“الخرطوم” تحتضن “جوبا”.. العودة للحقيقة !
احتضان الخرطوم ورعاية الرئيس “البشير” لمفاوضات حكومة جنوب السودان ويمثلها الرئيس “سلفا كير ميارديت” والحركة الشعبية المعارضة بقيادة “رياك مشار”، هو الوضع الطبيعي والدور الذي يتناسب مع السودان.. هذه الدولة العظيمة التي يريد البعض لها أن تتقزم أمام دويلات نبتت قبل سنوات قلائل!!
السودان هو البلد (الأم) لدولة جنوب السودان، فقد كانت جزءا من ترابه وسمائه وشعبه وتاريخه وتراثه قبيل (7) سنوات ليس أكثر.
والجنوبيون هم أشقاؤنا وإن تباعدوا.. وأحبابنا وإن انفصلوا.. أهلنا مهما تعربنا.. الجنوبيون بعض من دمائنا.. وجيناتنا.. ولوننا الداكن.. وقلوبنا البيضاء.
ولذا.. لم يكن مقبولاً لدينا أن نذهب ضيوفاً متفرجين على مفاوضات (سلفا – مشار) في “أديس أبابا”، بينما لا دم يربط غالب الجنوبيين مع إخوتنا الأحباش، ولا دولة كانت وتأريخ مشترك، ولا عاش ملايين الدينكا والنوير والشلك والاستوائيين في “أديس” كما عاشوا وترعرعوا في “الخرطوم” و”كوستي” و”الأبيض” و”بورتسودان”.
أحسنت رئاسة الجمهورية أن استعادت ملفنا المهم، ورسالتنا الوطنية والإقليمية في تقريب الشقة بين الأطراف المتحاربة في جنوبنا الحبيب وصولاً لتحقيق السلام والأمن والاستقرار في الدولة الوليدة.
سعدنا كثيراً بإعلان وزير الخارجية الدكتور “الدرديري محمد أحمد” أمس عن اتفاق وشيك بين الرئيس “سلفا كير” ونائبه السابق “مشار”، وهو عمل كبير بذل فيه الوزير جهداً مقدراً، كما بدت واضحة للعيان ثمرات علاقات واتصالات مدير جهاز الأمن والمخابرات الفريق أول “صلاح قوش” الذي تربطه صلات قديمة بالطرفين الجنوبيين منذ أن كان رئيساً للجنة السياسية المشتركة مع الحركة الشعبية قبيل الانفصال المشؤوم.
نحيي هذه المبادرة ونشد على أيدي صناعها ومهندسيها وعلى رأسهم رئيس الجمهورية المشير “عمر البشير”.
وندعو الله أن يكلل مساعي السلام في الجنوب بالنجاح، لينعم أهلنا هناك بالأمن والسلام والتنمية والرفاهية.
الهندي عزالدين
المجهر