توجد به “30” بئر سايفون عشوائية حي “الشقيلاب مودة “.. مخالفات الحفر الجائر
اللجنة الشعبية: إجراءات صارمة ضد المخالفين
لابد من سن قوانين تمنع حفر الآبار العشوائية
وزارة التخطيط: هناك عقوبة رادعة لمن يحفر بئراً في الشارع العام
كشف تحقيق استقصائي صادم أجرته “الصيحة”، عن حفر آبار سايفون بطريقة عشوائية بحي “الشقيلاب مودة” محلية جبل أولياء، حيث شهدت إحداها سقوط الطفل مصعب الهادي الذي قضى داخلها ستة أيام بلا طعام ولا شراب، وقد صادف ذلك عطلة عيد الفطر المبارك، وأبدى الأمين المالي للجنة الشعبية بالحي الأستاذ عبد الله الترابي حزنه البالغ وأسفه العميق على حفر الآبار خارج محيط المنزل، الأمر الذي يؤدي إلى مشاكل لا تحمد عقباها، كاشفاً عن إحصاء ما يقارب (30) بئر سايفون تم حفرها بطريقة عشوائية بالحي، وقال في عبارة شديدة اللهجة إن اللجان الشعبية بالمنطقة ستتخذ الإجراءات الصارمة حيال كل ما يخالف ويقوم بحفر بئر خارج حرم المنزل، واعتبر الترابي ذلك مخالفة صريحة، مشيراً إلى عقد اجتماع عاجل واتخاذ الاجراءات اللازمة حيال كل بئر سايفون عشوائية بالمنطقة حتى لا يؤدي إلى سقوط المواطنين بالمنطقة داخلها، وأضاف أن هنالك إهمالا كبيراً نتج عنه سقوط الطفل، موضحاً أن البئر ظلت مكشوفة لفترة طويلة وطالب الجهات المختصة المتمثلة في الشؤون الهندسية بمحلية جبل أولياء بالتحرك العاجل واتخاذ قرارات صارمة تجاه كل من يخالف، وتخوف الترابي من حدوث تكرار سقوط طفل آخر بذات سيناريو الطفل مصعب مضيفاً: بحب الاستطلاع الذي يمتاز به الأطفال ومحاولتهم من الاقتراب من البئر والنظر داخلها.
آبار مكشوفة
أبدى والد الطفل مصعب الهادي عبد الصادق، الناجي من الموت بأعجوبة إثر سقوطه داخل بئر سايفون قضى بها (6) أيام دون أكل أو شرب، عن الأخطاء التي تحدث من قبل المواطنين وعدم مراعاة حفر الآبار في الطرقات والإهمال التام، وأضاف أن البئر لا تزال كاشفة الأمر الذي يثير الحيرة والتساؤل، وأضاف عبد الصادق أن الأسرة دخلت في حالة صدمة نفسية، مطالباً من الجهات المتخصة مراعاة حفر الآبار خارج أسوار المنازل خاصة أن هنالك أطفالاً وكبار سن وفاقدي البصر، مبيناً أن البئر التي سقط فيها ابنه تقدر بحوالي (15) متراً، وظل فيها أياماً دون أكل وشراب، وهذا ابتلاء من عند الله تعالى.
فيما أبدت سيدة إبراهيم الترابي رئيسة جمعية الفضيلة لتمويل الأسر الفقيرة بأن حفر الآبار في الشارع يعتبر مخالفة خاصة أن هنالك إهمالا من قبل أصحاب المنازل داعية اللجنة الشعبية بالتحرك العاجل لتوفيق أوضاع الآبار العشوائية خاصة أن المدارس والخريف على الأبواب مما يستوجب الحرص عليهم، مشيرة إلى أن بئر السايفون التي شهدت الحادثة المؤسفة تتوسط في طريقها خمس مدارس، بالإضافة إلى رياض أطفال مجاورة لها الأمر الذي يحدث ربكة لأولياء الأمور، واتهمت الأستاذة سيدة الشؤون الهندسية بالمحلية بالتقصير تجاه عملها وعدم القيام بالزيارات الميدانية للأحياء الطرفية واعتبرت ذلك تهميشاً ليس إلا، مما يسبب ضررًا.
