العام الدراسي .. تفاصيل الأسبوع الأول إقبال كبير على (الخاصة) وإحجام عن (الحكومية)
حالة من الارتباك وعدم الانتظام في اليوم الأول
ترحيل التلاميذ بدون إشراف معضلة أقلقت أولياء الأمور
أحد أولياء الأمور يُفكر في بيع منزله لتعليم أبنائه الخمسة
حالة من الارتباك والتوتر عايشتها أم شهد، عندما أشارت الساعة إلى الثالثة ظهراً ولم تصل عربة الترحيل التي تقل صغيرتها المدللة التي أدخلتها الصف الأول أساس هذا العام تضاعف شعورها بالقلق عندما حاولت الاتصال بإدارة المدرسة ولم تجد رداً، حاولت مرات ومرات وفشلت في الوصول الى الإدارة جن جنونها ودارت في مخيلتها العديد من الصور والمشاهد والأفكار السوداء خاصة وأن المدرسة تبعد من الحارة التي تسكن فيها أجرت مكالمة أخري مع والد شهد لتضعه في الصورة ليقوم هو الآخر بالاتصال بالمسؤول عن الترحيل ولم يجد ردًا بدأ القلق يتسرب إلى نفسه فالساعة تشير إلى الثالثة والنصف، ولم تحضر شهد استقبل مكالمة عاجلة من أم شهد فتح الخط بتلهف لمعرفة ما يجري فتنفس الصعداء وأخذ أنفاساً عميقة عندما أخبرته أم شهد بوصول الابنة المدللة، غير أنه صدم من هول المفاجأة عندما علم بأن عربة الترحيل لم يكن فيها مشرف، وأن السائق لم يكن بحوزته وصف دقيق للمنزل أو رقم تلفون للتواصل مع أسرة شهد على الرغم من أن والد شهد ملأ استمارة الترحيل وكتب فيها كل البيانات المطلبوبة، غير أن إدارة المدرسة أو المسؤول عن الترحيل تناسى أن يزود السائق بالبيانات والمعلومات المطلوبة ليعتمد على ووصف الأطفال .
تفاصيل معاشة
هذا السيناريو لم يكن في فيلم سينمائي أو مسلسل يحتشد بالإثارة والتشويق، وإنما صورة واقعية لتفاصيل عايشناها ونحن نتابع ونرصد استهلالية العام الدراسي الجديد وحالة الارتباك التي شهدها الأسبوع الأول الذي حفل بالكثير من الأحداث والأخطاء والمشادات وحالة من الضغط النفسي والجهد البدني أهم الإشكاليات التي وجهها أولياء الأمور في الأسبوع الأول من العام الدراسي الجديد لاسيما الذين سجلوا أبناءهم في المدارس الخاصة.
مشاكل الترحيل
وقد برزت هذه المشكلة نسبة للازدحام في اليوم الأول وتدافع أولياء الأمور للتسجيل وسداد الرسوم فانشغل الموظفون بتحصيل الرسوم وأغفلوا فرز وتوزيع الاستمارات المتعلقة بالترحيل وتمليك السائقين المعلومات الكافية الأمر الذي استغرق الكثير من الوقت، وظل معظم التلاميذ يرابطون بالمدارس لساعات طوال ومنهم من وصل إلى داره في الخامسة .
حالة من التوتر
هذا الوضع خلق حالة من التوتر بالنسبة لأولياء الأمور وجعل الهواجس والوساوس تدور في مخيلتهم، غير أن اليوم الثاني كان أفضل حالًا، ولكن برزت مشكلة الترحيل بدون إشراف، فهنالك بعض المدارس التزمت بالإشراف وأخرى تغافلت عن هذا الأمر، إذ لا يعقل أن يرحل تلاميذ وأطفال في الحلقة الأولى وهم في عمر السادسة دون وجود مشرف ويتركوهم لوحدهم بصحبة السائق .
خطر داهم
بحسب المرشد النفسي والخبير التربوي محمد أحمد الخضر تبيدي، أن الترحيل بدون إشراف يعد كارثة وخطراً داهماً على الأطفال خاصة من هم في سن السادسة، عدم وجود المشرف قد يعرض حياتهم للخطر لأن طبيعة الأطفال تختلف من طفل إلى آخر، هنالك من لديه طاقات زائدة ويتحرك داخل العربة، ويمكن أن يتعرض للإصابة، وهنالك المريض الذي يحتاج إلى الرعاية، لذا تأتي أهمية وجود المشرف لضبط الأطفال داخل العربة .
