محلية الخرطوم …. الإزالة تصل المساجد ..!!
في حادثة غريبة من نوعها نفذت سلطات محلية الخرطوم هدم (زاوية) مصلين بضاحية المنشية مربع (86) التي تقع في أرض سكنية ترجع ملكيتها للدولة أي لم يملكها مواطن، (السوداني) وصلت هناك حيث وجدت المسجد حطاماً وملحقاته في العراء، الملفت في الأمر أن المصلين يؤدون صلاتهم تحت الأشجار المقابلة للمسجد من الناحية الغربية.
خلفية تاريخية:
يقول المواطن وعضو لجنة الحي متوكل حسين إن تاريخ إنشاء (الزاوية) يرجع للعام 2015م، والسبب الرئيسي لقيامها هو ابتعاد مسافة المساجد لسكان هذا المربع حيث اتفق عدد من كبار المربع على إنشاء (زاوية) في هذه المساحة التي تبلغ (400) متر (حيز حكومي) بها الآن محطة مياه المنشية. ويمضي حسين بقوله بداية البناء تبرع بها عدد من الخيرين بتوفير المواد من حديد وزنك، إضافة للمكيفات والفرش الفخم بتكلفة تقدر وقتها بـ(350) ألف جنيه، مشيراً إلى أنهم تلقوا عروضاً من عدة خيرين لإكمال البناء لمسجد بعدة طوابق إلا أنهم وجدوا معارضة من جهات كثيرة منها هيئة الأوقاف الإسلامية نفسها بحُجة أن كثرة المساجد بالعاصمة قد تؤدي لانتشار التطرف.
ونوه الرجل إلى أن مصادر أخبرته بأن القطعة سوف تُطرح في مزاد علني لمن يرغب، ولفت الرجل إلى أن هذه الزاوية تُعد صندوق تكافل اجتماعي لأهل الحي ومجاوريه وحسب قوله إنهم عند شهر رمضان يتلقون تبرعات من خيرين تفوق الـ(300) ألف جنيه يتم توزيعها للمحتاجين وطلاب خلاوي القرآن، كما يقومون بتوزيع كيس الصائم للفقراء والمسكين والأيتام وآخر مشروع هو قبل أيام وهو توزيع الشنط المدرسية وتحسر جميع المصلين على هدم الزاوية التي بهدمها تهدم الأسر الفقيرة والمحتاجة.
لحظة الإزالة:
رضوان نصر موظف ببنك الطعام أتى من مقر عمله جوار الزاوية لأداء صلاة الظهر وتفاجأ بالآليات تكسر في الزاوية، وقال الرجل لـ(السوداني) أمس، ترجيتهم كثيراً لم يستجيبوا بأن يتوقفوا عن الإزالة وسوف نقوم بـ (فكها) بطريقة سلمية حتى لا نتضرر فقابلوا حديثي بالرفض. وأضاف الرجل ظللت أتوسل من شخص لآخر حتى يتم ترحيل المصاحف بصورة تليق بمكانتها، فكانت نزعتهم تخالف العرف والدين. وأضاف: بعدها سئمت منهم وقوبلت جميع محاولاتي بالفشل وأخبرني أحد المسؤولين بأن هذه القطعة أمر إزالتها صادر من جهة عُليا.
مطالب أهل الحي:
طالب عدد من المواطنين والمصلين بالحي الحكومة بتعويض الخسائر المادية التي نتجت عن هدم الزاوية. كما طالبوا بإعطائهم الأولوية في حالة طرح هذه القطعة في مزاد علني للبيع. واختتموا حديثهم بأنهم بحاجة ماسة لمسجد حتى يتسنى لهم أداء الفريضة بكل يسر. وحسب قولهم إن معظم سكان الحي طاعنون في السن ومصابون بأمراض الرطوبة والخشونة التي تحول دون الوصول للمساجد البعيدة.
حديث المؤذن:
يقول إسحاق يوسف الذي يعمل خفيراً، ويقوم بمهمة رفع الأذان بالزاوية أنه قبل يومين من الحادثة عند العاشرة صباحاً توقفت جواره عربة بوكس دبل كاب بداخلها سائق ومعه موظفة حسب قولها بأنها تتبع لجهاز حماية الأراضي الحكومية والبيئة والطرق وإزالة المخالفات، وأعطتني خطاباً وأخبرتني بتبليغ المصلين بأنه قرار إزالة للقطعة رقم (162) مربع (86) الجريف غرب وكما نسميها امتداد المنشية، ومكتوب بالخطاب علينا نقل جميع ممتلكاتنا الموجودة بهذه القطعة خلال (72) ساعة وإلا سوف يضطرون لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لتنفيذ القرار أعلاه وتحميل أهل الحي نفقات الإزالة. وأضاف بأنهم لم يتوقعوا التنفيذ لأنهم اعتادوا أن الإنذارات دائماً ترد على ثلاث مراحل بعدها في حالة عدم الاستجابة تتم الإزالة. وأشار إلى أن الجميع تهيأ لصلاة الظهر لكنهم فوجئوا بعربات الإزالة التي لم تمهلهم للصلاة داخل الزاوية بل صلى المصلون وسائقو عربات الإزالة وأفراد الشرطة في ظل الشجر خارج سوح الزاوية، وحسب قوله (الصلاة شغالة والكسير شغال).
خطوات تنظيم:
مُصلي فضل حجب اسمه أفاد لـ(السوداني) بأن لجنة الحي اتخذت الأمر هزواً بمعنى أنها لم تتبع الإجراءات القانونية عند قيام الزاوية، موضحاً بأن الإجراءات تتسلسل بداية من أخذ تنازل صاحب القطعة إذا وجد او الحكومة وأخذ التصديق بواسطة محامي وتوثيقه بغرض تحويلها لمسجد، بعدها الذهاب بهذا التنازل لأمانة الدعوة، بعدها يتم التصديق لمسجد وتسليم جميع الأوراق للمقاول الذي يبدأ في تشييد القطعة لأن المقاول الحقيقي لم يبدأ عمل من غير كشف سلامة الأوراق والملكية، وختم حديثه بقوله إن لجنة الحي تفعل ما تشاء وحسب قوله (مافي زول بقول ليهم عينكم في رأسكم).
صحيفة السوداني.