تحقيقات وتقارير

طلاب جامعة السودان يضعون الملح على الجرح .. المخدرات الرقمية .. (إدمان) من نوع آخر ..!

في الآونة الأخيرة انتشر مصطلح المخدرات الرقمية وإدمان العالم الإسفيري بصورة واسعة الشيء الذي دفع بالكثير للاهتمام به والتعرف على خطورته وكيفية معالجته، مؤخراً اجتهد عدد من الطلاب بجامعة السودان في هذا المجال متناولين هذه القضية عنواناً للبحث والاستقصاء (توظيف الوسائط المتعددة في معالجة ظاهرة الإدمان الإلكتروني) لما له من تأثير كبير على الثقافة والإنتاج وأسلوب حياة الجماعات، (كوكتيل) بدورها اجتمعت بالطلاب الذين تناولوا هذا الجانب في أبحاثهم وتحدثت إليهم مطولاً للوقوف على أهم النتائج التي تم التوصل إليها عن طريق البحث وإيضاح المخاطر وكيفية التخلص منها ومعالجتها.

(1)
الطالبة نسيبة حسن تحدثت عن الجانب الذي تناولته بحثاً وتفصيلاً في البحث عنوان الدراسة قائلة: أجرينا دراسة بحثية وصفية تحليلية على عينة من الطلاب الذين تم اختيارهم للتعرف على أنواع الإدمان المنتشرة في الوقت الراهن وطرق معالجته، وقد تبين أن الإدمان الإلكتروني الذي اكتسح العالم مؤخراً له عدة أشكال أخطرها هو إدمان الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي بعيداً عن أرض الواقع، ومنها أيضاً إدمان الألعاب ومخاطرة كارثية تصل إلى الموت لدى بعض الأطفال وأيضاً إدمان الكتب الإلكترونية والإدمان السائد الذي يبلغ حد الخطورة، المخدرات الرقمية، الإدمان على المواقع الإباحية.

(2)
من جانبها ذكرت الطالبة أبرار عمر في حديثها أهم المشكلات التي يواجهها مدمن المواقع الإلكترونية، وأضافت: (إدمان المواقع الإلكترونية أصبح في الآونة الأخيرة منتشراً بصورة غير طبيعية خصوصاً إدمان المواقع الإباحية بحيث أصبح المشاهد يجلس لساعات على صفحات الإنترنت لمشاهدتها دون ملل وما يساعده على هذا هرمون (التوبامين) محفز السعادة الذي يفرز أثناء المشاهدة ومع المشاهدة المتكررة يزيد إحساس الفقد والغرابة في حالة عدم مشاهدتها الشيء الذي يجعل من الإقلاع عنها مهمة في غاية الصعوبة إن لم تكن مستحيلة)، وزادت : (الألعاب الإلكترونية معظمها يزيد من معدل العنف والعدوان لدى الأطفال، وإن عدم اعتراف المشاهد نفسه بتأثيرها عليه يمثل خطراً كبيراً).

(3)
أما الطالب أحمد محمد فقد تناول في حديثه جانب المخدرات الرقمية والتي ذكر أنها عبارة عن ملفات صوتية بحيث يكون الإدمان عليها سمعياً كما أكد أنه عن طريق تطبيق البحث توصل إلى حقيقة أن لها نفس تأثير المخدرات المتناوله على جسد الإنسان من (إجهاد وإرهاق وتوتر واكتئاب إضافة إلى الضرر البصري الذي يلحق بالمشاهد وصعوبة التخلص منه) ، وتابع : (في الوقت الحاضر بدأت تنتشر في المجتمعات بشكل مخيف خاصة وسط شريحة الشباب مع توقع إزدياد مطرد في السنوات القادمة)، وأشار في حديثه إلى أن هذا الإدمان المنتشر له بعض الفوائد منها مجانية وسهولة الحصول على المحتوى سواء كان كتاباً أو ألعاباً أو غير من جميع المواقع المفتوحة (يوتيوب ، فيس ، وعدد من المواقع التي توفرها)، وأكد انتشار هذه المواقع بين الأطفال خطورتها أكبر فهي تؤثر على الطفولة والتعليم.

(4)
بالإجماع، أكد الطلاب خلال حديثهم لـ(كوكتيل) أن هذا الداء الإلكتروني من الممكن أن يدمر مجتمعات كثيرة إن لم يتم التعامل معه بصورة منظمة بمعنى تحديد عدد الساعات التي تخص الجلوس أمام الإنترنت بمختلف الاهتمامات ، وزادوا : (من أهم الأسباب التي أدت إلى انتشار هذا الخطر غياب مؤسسات التنشئة والرقابة الأسرية وعدم تناول هذه القضية باهتمام ومحاربتها بطريقة تخفف من الإدمان عليها، وأيضاً البطالة وعدم توفر فرص بقدر كافٍ للعمل تدفع الشباب إلى اللجوء إليها)، وأوضحوا أنه لا بد من ضرورة اهتمام وسائل الإعلام بهذه القضية وتسليط الضوء عليها وتزويد المجتمعات بمعلومات حول مخاطرها وكيفية استخدامها وتوخي الحذر منها.

تقرير : خولة حاتم
صحيفة السوداني