تحقيقات وتقارير

بسبب المشجعات تارة .. والمباريات تارة أخرى .. كأس العالم يُثير (الهلع) بين الزوجات السودانيات

على إحدى قروبات الاستشارات الأسرية بمواقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك كتبت إحدى العضوات حكايتها قائلة: (انتظرت عودة زوجي إلى المنزل بفارغ الصبر حتى نتفاكر في أمر ما لا يمكن تأجيله، لكن كانت الصدمة كبيرة حينما طلب زوجي الحديث بعد انتهاء إحدى مباريات كأس العالم التي كان يتابعها باهتمام بدا لي أكثر من اهتمامه بأسرته، وحينما أصر على رأيه قمت بإغلاق التلفاز الشيء الذي أثار غضبه وأقسم يميناً إن فعلتها مرة أخرى سيرمي يمين الطلاق)، إلى هنا انتهت استشارة العضوة التي طلبت حلاً من بقية الأعضاء الذين تباروا في تقديم الحلول.

(1)
كأس العالم أهم مسابقة لرياضة كرة القدم تقام تحت إشراف الاتحاد الدولي لكرة القدم كل أربع سنوات ينتظرها عشاق المستديرة بكل الحب واللهفة وتجري اجتماعات بين الأصدقاء من أوقات مبكرة لضرورة التنسيق لحضور المباريات معاً، أما عند بعض النساء فيصبح الأمر مختلفاً فكثير منهن يعتقدن أن الكرة هي شبيهة الضرة حيث تقاسمهن الوقت فضلا عن الإعجاب الذي يبديه بعض الأزواج بمشجعات الفرق اللائي يظهرن بأشكال لافتة وجاذبة للعيان.

(2)
ربما كان اعتياديا عند نساء العالم الآخر تقبل اهتمام الرجل بكرة القدم ومغازلة مشجعات الفرق والمتابعة بشغف لكن عند نساء بلادي فالأمر لا يقبل القسمة على اثنين فهي في الآخر أنثى لفتت انتباه زوجها حتى ولو كان بينهما بحار وجبال، وعن هذا تقول أستاذة جامعية -فضلت حجب اسمها- إنها تتمنّى نهاية كأس العالم اليوم قبل الغد ليس لأن زوجها مولع بالمشجعات لكن لأن كل وقته أصبح لمتابعة المباريات دون الاهتمام بتفاصيل البيت وما يحدث إذ يقضي النهار بالعمل وحين يأتي المساء يصبح كل همه في جمع أصدقائه للتشجيع والتعليق والسخرية من مشجعي الفريق المهزوم، مؤكدة أن هذا الوضع ظل مستمرا منذ أول يوم في كأس العالم وحتى أيام الراحة، حيث يحرص على زيارة أصدقائه وتحليل القادم من المباريات.

(3)
(كفاح) أم لطفلين، سألناها ببراءة عن مدى تأثير كأس العالم بصورة سلبية على حياتها وحياة أطفالها، فقالت وهي ضاحكة: (إن شاء الله يستمر السنة كلها، على الأقل مرتاحة من كلام الراجل الكتير ومن طلباته، فهو يذهب لمتابعتها برفقه أصدقائه، وحينما يأتي أكون أنا وأبنائي قد غرقنا في النوم)، بينما جاء تفكير انتصار على النقيض تماما من سابقتها إذ قالت إنها سئمت من الوضع الراهن فقد أصبح زوجها لا يهتم بها كثيرا مهما فعلت للفت انتباهه، مشيرة إلى احتفاظه بصور المشجعات على هاتفه والتعليق المتواصل مع رفقائه على جمال المرأة الأوروبية الشيء الذي يسبب لها الضيق متمنية أن تأتي آخر مباراة حتى ترتاح من تلك المعاناة -بحد تعبيرها.

تقرير: تفاؤل العامري
صحيفة السوداني