية وتجاوبتم مع أهل القرى المتظلمة.
في بدايات الإنقاذ أفتتح رئيس الجمهورية مشروع ألبان شمال الجزيرة بالنوبة وهو يقع في أرض مملوكة لمواطنيها.وكانت هبة من الله ونعمة، بها يخضر الزرع ويمتلئ الضرع، كان هذا حالها حتى قيام المشروع والذي يتوقع أن يحدث نقلة في حياة المواطن بما يوفره من لحوم وألبان ومشتقاتهما لكن قدر الله ان يستأجر السيد معاوية البرير جزءاً من أراضي المشروع ليحوله لزراعة علف الرودس وما تبع ذلك من أضرار.فلا يمكن أن يكون الاستثمار والكسب المادي على حساب صحة الإنسان وراحته.
توالت الأيام وتحولت النعمة إلى نقمة وصارت أراضي الرودس عبارة عن مستنقعات وبرك للماء الآسن ووجد البعوض مرتعاً خصباً للتوالد بصورة كبيرة ومخيفة ولتدخل أسرابه إلى النوبة وما جاورها من قرًى لتحول لباس ليله إلى جحيم لا يطاق والأمر يزداد خطورة يوماً بعد يوم ، فعانى الأطفال والنساء والكبار من لسعات البعوض.
بلغ منا الرهق مبلغاً كبيراً فتحركت المنظمات بالنوبة مطالبة بتدخل الجهات المسؤولة لحماية مواطنيها وفق القانون، وفي اتجاه آخر توالت الوقفات الاحتجاجية والتي تمت بطريقة حضارية واتفقنا على أن لا نقطع شجرة ولا نرمي حجراً أو نؤذي عابراً، وقد كانت وقفات معبرة في شكلها ومضمونها.
الرودس حرمنا من الاستمتاع بـ «هنبريب» الحوش الكبير حيث لا نقوى على الجلوس للحظة خارج الغرف بعد أن تأذن الشمس للمغيب، أن الأمل معقود على الجهات الرسمية بالمحلية والولاية لتضع حداً للمعاناة التي طال أمدها وسيتواصل سعينا وبالقانون لحماية أطفالنا ومشايخنا ولن يفتر لنا عزم ولن تلين لنا قناة حتى يبلغ الأمر مداه.
ونحن في العشرة الأواخر من الشهر الكريم وبحمد الله مساجدنا الثمانية والتي يرتادها الصغار قبل الكبار لأداء صلاة القيام سيردد المصلون فيها ابتهالاً ودعاءً واحداً أن يحفظ الله النوبة وأهلها والقرى حولها من كل وباء وسقم.
ونرجو من المستثمر أن ينظر في الأمر بعين الاعتبار والجدية وليعلم أن دعوة المظلوم ليس بينها وبين السماء حجاب.
عثمان محمد أحمد عبد الصادق
مواطن/ قرية النوبة
عزيزي الوالي أيلا ..هل تسمعني؟!
يتجه العالم أجمع نحو التعليم بعد أن ترسخ لدى جميع الدول والشعوب أنه بات أكبر رافعة للنهضة والتنمية الاقتصادية والاجتماعية الأمر الذي جعل دول العالم الثالث التي ما كانت تحفل بالتعليم ، توليه اهتماماً أكبر في موازناتها السنوية فقد تبيّن لجميع دول العالم أنه ما عاد البترول والمعادن وغيرهما من المنتجات المصدر الوحيد أو الأول للموارد إنما صار إنتاج العقول هو الدجاجة التي تبيض ذهباً فجهاز الموبايل ينتج من مواد خام لا تكلف عُشر سعره وكذلك الحال بالنسبة للطائرة أو السفينة أو القطار أو غير ذلك من صناعات (الهاي تيك).
في وقت كهذا نسمع بأخبار مزعجة من ولاية الجزيرة العريقة في مضمار العلم والتعليم فقد جاءت الأنباء تترى أن الولاية عمدت إلى تجفيف (25) مدرسة خلال العام الماضي في إطار خطة لتجفيف (100) مدرسة!
أعجب أن يحدث ذلك من الوالي ايلا الذي يعلم قيمة العلم والتعليم الذي لولاه لما تقلب في المنصب الوزارية والولائية ولما أصبح شيئاً مذكوراً في الولاية التي تحتضن إحدى أعظم جامعاتنا بل والتي احتضنت إحدى مفاخر التعليم الثانوي في السودان وأعني بها حنتوب الثانوية التي درست فيها أعداد هائلة من عظماء السودان.
لا أريد أن أنكأ الجراح لأعيد سيرة مدرسة أولاد يس التي أحدثت نتيجتها المحزنة (لم ينجح أحد) ضجة كبرى قبل عامين لكن أن يفجعنا ايلا مرة أخرى بـ(مشروع تنموي) جديد – أدهى وأمر من تجربة مدرسة أولاد يس – بتجفيف المدارس في ولايته المتحضرة فإنه مما يُوجع القلب ويقتله كمداً .
أرجو أن أسمع من أيلا ما يطمئننا أن ولاية الجزيرة تهتم بالتعليم أكثر من الانترلوك ذلك أن بناء الإنسان أو العقول أهم من بناء الشوارع كما أن المعاني أهم بكثير من المباني.
الطيب مصطفى
صحيفة الصيحة