نموذج حادث
فيما وصفت والدة الطفل مصعب ضحية بئر السايفون الحادثة بالمؤسفة، والمقلقة لأفراد الأسرة، وسردت تفاصيل الحادثة قائلة إن ابنها كان فى طريق عودته من صالون الحلاقة، وفي اثناء ذلك تصادف مرور عربة دفار مسرعة بطريق الأسفلت موقع الحادث نفسه عند محاولته الابتعاد عن طريقها زلت قدماه وسقط داخل البئر وركض أقرانه فى اتجاه آخر، وأضافت قائلة إن ابنها في يوم الحادثة ظل يساعدها طوال اليوم داخل المنزل استعدادا لاستقبال العيد الذي لم تذق الأسرة طعمه، ولفتت إلى أن سقوط ابنها كان ليلة الأربعاء ووضعت صاحبة المنزل من أعلى حفرة البئر الأشواك دون أن تلتفت إليه وهو قابع أسفل قاع البئر خوفاً من سقوط الأطفال في العيد وتضيف بأن مصعب كان ينادي بأعلى صوته من داخل البئر، وقالت إن ذات الموقع أقيمت فيه صلاة العيد في ميدان كبير وصلى معهم وهو داخل البئر وكان يسمع أصوات الألعاب النارية، وهو يبحث عن الوسيلة التي تخرجه من ذلك الجب العميق، وصمتت في حزن بأنهم ظلوا هكذا إلى أن تم العثور عليه وإخراجه حيًا يرزق وقالت إن هذا قدر ابنها.
اجتماع عاجل
وفي السياق ذاته قال عضو اللجان الشعبية الصادق علي بأن هنالك اجتماع عاجل وتوزيع منشورات على سكان الحي بغرض التنويه بوضع أغطية على آبار السايفون المكشوفة فى الشوارع، وسوف يصدر قرار بوقف حفر آبار على الشوارع إلا بعد تصديق حتى لا تتكرر مثل هذه الحادثة المؤلمة، ومخاطبة المصلين بمكبرات الصوت في المساجد، وأبدى عدد من مواطني حي الشقيلاب عن تخوفهم التام من الآبار العشوائية المخيفة التي تحاصر الحي، وطالبوا معتمد محلية جبل أولياء سعادة العميد أبو عبيدة العراقي بالتدخل العاجل ووقف حفر آبار السايفون خارج المنازل وبطريقة عشوائية حفاظاً على أرواح أبنائهم.
وكانت الصيحة في جولة قامت لها بالشقيلاب، كشفت عن الحقائق الصادمة بالمنطقة عن وجود (30) بئر سائفون تم حفرها بطريقة عشوائية خارج المنازل، والتي تظل كاشفة دون وضع أغطية عليها والتي يمكن أن تعرض حياة المواطنين خاصة كبار السن إلى السقوط
إجراءات ضرورية
وطالب رئيس اللجنة الشعبية الأستاذ ياسر إبراهيم معتمد جبل أولياء بسن قانون جديد يمكنهم من وقف كل مخالفة بئر عشوائية بالمنطقة، وقال إن المواطن لا يرضخ للإرشادات إلا بواسطة القوانين خاصة أن هنالك مخالفات كثيرة بطريقة حفر الآبار، ويتم تركها مكشوفة، الأمر الذي يؤدي إلى حدوث كارثة بالمنطقة خاصة في فصل الخريف، وقال إنهم سوف يتخذون الإجراءات في حال سن قانون لحفر الآبار العشوائية خاصة أن هنالك آبارا تم حفرها في وسط الشوارع، مطالباً الجهات المختصة بعدم حفر الآبار إلا بعد التصديق من قبل الشؤون الهندسية بالمحلية حتى يتبع الإجراءات السليمة الخاصة بسلامة العامل والسكان بالمنطقة، خاصة أن هنالك مناطق مثل الشقيلاب تربتها رملية والتي يمكن أن تتسبب في انهيار(ردم) البئر والعامل داخلها، وقد شهدت المنطقة عدة حوادث مثلها، ووفقاً لإدارة الشؤون الهندسية التي من الأفضل أن تزور المنطقة المراد حفر بئر السايفون عليها لمعرفة نوع التربة وعدد الأمتار والتي يمكن أن تتسبب في انهيار البئر مستقبلاً نسبة لعملية النز التي تحدث بعد مرور فترة طويلة من استخدام بئر السايفون.
قتل خطأ
يقول الأستاذ خالد عبد الصادق أستاذ التربية الإسلامية بالمدارس الثانوية إن الشريعة الأسلامية نهت عن وضع كل ما يؤذي الإنسان، مضيفاً أن إماطة الأذى عن الطريق صدقة، وقد دعت معظم الأحاديث النبوية لذلك لقوله (صلى الله عليه وسلم) إياكم والملاعن الثلاثة (الطريق، الظل، الماء). والملاعن الطرد من رحمة الله، ويعتبر إثماً كما نهى الرسول (صلى الله عليه وسلم) بعدم الجلوس على الطرقات، وقد أمر الحديث بكف الأذى، إضف إلى ذلك مقولة عمر بن الخطاب (لو تعثرت بغلة بالعراق لسئلت عنها)، ومنع (صلى الله عليه وسلم) إيذاء الجار برائحة القدر، فإذا كان الأذى بالرائحة فكيف يكون السقوط داخل حفرة، وإن رجلاً أزاح شجرة عن الطريق فغفر الله له وأدخله الجنه، مطالباً المسلم ان يحافظ على البئية سليمة آمنه خالية من كل ما يتسبب في أذى الآخرين.
