تحقيقات وتقارير

في كأس العالم .. (النواعم) يكسرن القاعدة الثابتة (كرة القدم للرجال فقط)!

إننا في القرن الحادي والعشرين، في عام 2018، ولا أحد يعترض على تشجيع النساء لكرة القدم وفهم قواعدها والحديث عنها ومشاهدتها، أليس كذلك؟ أليس هذا هو الحال؟…بعض ما شهده كأس العالم في دورته الحالية في روسيا جعل بعضنا يتساءل عن مدى التغيير في كرة القدم وعما إذا كانت المرأة تحظى بمعاملة عادلة، وقبل كم يوم، نشرت وكالة التصوير الصحفي “غيتي إميدجيز” مجموعة من الصور لـ “أكثر مشجعي كأس العالم إغراء”، ولا تحتوي الصور في المجموعة إلا على صور مشجعات نساء، ووجه مشجعون من مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي انتقادات لمعرض الصور الذي قدمته غيتي ووصفوه بأنه يقدم منظورا للمرأة تجاوزه الزمن.

(1)
وألغت غيتي لاحقا مجموعة الصور، وقالت إنها “كانت خطأ يؤسف له في الحكم على الأمور”، وإنها ستجري تحقيقا داخليا في هذا الشأن، ولا يقتصر الأمر على ذلك، حيث تواجه المعلقات الرياضيات النساء تعاليا من زملائهم وانتقادات وتحرشات أمام الكاميرا تناقلتها شبكات التواصل الاجتماعي، وكانت الصحفية الرياضية البرازيلية جوليا غويماريا تقدم تقريرا من يكاترينبرغ في روسيا، عندما اضطرت لصد قبلة من أحد المارة، وصاحت غويماريا بعدما حاول الرجل تقبيلها “لا تفعل ذلك. لا تفعل ذلك بعد قط. ما فعلته خطأ”. وعلى تويتر حصلت تغريدة تهنئ غويماريا على تصديها للتحرش على إعجاب 65 ألف شخص!

(2)
وتعرضت لوسي زليك، معلقة شبكة إس بي إس الاسترالية، للسخرية والانتقادات على الإنترنت لأنها تصر على نطق أسماء اللاعبين بصورة صحيحة كما تنطق في بلدانهم، وبعد أن وُصفت زليك بأنها “مزعجة” و”لا تحتمل”، رد زميلها كريغ فوستر على منتقديها يوم الاثنين قائلا إن برنامجهم يسعى لاحترام اللغات والثقافات المختلفة.

(3)
وشهدت الدورة الحالية لكأس العالم انتصارات للمرأة، حيث أصبحت فيكي سباركس، صحفية بي بي سي، أول امرأة تعلق على الهواء مباشرة على مباراة في كأس العالم تبث تلفزيونيا في بريطانيا، كما قالت شبكة فوكس الأمريكية وشبكة تليموندو إنهما نقلتا في هذه الدورة من كأس العالم مباريات تعلق عليها معلقات نساء لأول مرة في أمريكا الشمالية، ولكن التغيير لم يحظ بإعجاب الجميع. وتعرض لاعب كرة القدم السابق جيسون كندي، الذي لم يدع للتعليق في كأس العالم هذا العام، لانتقادات واسعة لقوله إن صوت النساء عال وذو نغمة حادة لا تصلح للتعلق الكروي.

(4)
وانتقد بعض المراقبين عودة ما يعرف بـ “كاميرا الحسناوات”، حيث تتمهل الكاميرا على النساء الجميلات وسط مشجعي كرة القدم في الاستاد، كما أن بعض مستخدمي تويتر استخدموا حساباتهم لتقييم جمال وجاذبية المشجعات، وفي الصين، تتعرض مشجعات كرة القدم للسخرة ويتهمن بأنهن مشجعات زائفات، كما يتم تداول النكات التي تسخر من المشجعات، مشيرة إلى أنهن لا يفهمن حقا قواعد اللعبة وأنهن يشاهدن المباريات فقط لإبهار أحبائهن وأصدقائهن، وللحصول على الاهتمام، أو لمشاهدة اللاعبين ذوي الأجسام الرياضية والعضلات، لكن مشجعات كرة القدم يقمن بالرد على الانتقادات الموجهة لهن، وقارنت مدونة أداء لاعبات كرة القدم النساء الصينيات القوي مقارنة بأقرانهم الرجال الذين فشلوا في التأهل لكأس العالم.

صحيفة السوداني