أحداث مأساوية
ويمضي تبيدي في حديثه للصيحة ويقول: هنالك الكثير من الأحداث المأساوية التي شهدتها بعض الحارات لعدم وجود المشرف داخل عربة الترحيل، فقد شهدت بعض الحارات مقتل طفل لإهمال السائق وعدم وجود المشرف عندما وصلت عربة الترحيل الى منزل الطفل وأمر السائق الطفل بالترجل من العربة ولم ينتبه إلى أن الطفل ترجل وذهب خلف العربة فدهسه عندما رجع إلى الخلف . ويستشهد تبيدي بحادثة أخرى شعر فيها الطفل بالنعاس فغط في نوم عميق في الكنبة الأخيرة لعربة الترحيل فتفاجأ السائق به وهو في موقف المواصلات بالشهداء ساعة الذروة عندما تدافع المواطنون للركوب في العربة .
حالة من الارتباك
حالة الارتباك والانشغال بتحصيل الرسوم الدراسية في المدارس الخاصة أدت إلى عدم الانتظام والدخول بصورة عملية في الدراسة، فهنالك بعض المدارس لم تضع جدول الحصص، ولم تقم بتوزيع تلاميذ الصف الأول في الفصول بل جمعتهم في فصل واحد إلى حين اكتمال الربط المحدد ومن ثم توزيعهم على الفصول بحيث يستوعب الفصل مابين 30 إلى 35 تلميذاً.
إقبال على المدارس الخاصة
ما خرجنا به خلال هذه الجولة أن هنالك إقبالا كبيراً على المدارس الخاصة ورغم الزيادات العالية التي بلغت 60 % إلا أن ذلك لم يؤثر في الإقبال بل على العكس أن السواد الأعظم من الأسر حرصت على تسجيل أبنائهما في المدارس الخاصة التي استغل بعضها إقبال أولياء الأمور واشترطت سداد 50% من الرسوم على أن يتم تقسيط المتبقي من المبلغ إلى أربعة أشهر .
دخل اللحم الحي
بحسب إفادات أولياء الأمور أن العام الدراسي الجديد دخل اللحم الحي للظروف المعلومة التي جاء فيها فاضطر الكثير من الناس للاستدانة أو بيع ممتلكاتهم أو رهن مقتنياتهم الثمنية من أجل تعليم أبنائهم، وبحسب د. صلاح عوض أحد رموز الثورة الحارة السادسة، أن أحد أصدقائه فكر في بيع منزله وشراء منزل آخر والاستفادة من فرق السعر للتعليم حتى يتمكن من سداد الرسوم الدراسية لخمسة من أبنائه .
جنوح نحو المظهرية
وانتقد د. صلاح عوض عثمان الخبيرالسابق بالأمم المتحدة تهافت أولياء الأمور على المدارس الخاصة، وقال للصيحة إن المسألة لا تخلو من الفشخرة والبوبار، وتساءل ما هي الإضافات التي ستحققها المدارس الخاصة للتلميذ، وقال إن ما يدفعه أولياء الأمور للمدارس الخاصة من أموال لو تبرعوا بـ 30% من جملته للمدارس الحكومية يمكن أن تحيلها إلى مدارس نموذجية وتوفر بيئة مدرسية مثالية، تعين الطالب في التحصيل، مشيراً إلى أن المدارس الخاصة بدعة أنهكت الأسر وينبغي على أولياء الأمور في كل (منطقة) أن تتضافر جهودهم من أجل نهضة المدرسة الموجودة بالمنطقة ودعمها، وضرب مثلاً بالثورة الحارة السادسة التي قال إن بها 820 منزلاً وإن 40% من هذه البيوت سجلت أبناءها في المدارس الخاصة أي انهم ملأوا خزينة هذه المدارس بقرابه 200 ألف كقسط أول تخيلوا معي لو تم التبرع بهذا المبلغ لمدرسة الحارة الحكومية بالتأكيد سينقلها نقلة نوعية.
إقبال ضعيف
في المقابل شهدت المدارس الحكومية إقبالاً ضعيفاً للتسجيل، حيث تراوح متوسط التسجيل للصف الأول ما بين 22 إلى 27 بنسبة أقل من العام الماضي.
صور مشهدية ينقلها: معاوية السقا
صحيفة الصيحة