فيما يشير المستشار القانوني الأستاذ أحمد محمد صالح إلى أن حفر الآبار في الشوارع مخاطره كثيرة ولا يقصد المرء إيذاء الآخرين ولكنها الأقدار، وقال صالح إنه وفقاً للقانون الجنائي من تسبب في سقوط شخص داخل البئر لا يرثه إذا كان هو أحد وراثه أي يمنع عنه الميراث، ويعتبر ذلك قتلاً بالتسبب، ويحرم عليه الميراث في الدنيا، وأوضح في حالة سقوط شخص داخل بئر قام بكشف غطائها بغرض النظر إلى داخلها، هذا يعتبر قتلاً خطأ وهو إهمال وقلة احتمال، وهذه مخالفة وفقاً للشؤون الهندسية، وقال إن حادثة مصعب مماثلة إلى حادثة أم شوائل الطفلة التي قضت عدة أياماً داخل البئر، وتم إخراجها من نوعها وكذلك سيدنا يوسف، وطالب صالح المواطنين بحفر مثل هذه المرافق أو المنافع بعيداً عن الطرقات لما فيها من مخاطر تؤذي المواطن ومستخدمي الطرق، خاصة أن هنالك كبار سن ومكفوفين وأطفالاً، وطالب بالتشدد في سن قانون لكل من يخالف مثل هذه الإجراءات.
زيارة عاجلة
من جهته، أكد الباشمهندس مبارك نقد المسؤول بإدارة مخالفات الأراضي بوزارة التخطيط العمراني ولاية الخرطوم، أن حفر الآبار في الشوارع مخالفة صريحة وفقًا لإدارة الشؤون الهندسية، وطالب أهالي المنطقة بالتبليغ الفوري إلى إدارة المباني المختصة بذات الشأن، مبيناً أن هنالك عقوبة رادعة لكل من يقوم بحفر بئر في الشارع العام، موضحًا أن عقوبتها تصل إلى غرامة مالية وإغلاق البئر، مشيراً إلى أن إدارته سوف تسجل زيارة للبئر التي سقط داخلها الطفل مصعب لاتخاذ الإجراءات حيال ذلك.
وقال نقد إن إدارته تتحرك عقب تبليغهم بشكوى بوجود مخالفة حفر آبار على الطريق العام من أهالي المنطقة المتضررة، مشيراً أن إدارته قد قامت بإزالة عدة مخالفات بعد ورود شكاوى من سكان بالخرطوم عن وجود مغسلة تضرروا منها فسجلت الإدارة زيارة ووقفت على حجم الأضرار، ومن خلال الزيارة الميدانية أنها لا تصلح وتسببت في أضرار للمواطن والبيئة، وقمنا بإغلاق المغسلة والبئر وتحويلها الى منطقة أخرى.
تجاوزات عديدة
وكشف نقد عن مخالفات عديدة تتم من قبل المواطنين في حفر الآبار، داعياً كل مواطن يريد حفر بئر مراجعة الشؤون الهندسية التي تقوم بتسجيل زيارة إلى موقع الحفر لمعرفة نوع التربة والالتزام بمعيار السلامة لعامل البئر فقد شهدت بعض المناطق خاصة ذات التربة الرملية أو المجاورة للنيل انهيارات خاصة أن هنالك أمتاراً محدودة، وفي حالة حفر عمقها أكثر من المسموح به تؤدي إلى هدمها عاجلاً أم آجلاً، ونوه إلى اتخاذ الإجراءات السليمة، وأبدى أسفه البالغ على حادثة سقوط الطفل مصعب داخلها وتخوف من حدوث كوارث في المستقبل في حفر الآبار بهذه الصورة العشوائية، موضحاً انهيار عدد من دورات المياه في فصل الخريف نسبة لعدم استخدام الطريقة الهندسية الصحيحة، واتباع معايير السلامة، لافتاً إلى حفر الآبار دون دراسة هندسية، وأن عمال الآبارغالبهم امتهنوها بالخبرة لفترات طويلة بعد أن ورثوها عن أجدادهم، وقال إن تلك المخالفات في حفر الآبار تظهر معظمها في فصل الخريف، مضيفاً بأن المناطق الطرفية تحتل أكبر قدر من الحفر العشوائي لآبار السايفون.
الخرطوم: مياه النيل مبارك
صحيفة الصيحة.